في مثل هذا اليوم الموافق 15 نوفمبر 2012، قصفت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، مدينة (تل أبيب) للمرة الأولى؛ ردا على اغتيال نائب قائدها العام أحمد الجعبري.
وقد أطلقت الكتائب 10 قذائف صاروخية من نوع "جعبري 80" على (تل أبيب)؛ تنفيذا لوعيدها بقصف العمق الإسرائيلي، وتحدي القبة الحديدية.
واعتبر مراقبون أن قصف (تل أبيب) شكّل تحولا نوعيا في توازن الردع مع الاحتلال، وأن حالة من الصدمة انتابت أوساط الجيش والمجتمع الإسرائيلي؛ نتيجة هذا المستوى الفريد من الرد الفلسطيني.
وكانت كتائب القسام، في سابقة هي الأولى في تاريخ الاحتلال، أبلغته بالزمن الذي ستضرب به (تل أبيب)، متحدية في رسالتها القبة الحديدية، برد أو اعتراض صواريخها.
وقد بث تلفزيون الأقصى في حينه بيانا مصورا للكتائب تتوعد فيه (تل أبيب) بإطلاق صواريخ من نوع "جي 80"، في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي من مساء السبت.
ودعت المدنيين في (تل أبيب) وجنوبها إلى الاحتماء، وتوخي الحذر، ووسائل الإعلام إلى متابعة الحدث وتصويره.
ووفق مصادر إعلامية عبرية، فإن 60 محطة تلفزيونية غطت ضرب القسام لـ(تل أبيب)، والذي استمر منذ الساعة التاسعة بالضبط، ولأكثر من ساعة.
وسببت رسالة القسام حالة هلع غير مسبوقة في تاريخ (إسرائيل)، وأكد محللون أن هذه الخطوة دمرت النفسية الإسرائيلية.
وعلّق الكاتب الإسرائيلي عامي دور-أون، بأن مدينة (تل أبيب) ستكون الهدف المفضل في أي حرب ستخوضها (إسرائيل) مع الجهات المعادية لها، وحتى لو لم تكن الصواريخ المنطلقة باتجاهها دقيقة بما فيه الكفاية، ولم تتسبب في إسقاط الأبراج الشاهقة، فإن الأضرار التي ستلحق بالمدينة كبيرة جدا.
وصادف تاريخ أمس، 14 نوفمبر، الذكرى الرابعة لمعركة "حجارة السجيل"، التي شنها الاحتلال عقب اغتيال الجعبري ومرافقه، باستهداف سيارته وسط مدينة غزة.
واستمرت المعركة 8 أيام متتالية، قصفت خلالها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، مدينتي القدس و(تل أبيب)، للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع الاحتلال.