قائمة الموقع

العنف اللفظي.. النَغَمَة المحببة للجماهير!

2016-11-08T16:44:52+02:00
صورة دلالية للجماهير في الدوري
الرسالة نت - فادي حجازي

"الرياضة فن وذوق وأخلاق".. مقولة نسمعها دوما منذ الصغر، لكن المشكلة أنها باتت على وشك الانقراض في كثير من مباريات دوريي الدرجتين الممتازة والأولى بقطاع غزة, بسبب الشغب الملحوظ بين المشجعين.

فالجماهير ورغم أهمية تواجدها في اللقاءات ومدى دورها الريادي في تحفيز اللاعبين, إلا أنها باتت تؤدي دورا دخيلا على الرياضة الغزية, وذلك بوضع رأيها في كل صغيرة وكبيرة خلال لقاءات فرقها في الدوري, مستخدمة أبشع الألفاظ غير الأخلاقية بحق المنافسين والحكام.

ثقافة سيئة

الوسط الرياضي في قطاع غزة, أجمع على أن السبب في تفشي العنف اللفظي, يرجع إلى ثقافة المجتمعات بشكل رئيسي.

وأكد البعض أن العنف اللفظي في الملاعب, من التصرفات الفردية الناشئة من المجتمع الذي يعيش في محيطه الفرد, ومن الممكن مواجهة هذه الأمور بتوعية الأشخاص بأهمية وجود الثقافة الرياضية, وتقبل مبدأ أن الرياضة "فوز وخسارة", وفرصة للتنافس الشريف داخل الميدان فقط, وأن حدوث الأخطاء لا يبرر للمشجع الخروج عن النص.

وفي هذا الإطار يقول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، وهو ما ينطبق فعليا على تصرفات الجماهير في اللقاءات, لذلك يجب عليهم الاقتداء بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم, والبعد عن السباب والشتائم لغيره.

ضرر عائلي

وفي ذات السياق, تطورت الأمور في المدرجات, حتى وصلت لحد الضرر العائلي, وهو ما جعل كثير من اللاعبين يفكرون بالابتعاد عن كرة القدم.

محمد أبو يوسف لاعب خدمات النصيرات, عبّر عن حزنه الشديد, بعدما تعرض للسب والشتم الشخصي من أحد المشجعين, ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى.

وأكد أبو يوسف أنه غاضب جدا من العنف اللفظي الذي تعرض له من الجماهير, رغم أنه لم يرتكب أي اثم, سوى أنه لاعب كرة قدم ليس إلا.

وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عذرا أمي لقد شتمكي شخص من المدرجات", وهي كلمات في ذات الوقت أشعلت قلوب البعض بمن فيهم نبيل صيدم قائد اتحاد خانيونس, الذي تعرض للشتائم حتى وصلت أباه "المرحوم".

هذا التصرف الخاطئ, جعل عددا من مرتادي مواقع التواصل "فيس بوك" يطلقون تساؤلا مفاده: ما الفائدة من كرة القدم في قطاع غزة إن كانت تجلب الضرر العائلي؟.

الأندية تتحرك لكن..

من جانبهم, حمّل البعض من متابعي الرياضة الغزية, إدارات الأندية المسؤولية كاملة عن تصرفات الجماهير, مطالبين إياهم بالتحرك لوقف حدة الشتائم والألفاظ غير الأخلاقية, التي باتت "نغمة" سيئة في المدرجات.

واتخذت بعض الأندية قرارات جريئة, بمعاقبة أفراد من الجماهير, وذلك بمنعهم من حضور المباريات.

ودفعت كثير من الهتافات المعادية للجماهير والعنف اللفظي, الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لتسليط عقوبات على الفرق, إما بتوجيه لفت نظر للنادي, أو نقل مباراة بيتية على الأقل خارج ملعب الفريق.

ولكن عددا آخر, رفضوا معاقبة النادي بسبب تصرفات بعض ممن وصفوهم بـ"المندسين", لأنها تكون في الغالب فردية.

وطالبوا بوضع عناصر الشرطة في المدرجات, للقبض على من يثبت عليه تهم السب أو الشتم أو القذف أو الإيذاء بطريقة أو بأخرى, حتى يكون عبرة لغيره.

دور الحكم

وبشكل مساوٍ لما تتحمله الأندية وإداراتها من مسؤولية, فإن للحكم الدور الأبرز للحد من هذه الظاهرة, من خلال إطلاقه عدة تحذيرات للمدربين واللاعبين أثناء اللقاءات, بضرورة التدخل لإيقاف شتائم الجماهير.

ويتيح القانون للحكم إيقاف المباراة عند شعوره بالخطر خلال اللقاء, إما بسبب اعتداء بدني أو لفظي على حدا سواء.

ولكن الأمر الذي لا يدعو الحكم لإيقاف اللقاء أو إلغائه, رغم أن القانون يمنحه ذلك, هو غياب الدعم الكبير من لجنة الحكام أو من زملائه في نفس المهنة, بالإضافة لافتقاده عنصر الجرأة لفعل ذلك.

الإعلام صامت!

وتكتمل أصابع الاتهام, بتوجيه الانتقاد للإعلام الرياضي, الذي يبقى صامتا في كثير من الأحيان تجاه هذه الممارسات الخاطئة التي ترتكبها الجماهير في المدرجات.

ويبدو أن غياب النقد البناء من الإعلام, يجعل غالبية الزملاء يفضلون الابتعاد عن ذكر حقيقة العنف اللفظي في المدرجات.

ويحاول الإعلامي الحفاظ على مصادره الخاصة داخل الأندية والاتحادات, لذلك يبتعد عن اتهام أي أحد من أفراد المنظومة الكروية بالتسبب بالشغب, تجنبا لفقدان العلاقة التي تربطه معهم.

وأمام كل ما نشاهده من واقع مؤلم في المدرجات, بات مطلوبا من الاتحاد الفلسطيني الضرب بيد من حديد لمعاقبة المخطئين, بمساندة الأندية والإعلام الرياضي, حتى تزدهر رياضتنا الغزية.

اخبار ذات صلة