في مؤتمر نظمته مؤسسة

مطالبة باستراتيجية إعلامية مشتركة لإعادة الصدارة للقضية الفلسطينية

مؤتمر "الأهرام": مؤشر لعودة الاهتمام للقضية الفلسطينية
مؤتمر "الأهرام": مؤشر لعودة الاهتمام للقضية الفلسطينية

القاهرة- الرسالة نت

أكدّ باحثون واعلاميون مصريون وفلسطينيون، ضرورة العمل لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وتعزيز صورتها في الاعلام العربي والدولي، خاصة في ظل تراجع الاهتمام السياسي والإعلامي بالقضية، في ظل تصاعد الاهتمام بقضايا إقليمية أخرى.

وشدد الباحثون في مؤتمر " دور الاعلام في دعم المجتمع الفلسطيني- التحديات والفرص"، والذي عقد بمقر مؤسسة الاهرام المصرية في القاهرة، بمشاركة 31 صحفي واعلامي من غزة، إضافة لصحفيين مصريين وعرب، على ضرورة بناء استراتيجية إعلامية عربية لاعادة تعزيز الصورة الفلسطينية.

 ويُعقد المؤتمر على ثلاث جلسات، وينتهي مساء اليوم تحت عنوان: "دور الإعلام في المجتمع الفلسطيني.. التحديات والفرص".

وناقشت الجلسة الأولى "دور الإعلام في دعم المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام"، وترأسها  عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام، ودارت حول دور الاعلام في دفع عملية المصالحة الفلسطينية وتحدث فيها خبير الرأي العام في مركز الدراسات الاستراتيجية بمركز الأهرام صبحي عسيلة، ورئيس تحرير جريدة الاقتصادية الفلسطينية محمد أبو جياب.

و اكد فتحي محمود مدير التحرير بصحيفة الاهرام في كلمته ان القضية الفلسطينية لم تنفصل عن الشأن المصري، وانها جزء لايتجزأ من الامن القومي المصري، ولم تتخل مصر طوال معاركها العسكرية والسياسية من اجل تحرير فلسطين عن تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه.

واضاف ان جريدة الاهرام لعبت دورا هاما في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتعريف الرأي العام العربي والعالمي على تطوراتها

انهاء الانقسام

من جهته، قال صبحي عسيلة إنه اطّلع على معاناة الصحفيين الفلسطينيين على كافة المستويات، وليس الإعلامي فقط، خلال المؤتمر.

وذكر أن قضية الإعلام معقدة في ظل مرور القضية الفلسطينية بأسوأ حالاتها، وتراجع طرحها في الإعلام العربي، وغياب الدور الحيوي الداعم لفلسطين.

وأكد ضرورة أن يبقى الإعلام الفلسطيني موجهًا صوب الاحتلال الإسرائيلي لدعم القضية الفلسطينية؛ لكنه أشار إلى حدوث خلل كبير "عندما تخلى الإعلام الفلسطيني والعربي عن هذه المهمة".

وأضاف عسيلة "هناك تراجع واضح للقضية الفلسطينية في الإعلام العربي. في ظل الثورات العربية لم يعد يسمع أحد بالقضية إلا عندما تحدث كارثة".

وتابع "مفهوم الكارثة تغير؛ فعندما كان يقتل طفل فلسطيني كان الكل يتحرك، أما اليوم فالأمر يختلف".

ولفت عسيلة لوجد كنز معلومات وقضايا لدى الفلسطينيين، "لكننا لا نستطيع مخاطبة العالم بها، بطريقة قوية ومميزة".

وقال إن تأثير التمويلات الداخلية والخارجية بدا واضحًا في السياسات الإعلامية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، على حد تعبيره.

من جانبه، حث الصحفي أبو جياب، على ضرورة إنشاء جسم عربي لتوجيه البوصلة نحو دعم القضية الفلسطينية، داعيًا الإعلام المصري لصياغة استراتيجية موحدة تحدد الرسالة الإعلامية لتصويب الإعلام نحو القضية الفلسطينية.

إعلامي: تراجع العناية بالقضية الفلسطينية والاعلام الفلسطيني يفتقر لتقنيات

وشدد أبو جياب على أهمية تشكيل لجنة مصرية- فلسطينية مشتركة لبناء استراتيجية تساهم بشكل فاعل في تقريب وجهات النظر وبناء جسور الثقة، وتوحيد الجهود للتركيز على القضايا المشتركة.

وطالب بخطط وبرامج إعلامية مصرية- فلسطينية مشتركة، وأكثر واقعية، بالإضافة لظهور متبادل بين إعلاميين مصريين وفلسطينيين على الشاشات.

وخلال المداخلات، دعا رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الإفرنجي لتوثيق العلاقات بين الإعلاميين الفلسطينيين والمصريين، من خلال توفير قاعدة بيانات مشتركة، وتبادل الزيارات والخبرات، وعقد المؤتمرات والدورات.

وتساءل الإفرنجي عن السبب الذي قد يمنع الإعلام العربي من دعم القدس المحتلة والأرض الفلسطينية، يرفض التطبيع من الكيان الإسرائيلي.

بدوره، قدّم رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) ياسر أبو هين شرحًا مقتضبًا للانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأكد أبو هين أهمية التعاون الإعلامي الفلسطيني- المصري، لما لذلك من أثر على الشعبين، وعلى القضية الفلسطينية.

