قائمة الموقع

عباس وسلطته لن يجدوا مقعداً يقلهم إلى غزة

2010-06-13T16:05:00+03:00

     أبو عين : يطالب حماس بالتوقيع على الورقة المصرية لرفع الحصار

                                 رضوان: رفع الحصار انتصار لحماس وإحراج لفتح

خريشة: عباس غير مؤهل عالمياً لرفع الحصار لأنه مشارك فيه

فايز أيوب الشيخ – الرسالة نت                         

في ظل الحراك الشعبي والدعوات العالمية لرفع حصار قطاع غزة، يحاول رئيس سلطة فتح في رام الله "محمود عباس" أن يُخلي مشاركته في الحصار، لكي يتبوأ صدارة البكائين على غزة، في مسعى منه لتحييد التأييد الشعبي العالمي لحركة حماس والعودة إلى غزة بمفتاح المصالحة .  

وكان رئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد قال أن  عباس لن  يذهب لغزة إلا لاستلامها وإعادتها لأحضان الوطن وإنهاء ما أسماه "التمرد"، وهو ما اعتبرته حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم يكشف النوايا الحقيقية لفتح بحرف أنظار العالم عن جريمة الحصار ومجزرة "أسطول الحرية" إلى حراك إعلامي مفبرك يخدم هذه النوايا.

ادعاءات كاذبة

وانبرى عضو المجلس الثوري لفتح زياد أبو عين في دفاعه عن المُحاصِرِين للقطاع  لمهاجمة المُحاصَرَين فيه والتجني على حماس واتهامها بحصار شعبها، زاعماً أنها "الشريكة  الرئيسية في فرض الحصار عليه.

واعترف أبو عين، أن الحصار جاء نتيجة تولي حماس زمام السلطة بغزة"، مضيفاً " أقولها بشكل واضح طالما حكم حماس قائم في غزة سيستمر العالم بالتعاطي مع هذا الوجود، فحكمها يؤذي الشعب الفلسطيني"، . على حد زعمه.

وأدعى أبو عين أن رئيسه عباس هو الأحرص على مصالح الشعب الفلسطيني وليس  حماس، مطالباً الأخيرة بالكف عن خداع العالم وأن تعترف بأنها جزء من حصار مليون وثماني مائة مليون فلسطيني .

جاءت تصريحات أبو عين التهكمية في رده لـ"الرسالة نت" على محاولات عباس الأخيرة حفظ ماء وجهه بإخلاء مسئوليته من المشاركة بحصار غزة في ظل الحراك الشعبي دولياً وعربياً بعد الجريمة الإسرائيلية بحق متضامنين الحرية. 

ويأتي ذلك في ظل الهرولة -على غير العادة- لعباس ليحتل دوراً في المطالبة برفع الحصار عن غزة بعد فشل سلطته وأطرافاً دولية وعربية من خلفها الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من تحقيق المأرب السياسية من وراء فرض الحصار وإنهاء حكم حركة حماس بغزة.

شروط فتح لإنهاء الحصار

واعتبر أبو عين أن عباس هو الأولى بتمثيل الشعب الفلسطيني وليس حركة حماس قائلاً : حكم عباس جاء بعقد سياسي أنتج السلطة الفلسطينية بمؤسساتها التشريعية والحكومية والرئاسية"، مستنكراً على حماس "أن تقطف الثمار دون أن تكون شريكة في هذا الزرع" ، في إشارة إلى عدم اعترافها بـ " أوسلو".

وعاد ليرفع المسئولية الكاملة عن الاحتلال وأمريكا في حصارهما لغزة، معتبراً أن الحركة هي التي تتحمل المسئولية الكبيرة جداً في فرض الحصار، فأسطول الحرية لم يأتي تضامناً مع حماس وإنما جاء للتضامن مع سكان غزة المحاصرين ".

ورهن عضو المجلس الثوري لفتح إنهاء الحصار بتوقيع حماس على الورقة المصرية لانجاز المصالحة، مستشهداً باتفاقية معبر رفح في العام 2005 فقال :"عندما أُنجزت الاتفاقية تمت بين السلطة و "إسرائيل"، وعلى ضوء ذلك تمكن كل مواطن سواءً كان مطلوباً أو غير مطلوباً للاحتلال التحرك والسفر بأريحية(..) وحتى البضائع أثناء فترة حكم حماس كانت تمر إلى غزة بسهولة وأريحية".

