لا تنتهي مآسي القدس وآلامها ولا يسكت صراخها وسيبقى قلمنا يكتب ويرسم الآلام ويصدح بالأحزان حتى تتحرر القدس من دنس المحتلين الغزاة، وسنواصل الدفاع بكل بقوة عن القدس والمسجد الأقصى للوقوف في وجه المؤامرات والمخططات الصهيونية ضد القدس والأقصى. ولا يخفى على أحد حجم الجرائم الإسرائيلية التهويدية في القدس والأقصى، وإن القرار الصهيوني الأخير الذي وقرار حظر الأذان وإسكات مآذن القدس ومآذن مساجدنا في مناطق عام48 هو قرار صهيوني خطير يمثل جزءا من مخططات التهويد للقدس التي تحاصر من كل مكان بالبؤر والثكنات الاستيطانية، بل إن القرارات (الإسرائيلية) التهويدية في حق القدس تتزايد وسط التنكر الصهيوني وضرب عرض الحائط كافة القرارات الأممية الدولية التي تنادي بمنع المساس بالقدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين. وإن قرار اليونسكو الأخير الذي أثبت بالأدلة والبراهين أنه لا علاقة تاريخية تربط اليهود بالقدس والمسجد الأقصى أغضب الصهاينة كثير، بل إن اليهود يناصروا العداء والكراهية للمجتمع الدولي ويرفضون كافة القرارات الأممية التي تخص القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ لذا فإن الصهاينة يسعون لإصدار أكبر عدد من القرارات التهويدية بحق القدس والمسجد الأقصى وآخر هذه القرارات هي قرار إسكات المآذن في القدس ومناطق 48 وهو يناقش هذه الأيام في اللجنة الوزارية الصهيونية وذلك تمهيدا لعرضه على الكنيست الصهيوني للمصادقة عليه. وإن حكومة (نتنياهو) العنصرية تؤيد بقوة الموافقة على هذا القرار والعمل على تنفيذه، حيث ذكرت الصحافة العبرية أن رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو)، كرر في عدة اجتماعات حكومية حديثه عن موضوع الأذان، مدعيا أنه (كأحد سكان قيسارية المحتلة، لا يمكنه تحمل الضجيج الصادر من مسجد قريب في بلدة جسر الزرقة المجاورة)، كما تحدث (نتنياهو) عن سؤال طرحه عليه " مسؤول أجنبي عن استضافة في منزله، عندما سأله لماذا لا يفعل شيئا بخصوص الضجيج الناتج عن الأذان. وبعد الإعلان الصهيوني عن هذا قرار حظر الأذان في القدس فاجئ النواب العرب في الكنيست الحضور برفع الأذان خلال جلسة الكنيست حيث قام النائب أحمد الطيبي والنائب طالب أبو عرار برفع الأذان خلال في الكنيست. ومن خطورة قرار إسكات الآذان حسب المصادر العبرية أنه في حال الموافقة على هذا القرار والبدء بتنفيذه سيكون هناك أوامر لدى الشرطة الإسرائيلية صلاحيات في استدعاء المؤذنين وأئمة المساجد للتحقيق معهم، واتخاذ إجراءات جنائية ضدهم وفرض غرامات مالية على مخالفيه منهم. وإن هذا القرار الصهيوني الخطير بحق المساجد في القدس وأراضي عام48 هو قرار يأتي ضمن الخطوات الصهيونية التهويدية الممنهجة لإكمال تهويد القدس والضفة ومناطق 48، وهو يعبر عن عنصرية الاحتلال وحربه ضد الإسلام وكافة الأديان في أرضنا المحتلة. إن محاولات الصهاينة لحظر الأذان في مساجد القدس ومناطق48 ليست المحاولة الأولى بل هي قديمة، حيث قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قبل ذلك بمداهمة عدد من المساجد في عكا ومصادرة مكبرات الصوت، وتفيد المصادر الإعلامية أنه في سبتمبر/ 2006م في شهر رمضان قامت سلطات الاحتلال بمداهمة أحد المساجد في مدينة عكا ومصادرة مكبرات الصوت لمنع الأذان، ووضعت شروط لإعادة المكبرات، فيما يعلن الكثير من المسؤولين الصهيونية بين الفينة والأخرى مطالبهم بحظر الأذان في مساجد القدس ومناطق 48 وإغلاقها. إن القرارات الصهيونية لإسكات مآذن القدس هي بمثابة إعلان حرب من قبل الاحتلال، ولن نقف كفلسطينيين مكتوفي الأيدي بل سنقاوم هذه القرارات بكل قوة وبكافة الوسائل والسبل ولن نستسلم لأي قرارات تستهدف إسكات الأذان في القدس والأقصى. وإن التلاحم بين أبناء شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه ضد القرار الصهيوني الذي يستهدف إسكات الآذان في القدس يعبر عن وحدة شعبنا في مواجهة قرارات الاحتلال العنصرية، ويعبر عن ديمومة المقاومة والدفاع عن القدس والأقصى فقد رفع الآذان في كنائس القدس وفي المنازل تعبيرا عن الرفض الفلسطيني والعربي للقرارات العنصرية بحق القدس أمام مواصلة الكيان الصهيوني مخططات بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية وأمام القرارات العنصرية التهويدية بحق القدس والمسجد الأقصى لابد علينا من توحيد صفوفنا وتوحيد كلمتنا من أجل مواجهة المخططات والمؤامرات الصهيونية التي تهدد الوجود الفلسطيني ووقف الجرائم الإسرائيلية بحق مقدساتنا، ولابد أن تبقى القدس على رأس الأولويات والأهداف حتى تحريرها من دنس الغاصبين . إلى الملتقى
مقال: لن تسكت مآذن القدس
غسان مصطفى الشامي