طالب سياسيون فلسطينيون، بعقد حوار وطني شامل لمناقشة مبادرة حركة الجهاد الإسلامي لمعالجة الوضع الفلسطيني الداخلي المتأزم، مؤكدين أن المبادرة تشكل مدخلا حقيقيا لحشد الطاقات العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
جاء ذلك، خلال ندوة عقدها المكتب الاعلامي الحكومي، اليوم الاثنين، بعنوان "مبادرة الجهاد الإسلامي بين الواقع والمأمول" في مدينة غزة، وذلك بحضور عدد من المهتمين في الشأن السياسي ومختلف الفصائل الوطنية.
ومن جانبه، أكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، أن المبادرة في جوهرها تمثل برنامج حركته، مثمنا الجهود التي رحبت بها لتكون أرضية لإطلاق حوار وطني فلسطيني شامل، مضيفاً أن انعدام الحوار في السنوات الطويلة الماضية كان أهم الأسباب التي أدخلت القضية الفلسطينية في نفق اتفاقية أوسلو لما لها من تداعيات.
وذكر حبيب خلال كلمته أن المبادرة تكونت من عشرة نقاط، أولها سحب الاعتراف باتفاقية أوسلو، التي تمثل الكارثة التي ألمت بالقضية، لافتا إلى ضرورة مراجعة وطنية تأتي في سياق حوار وطني شامل.
وبين أنه لا خلاف بشأن بنود المبادرة من قبل الفصائل الفلسطينية، بل يوجد تباين في وجهات النظر في ترتيب البنود، مؤكدا أن المبادرة هي برنامج الجهاد الاسلامي كحل لما وصل إليه الوضع الفلسطيني.
وأفاد حبيب، أن الأمين العام للجهاد الاسلامي ونائبه سيناقشون مع السلطات المصرية، الوضع الفلسطيني في ضوء المبادرة، متوقعاً نجاح المبادرة كونها واقعية، وتعالج الأسباب الحقيقية لما آلت إليه الساحة الفلسطينية من ضعف، منوها أن حركته ليست شريكة في السلطة ولا تطمع في منصب.
بدوره، تحدث إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس، أن مبادرة الجهاد الاسلامي تشكل مدخلا حقيقيا لحشد الطاقات العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية. وأكد أن حركته جاهزة لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لإنجاح مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي سواء كان في الداخل أو الخارج، موضحا أن المبادرة بحاجة إلى حوار وطني شامل للتوصل إلى صيغة توافقية بين جميع الفصائل الفلسطينية.
وبين خلال كلمته أن اتفاقية أسلو عززت الانقسام الفلسطيني، وفتحت المجال للاستيطان، ومهدت الطريق أمام الدول العربية للتطبيع، كما فرضت التنسيق الأمني على السلطة،و ربطت الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي، وأفرغت القضية من مضمونها، معلقاً أن هذه الأمور وغيرها تدفع لسحب الاعتراف باتفاقية أسلو.
وأكد رضوان أن منظمة التحرير لم تعد تمثل الكل الفلسطيني ما دامت حركتي حماس والجهاد الإسلامي خارجها، وتابع أن "قرار المنظمة أصبح بيد فرد واحد"، مشدداً على ضرورة إعادة بناء المنظمة. ودعا إلى عقد حوار وطني شامل للبدء فورا في مناقشة المبادرة والاتفاق على استراتيجية وطنية متفق عليها وطنيا.
من جانبه، قال توفيق أبو شومر المحلل السياسي، أنه من الممكن نجاح المبادرة كون حركة الجهاد الاسلامي لم تدخل السلطة ولم تلوح بذلك مما جعلها مقبولة لجميع الأطراف العربية.
ولفت إلى وجود نقص بالمبادرة، أنها لم تذكر آلية إنهاء الانقسام فكان لابد من طرح آلية جديدة، مؤكدا في الوقت ذاته أن طرفي الانقسام بحاجة إلى طرف ثالث لإيجاد حلول لإنهائه والأولى في ذلك هي حركة الجهاد لقدرتها على بلورة مجموعة من الرؤى.
ووفق قول شومر، فإن إعادة ترتيب بنود المبادرة ضرورة أساسية وليس عيباً، وذلك لإرضاء كل الأطراف لتكون مقبولة لديهم.