دبي- وكالات
تطبع دعوات "عدم التقبيل" معايدات المهنئين بعيد الفطر المبارك، الذي تحتفل به معظم الدول العربية والإسلامية ، وذلك لتجنب انتشار فيروس H1N1. فقد تضافرت الفتاوى الدينية والنصائح الطبية، وحتى الأوامر الرئاسية، مع مقالات الكتاب في الصحف العربية، ودعوات المنتديات لتشكيل "جبهة تجنب القبلات" في العيد، لمنع انتشار العدوى بالمرض المعروف باسم انفلونزا الخنازير.
ودشن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حملة "مقاطعة التقبيل" بدعوة التونسيين، قبل أيام قليلة من إعلان العيد، موصياً بتجنب التقبيل والمصافحات الحميمة، خشية انتشار فيروس انفلونزا الخنازير، معتبراً "لمسة على الصدر كافية لإظهار مشاعر الترحيب الحميمة في هذا الظرف".
تسابق على الكمامات
وفي السعودية تسابق العديد من المواطنين على الصيدليات، لشراء كميات كبيرة من تلك الكمامات لهم ولأسرهم لاستعمالها خلال أداء صلاة العيد، وحتى استقبال المهنئين.
وبما أن البعض عند المعايدة "يتخاددون"، أي يحيي كل فرد الآخر بتلامس خدودهم، فقد شدد البعض على أنهم سيكتفون بالمصافحة فقط دون أي شيء آخر، وهذا الفعل يحصل لأول مرة في تاريخ الأعياد في السعودية، وذلك بعد صدور عدد من التوصيات من جهات صحية بالاكتفاء بالمصافحة فقط. فيما أوقف عدد كبير من سكان قرى جنوب الطائف قبلات العيد وقرروا تأجيلها للعام القادم خوفاً من تفشي مرض انفلونزا الخنازير.
كذلك في الإمارات، حذرت وزارة الصحة السكان من اتباع عادة "التقبيل" و "المخاشمة" خلال عيد الفطر (وهو أسلوب لتبادل التحية بين رجلين حيث يتبادلان التلامس بأنفيهما بضربات خفيفة لا تزيد عادة على 3 ضربات).
وبعثت وزارة الصحة الإماراتية برسالة نصية قصيرة SMS إلى هواتف المشتركين في البلاد تقول فيها: "حفاظا على سلامتك وسلامة الآخرين تجنب التقبيل أو السلام بالأنف للتهنئة بالعيد كي لا تتعرض للإصابة بإنفلونزا الخنازير".
غير مستحب شرعاً
كذلك نصحت دار الإفتاء الأردنية بتجنب التقبيل في العيد، مؤكدة أنه "غير مستحب شرعاً"، وقالت الفتوى إنه إذا "ترتب على التقبيل إمكانية انتقال المرض بالعدوى فقد أصبح الأمر غير مباح شرعا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يورد ممرض على مصح، أي من كانت مواشيه مريضة لا يخلطها عند السقي مع المواشي الصحيحة".
وتابعت: "فإذا كان هذا في حق المواشي فماذا في حق الناس؟ ولهذا أنصح جميع المواطنين أن يكتفوا عند السلام في العيد وغيره بالمصافحة، وهذا ما عليه كثير من الشعوب الإسلامية المتمدنة".
أما وزير الأوقاف العماني فدعا إلى تجنب المصافحة بعد كل صلاة. بينما دعا أحد الكتّاب العُمانيين إلى الاحتفال بالعيد "أون لاين"، حيث تمتلىء المنتديات بنصائح من نوع "لعيد سعيد، اجعلوا القبلات من بعيد لبعيد". وهي نصائح تتوافق مع شعار المجالس القطرية هذه الأيام، باعتبار "البشاشة والتهليل خير من التقبيل"، بينما رفعت مجالس أخرى تقول "بالعفو والرجاء والمسامحة نؤجل التقبيل والمعانقة".
واقترحت الحملة، التي شملت أكثر من دولة من بينها تونس ومصر وقطر وعمان والسعودية والإمارات، بدائل للقبلات والمصافحة التقليدية بين الأهل والأقارب والأصحاب من بينها مصافحة القلوب أو تبادل القبلات على الهواء، أو حتى "بلغة العيون".