سؤال على ألسنة الفلسطينيين منذ اللحظة التي غيب فيها ياسر عرفات منذ اثني عشر عاما ولم يجد جوابا شافيا له، اليوم وبعد الصراع المحتدم بين محمود عباس ومحمد دحلان بدأ الحديث من قبل عباس عن معرفته بقاتل ياسر عرفات مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيفاجئ من كشف المجرم وذهب تفكير الناس تجاه محمد دحلان بأنه قد يكون هو الذي يتحدث عنه محمود لعباس.
عباس يقول هو يعرف القاتل ويدعي أن شهادته وحدها لا تكفي وأن التحقيقات ستكشف عن كافة التفاصيل ، اثنا عشر عاما وعباس يعرف القاتل فلماذا هذا الصمت لو كان صادقا؟، وان كان صادقا لماذا لم يكشف الأمر؟، ومن قال إن شهادتك عباس وحدها غير كافية ؟ ادلوا بشهادتك وليبدأ التحقيق ليكشف فيما بعد عن الجريمة بكل ابعادها وكل مرتكبيها، أم أن عندك تخوفا من أن تكون أنت طرف في جريمة القتل للمرحوم عرفات ، والآن تلمح دون أن تصرح ، ليرد عليك من لمحت عليه ليتهمك بًنك القاتل، فمن منكم القاتل أم أنكما شركاء في الجريمة؟
اليوم اختلفتم، وكما يقولون عندما يختلف الشركاء تنكشف ظهورهم وتظهر الحقيقة، سواء كان الشركاء لصوصًا أو قتلة، من الصادق عباس أم دحلان؟، أو يكذب ويتهرب ويريد أن يُحمل الآخر المسئولية ؟
لم يكن يوما عندي شك أن كليكما مشترك في الجريمة لأن كليكما المستفيد ، لأنه درجت العادية عند وقوع جريمة كجريمة مقتل عرفات أول من يُبحث عنهم المستفيدون من جريمة القتل ؟ ولا يوجد اكثر منكما استفادة من تغيب عرفات لأن كل واحد منكم كان يطمع أن يكون مكانه.
صحيح أن (إسرائيل) وامريكا المستفيد الاول وهما يسعيان إلى وجد بديلًا أكثر خدمة لهما في المنطقة فكنتما من يصلح للقيام بهذه المهمة على أمل أن تتعاونا ويعقب الصغير الكبير ولكنكما الاستعجال فكان الخلاف والشقاق والذي قد يكون سببا في كشف الحقيقة التي اريد لها أن تبقى مغيبة وعباس ودحلان يعلمان علم اليقين أن (إسرائيل) هي القاتل الأول لعرفات ورغم ذلك تعاونتما معها ونسقتما معها وأبحتما أكثر خدمة (لإسرائيل) ولم تتوانا في خدمة الاحتلال لأنه الوحيد الذي يعرف عرف اليقين من نفذ جريمة الاغتيال.
لن استغرب إن اتفق الرجلان على تسوية الامر ويتصالحا تداركا لكشف الحقيقة التي ستفضح كليهما كونهما شركاء في الجريمة ولا يريدا أن ينفضح أمرهما أمام الشعب الفلسطيني وتنكشف حقيقة إجرامهما.
عباس ودحلان كلاهما شركاء في الجريمة حديث قلناه من زمن بعيد؛ ولكن لم يقتنع أحد، ولو تصالحا ستقبل جماهير فتح بصلحهما وسيطوى الملف بالكامل إلى أن يأتي من يكشف الجريمة عندما يكون الكشف عنها يخدم مصلحته.
وعليه لا اعتقد أن حالة الخصام ستستمر رغم أن عباس ودحلان عريا بعضهما البعض حتى بدت عورتهما للجميع ، ولكن مثليهما سرعان ما يتناسيا ويحتضنا بعضهما بأكذوبة الحفاظ على وحدة الحركة، رغم أن الجميع يعلم أنهما يريدا الحفاظ على مصالحهما وليس على وحدة فتح.