لسان حالهم: "تعدد الرؤساء الأمريكان وانحيازهم للاحتلال واحد"

كيف ينظر الفلسطينيون لفوز "ترامب" بالرئاسة الأمريكية؟

 الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب
الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب

غزة-محمود فودة

تابع الفلسطينيون سباق الانتخابات الأمريكية بحكم التأثير المباشر لنتائجها على مجمل القضايا العربية، لاسيما قضيتهم المركزية، مستحضرين الدعم والانحياز الأمريكي المعتاد إلى جانب "إسرائيل" والمواقف المتعارضة مع مصالح الشعب الفلسطيني للإدارات الأمريكية المتعاقبة.

وتتلخص رؤية الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في قوله إنه "يدعم إسرائيل منذ ولادته، كما كان يفعل والده من قبله، فإسرائيل تحتاج إلى دعمي كرئيسٍ للبلاد".

وفي تغريدةٍ له على "تويتر" الشهر الماضي كتب: "الولايات المتحدة ستعترف بأن القدس هي العاصمة الوحيدة والحقيقية لإسرائيل"، على حد زعمه، مضيفاً: "من شأن اتفاقية سلام تفرضها الأمم المتحدة أن تشكل كارثة تامة وكاملة. إذ لن تؤدي سوى إلى المزيد من نزع الشرعية عن إسرائيل".

واجتمعت ردود الفعل الفلسطينية عدا الموقف الرسمي للسلطة على عدم التعويل على تغير الشخصيات الحاكمة لأمريكا؛ في ظل السياسة الثابتة في الانحياز لصالح "إسرائيل".

وفور صدور نتائج الانتخابات، قالت السلطة الفلسطينية على لسان المتحدث باسم رئاستها نبيل أبو ردينة‏: "إننا سنتعامل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي بقاعدة تحقيق السلام على أساس حل الدولتين"

أما حركة حماس وعلى لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري فأكدت أن الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا على أي تغيير في الرئاسة الأمريكية؛ لأن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية هي سياسة ثابتة وقائمة على أساس الانحياز.

كما قال الناطق باسم حركة الأحرار الفلسطينية ياسر خلف: "لا نعول كثيرا على الرئيس الأمريكي القادم فالسياسة الأمريكية مكشوفة وواحدة لخدمة الكيان الإسرائيلي".

وعلى صعيد آراء المحللين السياسيين، قال الكاتب حسام الدجني إن كلينتون وترامب وجهان لعملة واحدة، فربما قباحة ترامب واضحة ومباشرة مثل وزير الحرب "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان أفضل بمليون مرة من قباحة دبلوماسية خادعة تمثلها كلينتون.

أما الكاتب ساري عرابي فقال " كان أوباما رجلا أكاديميا رصينا صاحب خبرة سياسية ومدعوما من المؤسسة، فماذا كسب العالم من دورتيه المتتاليتين؟! حان الوقت لترامب".

ولم تختلف وجهة نظر الشارع الفلسطيني عن فصائله، بالتأكيد على أنه لا رهان على تغير السياسات الأمريكية مع تبدل الرؤساء، فأمن "إسرائيل" نقطة اهتمام أساسية لدى جميع الرؤساء الأمريكيين على مدار سنوات الصراع.

وعلى "فيسبوك" كتب الإعلامي الفلسطيني تامر المسحال: ما الفرق بين ترامب وكلينتون، للمواطن البسيط المقهور في شعوبنا، هل فوز كلينتون كان سيقربنا من حرية فلسطين ومجيء ترامب اخر مثلا ؟! وماذا سيفرق فوز هذا او تلك للمعذبين من أقطارنا المتعددة التي تدفع كل ثانية أثمانا باهظة بفضل سياسة امريكا وازدواجية معاييرها بأي وجه كانت أو جاءت او ستجيء!".

‏وكما كتب الناشط الإعلامي سامح مناصرة من طولكرم: "في أمريكا رحل الرئيس وبقي الشعب، وفي الدول العربية تريد أمريكا أن يرحل الشعب ليبقى الرئيس!، المنافسة بينهم يحكمها دائماً من سيقدم الولاء أكثر لليهود، ويحافظ على أمن إسرائيل".

أما الناشط الفلسطيني رضوان الأخرس من غزة فقد غرّد عبر "تويتر": "عدوانية إدارة أمريكا للبلدان العربية والإسلامية أمرٌ ثابت لا خلاف عليه ولكن شكل وحجم العدوانية يتغير من رئيس لآخر".

وفي جولة أجرتها "الرسالة" في شوارع غزة؛ للاستماع لرأي المواطنين بعد فوز ترامب بكرسي الرئاسة الأمريكية، تنوعت الآراء بين عدم الاكتراث بمنْ تولى الرئاسة، وبين عدم التأمل بوجود تغير إيجابي على صعيد القضية الفلسطينية.

وقال أبو محمد حلس سائق سيارة أجرة لـ"الرسالة": "ترامب ولا كلينتون، تعددت الوجوه والموقف من قضيتنا واحد، ما نعتمد غير على أنفسنا"، بينما كان رد أحد ركاب السيارة: "يبدو أنه متشدد أكثر من أوباما في مواقفه الداعمة لإسرائيل قلبا وقالبا".

أما الحاجة فاطمة زعرب التي أبدت عدم اهتمامها بالنتائج أو الانتخابات الأمريكية ككل بقولها: "زهقنا من السياسيين، من يوم يومنا بنعرف إسرائيل الإبن المدلل الأمريكي، ولا يمكن إنها تتخلى عنه".

 

البث المباشر