يفاقم فصل الشتاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما في ظل إجراءات وانتهاكات إدارة مصلحة السجون (الإسرائيلية) بفرض ظروف تعسفية "ظالمة" عليهم.
وتمنع إدارة مصلحة السجون أهالي الأسرى من إدخال الأغطية والملابس الشتوية لأبنائهم، خاصة أنها تنتهج الإهمال الواضح والمتعمد من خلال تقليص أعداد الأغطية ومنع بيعها داخل "كانتينة" السجون.
ويعاني الأسرى بحلول فصل الشتاء الذي يعتبرونه "ضيفاً ثقيلاً" جراء البرد الشديد ونقص الأغطية، والملابس الشتوية، خاصة أنهم يعيشون داخل غرف مشبعة بالرطوبة، لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة التي تهدد حياتهم.
والجدير ذكره، أن السجون المركزية (ريمون، ونفحة، وبئر السبع، وعسقلان) توجد جنوب فلسطين المحتلة التي تنخفض فيها درجة الحرارة إلى تحت الصفر أحياناً.
منع إدخال الملابس
وترفض إدارة مصلحة السجون السماح للأسرى بإدخال الملابس الشتوية لحماية أنفسهم من البرد، وهو ما أكده الأسير المحرر والمختص في شؤون الأسرى أحمد الفليت.
وأوضح الفليت في حديث مع "الرسالة"، أن إدارة مصلحة السجون أصدرت قراراً خلال الأسبوع الحالي بمنع إدخال الملابس والأغطية الشتوية سواء عن طريقها أو عن طريق الأهالي. وقال " الأصل أن تكون إدارة السجون هي من توزع الملابس والأغطية للأسرى، لكنها هي من تماطل وتمنع الأهالي أيضاً"، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تضاعف معاناة الأسرى وتفاقم صعوبة ظروفهم المعيشية في فصل الشتاء.
وهذا ما أكده المختص في شؤون الأسرى رياض الأشقر، وقال: "إن معاناة الأسرى تتجدد مع دخول فصل الشتاء، خاصة في ظل تعمد إدارة السجون حرمان الأسرى من دخول الأغطية والملابس الشتوية".
وأشار الأشقر في حديث "للرسالة" إلى وجود نقص في وسائل التدفئة داخل أروقة السجون، وهو ما يضاعف معاناتهم ويؤثر سلباً على حياتهم المعيشية.
وفيما يتعلق بالأسرى الذين يقبعون في السجون المركزية، بيّن الفليت أنهم يذوقون أشد أنواع المعاناة، خاصة أن الحرارة تنخفض للصفر، مبيناً أن بعض الأسرى لا يوجد لهم بناء مركزي ويعيشون في كرفانات.
ويوافقه الرأي الأشقر، الذي أكد أن البرد يتسبب بمضاعفة معاناة الأسرى، من خلال تجمد أطرافهم في السجون، إضافة إلى تجمد المياه أحياناً في الصنابير الموجودة في السجون.
وناشد الأشقر المؤسسات الحقوقية والدولية وخاصة الصليب الأحمر، بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل السماح بدخول الأغطية والملابس الشتوية، سواء عبرها أو عبر الأهالي.
الأسرى المرضى
ولا شك أن سوء أحوال الطقس ينعكس سلبا بشكل كبير على الأسرى المرضى، لاسيما الذين يعانون من أمراض مزمنة. ويقبع في سجون الاحتلال قرابة 7 آلاف أسير، بينهم 1300 أسير يعانون من أمراض، من بينهم 25 أسيرا يعانون من مرض السرطان.
ويؤكد الأشقر، أن إدارة السجون تنتهج سياسة الإهمال الطبي في التعامل مع الأسرى، مشيراً إلى أن بعض الأسرى المرضى يتلقون العلاج خارج السجون، بسبب تدهور حالتهم الصحية وعدم الاهتمام بهم.
وبالعودة إلى الفليت، فقد أشار إلى ارتفاع أعداد الأسرى المرضى، في ظل وجود بعض الأسرى المضربين عن الطعام إلى هذه الأيام، مطالباً بضرورة وضع قضية الأسرى على سلم أولويات الأمتين العربية والإسلامية، وجميع المؤسسات الحقوقية والدولية.