تتشكل ملامح الاتفاق المزمع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قبيل اجتماعها المقرر عقده في فيينا بعد غدٍ الأربعاء، في حين قالت مصادر إن السعودية لا تريد التباحث مع المنتجين من خارج المنظمة قبل التأكد من تحقيق التوافق داخل المنظمة أولا.
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه السبت، إن إيران متفائلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق في أوبك، وتعتزم إعلان قرارها بشأن مسألة خفض الإنتاج خلال اجتماع المنظمة.
ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية عن زنغنه قوله بعد اجتماع مع وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة في طهران قوله: "تم استعراض اقتراح وزير الطاقة الجزائري المتعلق بإنتاج كل دولة وتجري دراسته بدقة".
المقترح الجزائري
ونقل الموقع عن الوزير الجزائري قوله إن مقترحات الجزائر تدعو إلى خفض الإنتاج الإجمالي لأوبك بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا، وخفض إنتاج الدول غير الأعضاء بمقدار ستمئة ألف برميل يوميا.
ووفقا لما نقله الموقع، قال بوطرفة "إذا وافق أعضاء أوبك، ستبلغ أسعار النفط خمسين إلى 55 دولارا العام المقبل، وستين دولارا بحلول نهاية ذلك العام".
من جهته، قال زنغنه "سنعرض رأينا في هذا الاقتراح خلال اجتماع أوبك في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني، ويوحي الاتجاه العام والبيانات المعلنة أنه بإمكان أوبك أن تتوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق فيما يتعلق بإنتاجها وإدارة السوق"، وأردف قائلا "إذا اتفقنا، وأنا متفائل، فستزيد الأسعار، وهذا أيضا ما ينشده الاقتصاد العالمي".
وتسعى أوبك للوصول إلى صيغة نهائية لخفض إنتاجها بهدف تحسين أسعار النفط، بعد أن اتفقت مبدئيا في الجزائر في سبتمبر/ أيلول الماضي على خفض إنتاجها الإجمالي إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، وإذا نجحت المنظمة في مساعيها فسيكون هذا أول خفض للإنتاج منذ عام 2008.
الموقف الروسي
من ناحية أخرى، قالت روسيا -وهي أبرز المنتجين خارج أوبك- إنها تواصل المشاورات مع أوبك وتتخذ موقفا إيجابيا بشأن التوصل إلى اتفاق عالمي.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك السبت، في بيان إنه يجب أن تتوصل أوبك إلى توافق بين دولها الأعضاء، حتى يتمكن المنتجون الآخرون من الانضمام إلى الاتفاق.
وجاء ذلك بعد أن قالت مصادر في أوبك إن السعودية أبلغت المنظمة أنها لن تشارك في محادثات كان من المقرر عقدها اليوم الاثنين بين أعضاء المنظمة والدول غير الأعضاء، وأوضحت المصادر أن السعودية ترى أن تحقيق التوافق داخل المنظمة قبل التنسيق مع المنتجين الآخرين سيكون أكثر فعالية.
ونقلت وكالات أنباء روسية أن روسيا لن تشارك في تلك المحادثات بعد انسحاب السعودية.
وتراجعت أسعار النفط العالمية بنحو 4% في تداولات يوم الجمعة الماضي، بعد تلك الأنباء المتعلقة بمشاركة السعودية في المحادثات، وبلغ سعر مزيج برنت العالمي نحو 47.2 دولارا للبرميل، والخام الأميركي 46 دولارا للبرميل.