أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، أن حوارات المصالحة مع حركة "فتح" توقفت بسبب إصرار رئيس السلطة محمود عباس على شروطه خلال لقائه قيادة "حماس" بالدوحة الشهر الماضي، والذي جرى برعاية قطرية.
وشدد أبو مرزوق في حوار مع صحيفة "العربي الجديد" على أنه "لم يعد هناك مجال لأي لقاء، إلا إذا تغير موقف "فتح"، وعادت للحوار حول ما جرى الاتفاق عليه"، مبيناً أنه "لا مواعيد لأية لقاءات مصالحة".
ولفت إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، سيعود إلى غزة الشهر المقبل، وأنه لا يوجد ما يعيق حركته، مضيفاً " هو موجود بشكل مؤقت في قطر لأعمال خاصة بالحركة، وسيتوجه الشهر المقبل إلى غزة ولا توجد أية معوقات لعودته". ونبه في الوقت نفسه إلى أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس لم تبدأ بعد، "وهي من تحدد خليفة مشعل في حال إنجازها".
وعلق على قرار المحكمة الدستورية بمنح عباس صلاحية نزع حصانة النواب، قائلاً: "إن المحكمة الدستورية ارتكبت خطأ كبيراً، فبدلاً من أن تكون مهنية وتلجأ إلى أحكام تصالحية مع معظم مكونات المجتمع الفلسطيني، على الأقل تمهيداً لقبولها، لأن هناك تنازعاً على قبول المحكمة سواء قبولاً بها أو بأعضائها، راحت تصدر أحكاماً غريبة تعد سابقة قضائية مضحكة".
واعتبر أن قرارها القاضي بنزع حصانة النواب، هي إرضاء لعباس، والاستعداد لمؤتمر فتح، منبهًا إلى أن هذا المؤتمر سيكون له استحقاقاته وسيكون له ما بعده.
أثمان المصالحة
ولفت أبو مرزوق إلى أن حركته دفعت أثماناً للمصالحة الفلسطينية، ومنها استقالة الحكومة التي نعتقد بشرعيتها، حكومة إسماعيل هنية عام 2014، ورشحت رامي الحمد الله لرئاسة حكومة التوافق الوطني، ومع ذلك لم يُقبل موقف "حماس". متابعًا "نحن نريد المصالحة لكن لا نملك أدوات فرضها".
وبيّن أن أبو مازن حدد المصالحة في أربعة نقاط فقط، وهي "حكومة وحدة وطنية ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وتلتزم بالتزامات منظمة التحرير، ولا اجتماع للتشريعي والتوجه لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية دون مجلس وطني، ودون عقد الإطار القيادي للمنظمة"، وكلها مرفوضة بالنسبة لحماس.
وعن رؤية حركته حول خلافات فتح الداخلية، أجاب " نحن في حركة حماس مع وحدة حركة فتح، ونرى أن التعامل مع "فتح" موحدة وقوية أفضل من التعامل معها منقسمة وضعيفة. وندعوها لحل كل مشاكلها الداخلية، لأن خسارة "فتح" في الساحة الفلسطينية، خسارة للشعب الفلسطيني، وضعف "فتح" يعود بالضرر الكبير على كل مكونات الشعب الفلسطيني".
وحول علاقة حركته بدحلان، أجاب ". نحن نقبل المساعدات من كل الأطراف، فهل يعقل أن طرفاً فلسطينياً يرسل مساعدات وأقوم بمنعه؟، ودحلان فهو ليس مطروحاً في ملف المصالحة الفلسطينية، ولا يطرح نفسه أصلاً. هو يطرح نفسه في إطار مساعدة الناس في قطاع غزة وهو أمر متاح له ولغيره، أما علاقته مع مصر وعلاقة عباس مع مصر فهذه قضية لا تخصنا".
وتابع "نحن نريد التعامل مع "فتح" الرسمية، ونحرص على وحدتها، ولا نتعامل مع "فتوح" أخرى موجودة في الساحة الفلسطينية مهما كانت".
وبشأن مصير الشبان الأربعة المختطفين في الأراضي المصرية، بين انه لا يوجد أي معلومات جديدة من الطرف المصري حول هؤلاء المختطفين الأربعة، لكنهم كانوا ولا يزالون مسؤولية مصرية، تم أخذهم من باص داخل الأراضي المصرية، كان تحت الحراسة المصرية" كما قال.
وأكدّ أن التواصل مع مصر لم ينقطع، مشيراً إلى أن مصر لا ترغب بفتح حوار ملف الشبان الأربعة، وتقول انه لا تملك معلومات بشأنهم.
كما نفى وجود أي مفاوضات حول صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال، مضيفًا " لا نقبل أية مفاوضات قبل أن يتم حل مشكلة الالتزام باتفاقيات شاليط واحترامها، والإفراج عن الأسرى المحررين".
وأضاف "هناك رسائل كثيرة تأتي، ويريدون معرفة عدد الأسرى (جنود الاحتلال) ومعرفة حالتهم الصحية. ونحن لن نقدم أية معلومة، دون أن يلتزموا بخروج إخواننا الأسرى في صفقة شاليط، حينها من الممكن الحديث عن صفقة تبادل".