قالت صحيفة الغارديان إن ما أفضى إلى انتخاب دونالد ترمب هو السياسات التي أغفلت محنة معظم المواطنين الأميركيين الأكثر ضعفا.
ورأى كاتب المقال كورنل وست أن الليبرالية الجديدة في الولايات المتحدة انتهت بضربة فاشية جديدة، وأن انتصار ترمب السياسي حطم الثوابت في الحزبين الديمقراطي والجمهوري؛ بتزاوج حكم أصحاب الثراء ونفوذ السياسيين الزائفين في الحزبين.
"يجب على أميركا ألا تتنصل من الشعوب المنسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مثل الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي "
وأشار الكاتب إلى أن المواطنين البيض من الطبقتين المتوسطة والعاملة رفضوا -بدافع الغضب والمعاناة- الإهمال الاقتصادي للسياسيات الليبرالية الجديدة وغطرسة النخب، وأردف أن هؤلاء المواطنين أنفسهم أيدوا أيضا مرشحا أرجع بؤسهم الاجتماعي إلى الأقليات، وهو نفسه الذي هاجم المهاجرين المكسيكيين والمسلمين والسود واليهود والشواذ والنساء والصين.
وأضاف وست أن الفشل الذريع للحزب الديمقراطي في معالجة الفقر المتزايد للطبقة العاملة هو الذي أطلق العنان "للشعبوية" المليئة بالكراهية والحمائية التي تهدد بتمزيق النسيج الهش لما تبقى من الديمقراطية في الولايات المتحدة.
وبما أن التصدعات الأكثر تفجرا في أميركا في الوقت الحاضر تتعلق أولا وقبل كل شيء بالعنصرية والجنس وكراهية الشذوذ والدين؛ فإن أميركا بذلك تؤهل نفسها لمستقبل مخيف.
ولمعالجة ذلك -حسب رأي الكاتب- يجب أولا أن نحاول قول الحقيقة، وشرط ذلك هو السماح للمعاناة بالكلام، لأنه طوال أربعين سنة عاش الليبراليون الجدد في عالم من الإنكار واللامبالاة بمعاناة الفقراء والطبقة العاملة، وكان شغلهم الشاغل هو مشهد النجاح.
وثانيا يجب أن نشهد للعدالة بقول الحقيقة في الاستعداد للمعاناة والتضحية من أجل مقاومة الهيمنة.
وثالثا يجب أن نتذكر النماذج الشجاعة، مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، التي قدمت الإلهام الأخلاقي والروحي، ونحن نبني تحالفات متعددة الأعراق لمكافحة الفقر وكراهية الأجانب وجرائم وول ستريت وجرائم الحرب والاحترار العالمي وسوء معاملة الشرطة وحماية الحقوق والحريات الثمينة.
وختم الكاتب بأنه يجب على أميركا ألا تتنصل من الشعوب المنسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مثل الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي، أو المدنيين في اليمن الذين يتعرضون للقتل، أو الأفارقة الخاضعين لتوسع الوجود العسكري الأميركي.