تقدمت شخصيات وكوادر فتحاوية في مدينة طولكرم بالضفة الغربية باستقالات من حركة فتح مع بداية شهر أغسطس الفائت، حيث أُعلن ذلك في أكثر من 40 مركزا في المدينة تابعا للحركة.
وفي ذات الوقت أكد مدير مكتب إقليم "فتح" بطولكرم شاكر زيدا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "عدد الكوادر التي قدمت استقالاتها من الحركة وصلت إلى 120 كادرا، فضلا عن عشرات الكوادر الذين لا يشغلون مناصب في المواقع الحركية، لكنهم يحملون نفس القرار".
وفي ذات السياق وفي نفس الشهر أعلن أكثر من 60 شخصاً من أعضاء حركة فتح في مدينة نابلس عن تقديم استقالاتهم بشكل جماعي، احتجاجا على الأوضاع المتفجرة بالمدينة في ذلك الوقت، والتي أسفرت عن إعدام أحمد حلاوة "أبو العز" أحد قيادات الحركة داخل سجن الجنيد بعد اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية.
وأيضا في نفس الشهر قررت اللجنة المركزية لحركة فتح فصل أربعة من قادة الحركة، بينهم نواب في المجلس التشريعي وأعضاء في المجلس الثوري، لقربهم من النائب محمد دحلان، المفصول من الحركة.
وها هي أيام تفصلنا عن المؤتمر السابع لحركة فتح وما زالت عمليات الإقالة والاستقالة تتزايد في ظل الحديث عن إقالة شخصيات أخرى من الموالين لمحمد دحلان المفصول من حركة فتح.
ولا يستبعد مختصون وأعضاء في حركة فتح أن يتم تأجيل المؤتمر السابع في اللحظة الأخيرة، "لأن التشرذم الذي تعاني منه الحركة فاق كل التصورات"، بينما يرى آخرون أن إقصاء بعض الأشخاص المعارضين لسياسة الرئيس محمود عباس قبل الذهاب إلى مؤتمر فتح السابع والمزمع عقده نهاية نوفمبر، هو إجراء يقلل من هيبة حركة فتح كتنظيم فلسطيني.
المحلل السياسي خالد العمايرة يقول للرسالة: "لا نستطيع التقليل من تأثير هذه الإقالات وخاصة داخل الحركة لكن علينا الانتظار حتى يلتئم مؤتمر الحركة مع نهاية هذا الشهر". ويرى العمايرة أيضا أن خيار التأجيل مطروح وبقوة خصوصًا إذا قوبل بخيار الفشل فإن الحركة ستختار تأجيل المؤتمر.
وبالنسبة لتأجيج الوضع في الضفة فإن عمايرة يرى أن الوضع حتى اللحظة تحت السيطرة، وأن الإقالات التي تمت والأشخاص الذين استقالوا لا تشكل خطراً محدقا بالسلطة، "فالسلاح بيد السلطة والقيادة بيد السلطة، ولن تستطيع المعارضة الداخلية وإن توفر معها بعض من قطع السلاح أن تدخل في معركة مع السلطة".
بدوره، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أنه نتيجة للأزمة الحالية داخل حركة فتح وعدم مقدرة ما أسماها بالجهات "الكادرية" على لملمة الجراح والتي باتت عنوانا لحركة فتح، وعلى ضوء المداهمات للمجموعات التي تعتبرها فتح معارضة لها، هذا يضع كثيرا من الشكوك أمام إمكانية عقد المؤتمر في موعده لأن عقده سيزيد من تفجير الوضع داخل الحركة.
ويضيف حبيب في لقاء للرسالة: المؤتمر من المفترض أن يكون وسيلة لحل المشاكل الداخلية ولكن الواضح أن القوى الموجودة كل منها يعتبر نفسه قائدا داخل الحركة وهناك عمليات اقصاء داخل الحركة لشخصيات قوية وهذا سيخلق قبائل عشائرية متعددة، وليس من المنتظر في الفترة الحالية ان ترتب الحركة صفوفها بعيدا عن العشائرية والولاءات المالية،مما سيفجر صراعًا داخليا يعود لتفرد أبو مازن بصنع القرار داخل الحركة".
وعن عملية انتشار السلاح في الضفة والانقسامات الأمنية داخل الحركة، يقول حبيب: خلال الأسابيع الماضية كانت هناك اشتباكات داخل الحركة وعملية انتشار واسعة للسلاح دون ضابط واستخدامه في مناكفات داخلية بينما المستوطنات تتمدد داخل الضفة الغربية".
وعن موضوع السيطرة على الوضع في الضفة الغربية، يضيف حبيب: السيطرة كلمة فضفاضة المعنى وكثيرا من الأحيان تستخدم السلطة كل قوتها للسيطرة على مجموعة مسلحة صغيرة وطالما أن هناك جهات قادرة على مفاجأة القوى الأمنية في منطقة ما، فهذا يجعل السيطرة على الناحية الأمنية غير مطلقة وخاصة في المخيمات".