سقط عشرات القتلى والجرحى جراء قصف قوات النظام السوري العنيف للأحياء المحاصرة شرق حلب، بعد سيطرتها على حي مساكن هنانو أكبر تلك الأحياء، وتقدمها باتجاه حي الصاخور الفاصل بينها وبين قواتها الأخرى في حي سليمان الحلبي وسط موجة نزوح للمدنيين من الأحياء المستهدفة.
وقال مراسل الجزيرة في حلب إن القصف بدأ منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الأحد، وتركز على أحياء الحيدرية والهلك وبعيدين والإنذارات والشيخ فارس والصاخور، واستخدمت فيه مختلف الأسلحة من قنابل عنقودية وصواريخ مظلية، وخلف حالة من الذعر والهلع بين السكان الذين وصفوها بقولهم " كأن القيامة قد قامت في حلب".
وأضاف مراسل الجزيرة أن القصف تزامن مع محاولة لقوات النظام التقدم باتجاه قرية عزيزة المتصلة بحي الشيخ سعيد جنوب شرق حلب، وتهدف قوات النظام من هجومها إلى تقطيع أوصال الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وفي وقت سابق نقل مراسل الجزيرة عن مصادر ميدانية في المعارضة المسلحة أنها صدت هجوما عنيفا لقوات النظام بهدف بسط سيطرتها الكاملة على حي مساكن هنانو، بينما أكدت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا) سيطرة قوات النظام السوري بشكل كامل على حي مساكن هنانو أحد أكبر الأحياء وأكثرها أهمية من ضمن الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام إن "الجيش السوري وحلفاءه بسطوا سيطرتهم مساء أمس السبت على كامل حي ومساكن هنانو شرق مدينة حلب، عبر هجوم شنه من ثلاثة محاور وكبد المجموعات المسلحة أكثر من سبعين قتيلا".
ويمهد سيطرة قوات النظام على حي مساكن هنانو لتقدمها باتجاه حيي الصاخور والحيدرية وبالتالي شطر الأحياء الشرقية إلى قسمين شمالي وجنوبي، وهو ما يضيق الخناق على المعارضة المسلحة والمدنيين على السواء، بعد أن كان الدفاع المدني قد حذر من مجاعة ستضرب الأحياء المحاصرة خلال أيام وسط استمرار القصف العنيف من جانب قوات النظام لمعظم الأحياء الشرقية المحاصرة.
ونقلت وسائل إعلام تابعة لقوات النظام القول إنها أمنت لمدنيين خروجهم من المواقع التي تشهد اشتباكات عنيفة، بينما أكدت مصادر للجزيرة أن النزوح الأكبر للمدنيين يحصل في اتجاه عمق الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن حركة نزوح واسعة شهدتها أحياء الهلك والشيخ فارس والصاخور في الجزء المحاصر من مدينة حلب على إثر تقدم قوات النظام في "حي هنانو" شرقي المدينة، وأضافت المصادر أن عددا من العائلات سلمت نفسها لقوات النظام والمليشيات الموالية له بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من "حي هنانو" ولم يعرف بعد مصير هذه العائلات.
في هذه الأثناء، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية بالصواريخ الفراغية على بلدة الشيفونية وأطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وفي اللاذقية على الساحل السوري استهدفت قوات النظام محاور تردين و الخضر في جبل الأكراد براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية وسط تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء الجبلين.
وفي إدلب شنت طائرات النظام الحربية غارة جوية بالصواريخ الفراغية على بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
الجزيرة نت