قائمة الموقع

مقال: مستقلون بثوب أوسلو

2016-11-17T06:15:59+02:00
بقلم: مصطفى الصواف
بقلم: مصطفى الصواف

كنت أول أمس الثلاثاء في لقاء ضم قيادة حركة الجهاد الاسلامي مع مجموعة من المثقفين والكتاب والمؤطرين من أحزاب مختلفة ومن من يسمون أنفسهم (مستقلين) للحديث حول رؤية حركة الجهاد الإسلامي والتي طرحها الأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلح في ذكرى انطلاقة حركة الجهاد والتي تحدث فيها شلح عن نقاط عشرة تصلح لحوار وطني شامل.

اللقاءات التي تعقدها حركة الجهاد حول المبادرة سواء على صعيد القوى والفصائل، أو على صعيد النخب من المثقفين والسياسيين هي محاولة مسؤولة ومتقدمة للاستماع للمواقف والرؤى المختلفة وبلورة رأي عام يمكن أن يفتح مجالا لنقاش عريض حول مجمل الوضع الفلسطيني للخروج من الأزمة التي يحياها الكل الفلسطيني والوقوف على أسبابها وتداعياتها، ووضع التصورات للحل تبدأ برؤية معينة ثم تتسع الرؤى للوصول إلى رؤية فلسطينية متكاملة متفق عليها، هذا هو المنطق الطبيعي للأشياء ولكن يبدو أن هذا المنطق يغيب عن بعضنا؛ ولكن ذلك لا يمنع من المحاولة كما تفعل حركة الجهاد في حراكها وجهدها المشكور.

ما لفت الانتباه أن أحدا ممن يسمون أنفسهم بالمستقلين (التيار الثالث) كما يحلو للبعض تصويرهم والنفخ فيهم، علما أني غير مؤمن بالمستقلين لسبب بسيط وهو أن هؤلاء دعاة (المستقلين) لا يؤمنون بمبادئ وأفكار ولديهم رؤى يريدونها حاضرة في الساحة السياسية وينتمون إليها ويدافعون عنها، فأين هي الاستقلالية ؟، إذن هم متحزبون ويؤمنون بأفكار ومبادئ  لذلك انتفت عنهم صفة الاستقلالية، إلا إذا كانوا يقصدون بذلك أنهم ليسوا فتحا أو حماسا ولا ينتمون إلى أي فصيل وهذا يعني أنهم يشكلون فصيلا جديدا تحت شعار مستقلين في محاولة لخداع من يرى في هذا الشعار بريقا يرضيه.

هذا المستقل كان يرى فيما تحدث أن المطلوب ليس إلغاء أوسلو كما دعا شلح في بنده الأول من المبادرة، واعتبر أن ذلك غير واقعي بل ومستحيلا؛ ولكن يمكن تطوير أوسلو وتنفيذها على أرض الواقع بعد تحسينها، والأدهى والأمر عندما تحدث عن البند الثاني والذي تحدث فيه شلح على سحب الاعتراف بـ (إسرائيل)، وقال إن غالبية دول العالم تعترف بـ (إسرائيل)، وأن هذه المطالبة غير عملية ولا واقعية، هذا خلاصة حديثه في النقطتين من مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح.

هذا الحديث يعبر بوضوح عن الفكر السياسي لدى من يطلقون على أنفسهم (تيار المستقلين) وهو قائم على بقاء وترسيخ اتفاق أوسلو المدمر للحقوق الفلسطينية وكذلك يقوم على نهج التفريط بالحقوق والقبول بوجود (إسرائيل) والاعتراف بها وفق نظرية الواقعية والتي تعني في معناها الحقيقي الاستسلام والتنازل والتفريط.

وهنا يجب الإشارة إلى أن هذا التيار هو تيار اوسلو وتيار التصفية للقضية الفلسطينية وتيار الرباعية العربية والذي أريد له أن يكون في الجسم الفلسطيني وكأن الجسم الفلسطيني المعلول بحاجة إلى علل جديدة تنخر فيه إلى جانب علله المستشرية فيه.

علينا أن نحذر من شعارات براقة ترفع في لحظات زيغ البصر وبعد البصيرة وتشويشها، وأن نكون يقظين لمثل هذه الشعارات المرفوعة من أناس لا يؤمنون بحق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه التي سلبت منه ويقبلون بهذا الكيان قائما على ما نُهب من فلسطين ويقبلون بالفتات للحفاظ على مصالح زائلة لا قيمة لها ولا تساوي حفنة من تراب الوطن. 

اخبار ذات صلة