مواجهة التطرف

وترأس الجلسة الثانية الدكتور حسن ابو طالب حول دور الاعلام في محاربة التطرف، وناقش فيها كلا من  علي الدين هلال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة  الاعلامية الفلسطينية حنان المصري.

الباحث السياسي حسن عبده، أكدّ في مداخلته، احتياج المنطقة للدور المصري الفاعل، مشددًا على أن المدخل الحقيقي لهذا الدور يتمثل في إعادة العناية والاهتمام بالقضية الفلسطينية.

وأضاف " اذا ارادت مصر دورًا فعليها ان تبدأ بفلسطين لانها ارض السلام والحرب"، منبها الى وجود محاولات إسرائيلية لجعل قطاع غزة ازمة فلسطينة مصرية.

أمّا الإعلامي اياد القرا رئيس صحيفة فلسطين، فقال إن إسرائيل تحاول تشويه المقاومة وتصدير مواقف تشبهها بالتطرف.

وأكدّ ان التطرف ظاهرة غير موجودة في غزة، وأن هناك محاولة لربط المقاومة في ظواهر فكرية منحرفة لا تمت للواقع الفلسطيني باي علاقة.

 سبل العناية بالقضية الفلسطينية

أمّا الجلسة الثالثة، فدار النقاش فيها حول دور الاعلام لاعادة الاهتمام للقضية الفلسطينة، برئاسة الكاتب الصحفي محمد ابو الفضل ويدير النقاش فيها مفيد ابو شمالة مدير شركة سكريت للانتاج الاعلامي والدكتور عبد المنعم بشار استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة.

من جانبه، أكدّ فضل ضرورة العناية في القضية الفلسطينية والبحث عن سبل إعادة تصديرها مجددا، مشيرا الى ان عملية التسوية الراهنة لازمات المنطقة لن تكون ابدًا في صالح القضية الفلسطينية.

من جهته، أكدّ بشار، ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية، برسم صورة للقضية الفلسطينية، تباهي تلك الصورة التي سوقها الاحتلال عن نفسه، بأنه دولة مؤسسات وديمقراطية، في وقت تغيب هذه المعطيات عن الحالة الفلسطينية التي تفتقد للمؤسساتية في الوقت الراهن.

وقال بشار، إن هناك صورة يصدرها الإسرائيلي حول ديمقراطيته وقدرته على بناء كيان مؤسسات، مشيرا الى ضرورة توفر صورة ثالثة تتمثل في محاربة ومكافحة الفساد في فلسطين خاصة وأنه لا يوجد حملة فلسطيني منظمة حول هذا الصدد.

وشدد على ضرورة، العمل على صوغ استراتيجية تدفع بالقضية الفلسطينية نحو الصدارة، من خلال صور متكاملة تنافس الرواية الإسرائيلية.

باحث: الدور المصري الإقليمي يبدأ من فلسطين

أمّا الصحفي مفيد أبو شمالة، فعرّج على واقع المؤسسات الإعلامية، وتعقيدات الحالة الفنية والتقنية لها، خاصة وأن هناك نقص كبير في المعدات التي تملكها المؤسسات، وعزوف رجال الاعمال عن التنمية في قطاع الاعلام.

وقال أبو شمالة إن العديد من المؤسسات الإعلامية والصحف والاذاعات أغلقت أبوابها، بسبب النفقات التشغيلية الكبيرة، مقابل تراجع العوائد بفعل حالة الركود الاقتصادي في غزة.

وأوضح أن العديد من الأجهزة المهمة تحديدا على صعيد البث الفضائي قد تآكلت ، ويرفض الاحتلال ادخال أدوات بديلة لغزة.

وبيّن أن قدرة الاعلام الفلسطيني على انتاج الكفاءات البشرية، افتقر الى القدرة الفنية التي تساعده على القدرة والصمود، رغم نجاحه نسبيا في مواجهة الدعاية الإسرائيلية، وقدرته على سد مكان تراجع الاعلام العربي في تغطية الفعاليات الفلسطينية.

وأوضح أن العديد من الأجهزة التقنية تفتقر للصلاحية وبحاجة لبدائل عنها، محذرا من ان نفور رجال الاعمال عن قطاع الاعلام، جعل الأخير مسخرا في يد الفصائل والأحزاب والقوى السياسية.

أمّا الصحفي أبو شمالة، فعرّج على واقع المؤسسات الإعلامية، وتعقيدات الحالة الفنية والتقنية لها، خاصة وأن هناك نقص كبير في المعدات التي تملكها المؤسسات، وعزوف رجال الاعمال عن التنمية في قطاع الاعلام. وقال أبو شمالة إن العديد من المؤسسات الإعلامية والصحف والاذاعات أغلقت أبوابها، بسبب النفقات التشغيلية الكبيرة، مقابل تراجع العوائد بفعل حالة الركود الاقتصادي في غزة.

ومن المقرر أن يُجري وفد الصحفيين الفلسطينيين المشارك في المؤتمر، غدًا الخميس، زيارات لمؤسسات إعلامية مصرية، ومدينة الإنتاج الإعلامي للاطلاع على العمل ولقاء إعلاميين مصريين.



سس

ؤؤ

ببببب

ببب

ب

thumb

البث المباشر