تشكل زيارة وفد إعلاميي قطاع غزة لجمهورية مصر العربية بداية لكسر الجمود الذي يحيط علاقة السلطات المصرية بالقطاع المحاصر، مبشرة بفتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات الثنائية تضع حداً لحقبة سادها التوتر والقطيعة.
وعاد الوفد الإعلامي الفلسطيني أول أمس السبت لقطاع غزة، بعد أن أنهى زيارته للعاصمة المصرية القاهرة التي استمرت لمدة أربعة أيام.
وشارك الوفد الإعلامي المكون من 30 شخصية إعلامية من مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية التي تعمل في قطاع غزة، في عديد من الندوات وورشات العمل، واللقاءات المهمة مع كبرى الوسائل الإعلامية المصرية، أبرزها صحيفة الأهرام المصرية صاحبة الدعوة للوفد.
كما التقى الإعلاميون بإعلاميي وكالة أنباء الشرق الأوسط؛ فضلاً عن زيارة مدينة الانتاج الإعلامي.
وسبق أن استضافت مصر وفدا لرجال الأعمال ومخاتير وشخصيات من المجتمع المدني واقتصاديين، بالإضافة إلى كتاب ومثقفين فيما عُرف بلقاءات عين السخنة التي ينظمها المركز القومي للبحوث والدراسات المصرية.
ومن الواضح أن هذه اللقاءات التي كسرت فتور العلاقة التي شابها التوتر، ستعيد الدفء للعلاقات المصرية الغزية تحديدا، وفق ما لمسه أعضاء الوفد الإعلامي الفلسطيني.
وقال محمد أبو جياب منسق الوفد الإعلامي: "إن الزيارة جاءت في إطار رؤية مصرية فلسطينية لتطوير وتفعيل العلاقات المصرية الفلسطينية، والتركيز على إعادة وتفعيل القضية الفلسطينية، والتطرق للقضايا المفصلية العالمية والعربية ومدى تأثيرها على القضية الفلسطينية".
وأكد أبو جياب في حديثه لـ"الرسالة" وجود توجه مصري حقيقي، قد يكون سريعا يهدف إلى تحسين العلاقة مع قطاع غزة في كثير من الملفات المشتركة، وعلى رأسها الملف الإعلامي الذي هو ركيزة أساسية فيما يتعلق بتهيئة الأجواء على المستوى السياسي والأمني في البلدين.
وتوقع أن تشهد الأيام القادمة إجراءات عملية على أرض الواقع، لا سيما وأن ما تم تداوله في اللقاءات الأخيرة هو بحث في السياسات وآليات التعاطي التي سيعمل بها في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى وجود تعاط كبير من المصريين في جميع الملفات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، مبينا أن هناك توجها لتحسين العمل على معبر رفح عبر تسهيل مرور المسافرين إلى جانب تحديد آلية للتبادل التجاري فيه.
ونوه أبو جياب إلى أن الوفد الإعلامي الفلسطيني وجه دعوات رسمية لوفود إعلامية مصرية من أجل زيارة القطاع، بهدف الاطلاع على الأوضاع في غزة عن قرب. وهو ما أكده عضو الوفد الإعلامي ذو الفقار سويرجو، الذي قال إن "أجواء جولة الإعلاميين إيجابية، والدور المصري يدفع إلى الأمل، والمستقبل قد يحمل كثيرا من المتغيرات".
وأوضح أن المصريين استقبلوا الإعلاميين الفلسطينيين في القاهرة بحفاوة، مؤكدًا أن القاهرة جدية في إعادة بناء العلاقة مع الفلسطينيين، مبيناً أن هناك وعودات رسمية بتخفيف الحصار، وتطورات في معبر رفح البري، على ثلاث مراحل أولها: تخفيف الضغط وفتح معبر رفح، وإعادة بناء معبر رفح على مستوى يليق بمصر، بحيث يتناسب للتبادل التجاري، وتغيير الوضع في سيناء، وتغيير شبكة الكهرباء بما يتيح المجال لاستفادة غزة منها، حيث تم تخصيص مبلغ ضخم لإتمام الخطة، على حد قوله.
وعلى أي حال فمن الواضح أن التقارب المصري مع قطاع غزة سيؤتي ثماره في القريب العاجل في ضوء الحديث عن تطوير معبر رفح وإعادة تأهيل من الجانب المصري بتكلفة تصل لقرابة 5 ملايين دولار.