قائمة الموقع

مقال: عيون سخنة

2016-11-21T05:55:56+02:00
الأستاذ وسام عفيفة مدير مؤسسة الرسالة للإعلام
وسام عفيفة

بعثت مؤتمرات عيون السخنة الأول والثاني والقادمة، تحت رعاية سيادية مصرية املًا لدى أهالي قطاع غزة بإمكانية توسيع النافذة الضيقة في التعاطي المصري مع قطاع غزة وصولا لمرحلة تفكيك المعقد، وتوسيع الضيق، وتسهيل الصعب، بعدما عانت غزة جراء تشديد وتهديد مصري خلال العامين الماضيين.

بغض النظر عن عناوين لقاءات السخنة فإن الأهم مدى تعرضها للملفات العالقة وهي كثيرة وحيوية، وقد تؤثر في حياة غزة 180 درجة.

ولأن الدنيا مصالح يا صالح، فإن إصلاح علاقات الجيرة، اعتراف بأن الجميع خسران من المواجهة والصدام، وأن المرحلة تستدعي الانتقال الى مربع متقدم يخرج الجميع منه رابحا أو بأقل الخسائر، وفي الحد الأدنى يتوافق والمثل الشعبي: "صباح الخير يا جاري انت في حالك وانا في حالي".

بناء الثقة بين مختلف الأطراف يحتاج خطوات عملية تؤدي الى تضميد النفوس، لهذا فإن علاج مواضع الألم في العلاقة أولى من المجاملات والجولات والرحلات، ولأن هموم غزة ومطالبها متعددة تختفي خلفها دموع ساخنة تذرف من عيون ملهوفة منذ تاريخ 19 أغسطس 2015، حيث اختطف مسلحون مجهولون على الأرضي المصرية، أربعة شبان فلسطينيون من كتائب القسام مرورا من تحت العلم المصري على معبر رفح.

أمهات وزوجات الشبان الأربعة ياسر زنون، حسين الزبدة، عبد الله أبو الجبين، عبد الدايم أبو لبدة، يأملون من عيون السخنة القادمة أن تكفكف دموعهن وان تأتي لهن بالبشرى تكحل عيونهم بـ (طلة الغوالي)، وبهذا يغلق هذا الملف الإنساني المأساوي الذي يسيء لمصر قبل غيرها.

خطوة إيجابية في هذا الملف كفيلة أن تعيد السخونة الى العلاقات الباردة، وتفتح بوابات القلوب، قبل بوابة المعبر، وسلامة الأربعة من رجال القسام كفيلة أن تشيع طمأنينة وتعود برسالة من غزة تتعالى على الجراح مفادها: "عفا الله عما سلف".

أمام التطورات والحراك القادم من مصر لسان حال أهل غزة يقول: "بدنا ناكل العنب ما بدنا نقاتل الناطور".

اخبار ذات صلة