نددت الولايات المتحدة الأميركية بالقصف "الشائن" الذي استهدف مستشفيات بالأحياء الشرقية من مدينة حلب، محذرة دمشق وموسكو من عواقب مثل هذه الأعمال، بينما أعربت الأمم المتحدة عن "صدمتها" إزاء هذا التصعيد في المدينة.
وقالت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس اليوم السبت في بيان "تدين الولايات المتحدة بأشد العبارات هذه الهجمات المروعة ضد البنية التحتية الطبية وعمال الإغاثة الإنسانية".
وأوضح البيان أن الإدارة الأميركية تلقت عدة تقارير من منظمات دولية وشهود عيان، أكدت أن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد هي التي تنفذ تلك الهجمات بدعم قوي من روسيا.
وأضاف البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها يطالبون روسيا مجددا بالتدخل لوقف التصعيد العسكري والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
ويأتي هذا البيان في ظل تصعيد غير مسبوق للقصف على الأحياء المحاصرة في حلب واستهداف الأحياء والمستشفيات، ما أدى لسقوط المئات من المدنيين بين قتيل وجريح في الأيام القليلة الماضية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن الأربعاء الماضي -في مؤتمر صحفي بأثينا- أن بلاده لا يمكنها التدخل عسكريا بسوريا كما فعلت في ليبيا بسبب اختلاف الحال بين البلدين، لكنه أكد في المقابل موقف إدارته بالاستمرار في البحث عن حل سياسي في سوريا والضغط على الأطراف للتوصل إلى وقف النار وتوفير مساحات إنسانية آمنة للتخفيف على الأقل من المعاناة على الأرض.
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي -الذي كان في آخر جولة له قبل نهاية ولايته في يناير/كانون الثاني القادم- بينما وافق مجلس النواب الأميركي بالأغلبية المطلقة على مشروع قانون جديد يقضي بمعاقبة النظام السوري وكل من يدعمه، بما في ذلك روسيا وإيران.
وأعرب مسؤولان كبيران في الأمم المتحدة السبت عن "شديد الحزن والصدمة" للتصعيد الأخير للعنف في سوريا، وحضا على تأمين وصول فوري إلى حلب حيث تشن قوات النظام السوري هجوما لاستعادة الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة
وقال منسق الشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية كيفن كينيدي إن "الأمم المتحدة تعرب عن شديد حزنها وصدمتها من التصعيد الأخير في الأعمال القتالية التي تجري في مناطق عديدة من سوريا وتدعو جميع الأطراف إلى وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية".
أما ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي فقال الخميس الماضي إن العسكريين الروس والأميركيين يناقشون وثيقة بشأن سوريا في إطار مجموعة لوزان، في وقت ينتظر فيه لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري خلال أيام.
وفي الأثناء، أفادت مصادر صحفية مقربة من النظام السوري أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا سيصل إلى دمشق غدا الأحد.
وقالت صحيفة "الوطن" السورية إن زيارة دي ميستورا تستمر ليوم واحد ويلتقي خلالها وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وكبار المسؤولين بوزارة الخارجية.
وكان دي ميستورا اقترح أن يغادر مقاتلو جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) منطقة شرق حلب، على أن تتولى المعارضة إدارتها بدون دخول الجيش السوري إليها.