عنجهية سلطة فتح

وبخصوص استمرار عباس بالمفاوضات، دافع أبو عين عن موقف رئيسه ، موجهاً سؤاله للمطالبين بوقفها قائلاً:" ما البديل.. ومن سيتصل بالإسرائيليين وينسق معهم لتسيير سيارات الإسعاف وتحويل الكهرباء و البنزين لقطاع غزة ..؟".

وأضاف :" إذا كان لدى أحد بدائل حقيقية لعدم الذهاب لطاولة المفاوضات فليطرحها ويمارسها على الأرض.. فأنا لا أجد لا نظاماً عربياً ولا نظاماً إسلامياً ولا حركة سياسية فلسطينية قادرة على أن تطرح البديل الحقيقي غير خداع العالم العربي بالشعارات والأكاذيب على الفضائيات"، على حد تعبيره.

من جهته، أكد القيادي بحركة حماس د.إسماعيل رضوان،  أن رفع الحصار يمثل انتصاراً لحركته وللمقاومة ولخيار الصمود والثبات للشعب الفلسطيني"، موضحاً أن رفعه يحرج "المنهج التصفوي" الذي يتزعمه محمود عباس وسلطة فتح في رام الله.

وأضاف رضوان لـ"الرسالة نت" : ما زال هؤلاء يتمسكون بالمفاوضات العبثية مع الاحتلال والتنسيق الأمني ضد مصالح شعبنا، وبالتالي ليس من مصلحة أصحاب هذا الخيار أن يُرفع الحصار عن غزة"، معتبراً أن مطالبات عباس برفع الحصار "تأتي على استحياء بعد الهبة الجماهيرية والرأي العام العالمي الذي لم يعد يقبل استمرار الحصار الظالم.

وصرح بأن الحصار في طريقه إلى الانكسار، مستدركاً :"ولكن هناك محاولات محمومة من قبل الإدارة الأمريكية وقوى إقليمية وأخرى فلسطينية تقودها سلطة فتح لشرعنة الحصار وتخفيفه مع إبقائه حتى لا يعد ذلك انتصاراً للمقاومة".

وأشار إلى أن ماحدث مع أسطول الحرية كان من المفترض أن يرفع من سقف عباس لو كانت منطلقاته وطنية وجدية في رفع الحصار، عوضاً عن أنه لم يضع له بصمة على صعيد تحقيق الوحدة الوطنية ورضخ للضغوط والإملاءات التي تُمارس من الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني.

المؤامرة مستمرة

ويرى رضوان بأن عباس قد فاته الإبحار في أساطيل الحرية التي أقلعت بأحرار العالم لكسر الحصار (..)وأن معركة الحصار قد بدأت ولن ينال عباس حظاً في هذا الشرف العظيم لمساهمة سلطته  بالحصار، مؤكداً أن المؤامرة ما زالت مستمرة على غزة من خلال منعهم جوازات السفر عن المواطنين وقطع الكهرباء المستمر والتضييق المالي على شعبنا واشتراطات معبر رفح  التي ما زالت قائمة.

وبين رضوان أن إصرار عباس على استمرار المفاوضات مع الاحتلال في ظل الجريمة التي حدثت بحق المتضامنين في المياه الدولية "مثلت طعنةً لكل شعبنا و استخفافاً بالدماء التي أريقت واستهانة بكل هذه التضحيات التي قدمت لأجل كسر الحصار وبالتالي هذا يمثل انحداراً واندحاراً ونزولاً إلى مرحلة لا تتناسب مع القيم والمبادئ الوطنية".

وأكد أن تشدق عباس بالمصالحة لن يخفي كل المؤامرات التي أحيكت ضد الشعب الفلسطيني "فعباس أراد أن يُجمل صورة سلطة فتح التي منيت بهزيمة نكراء بعد هذا التضامن العالمي مع حركة حماس لكسر الحصار عن غزة" .

مناورات إعلامية

من جهته اعتبر النائب المستقل الدكتور حسن خريشة، أن الحراك الشكلي الذي يقوم به عباس لرفع الحصار رسائل إعلامية حتى يظهر بالشكل والصورة أنه موجود في رفع الحصار عن غزة ولكن بالمضمون هو غير مؤهل للطلب من العالم برفع الحصار لأنه بالأساس كان جزء من الحصار ".

وذكر خريشة في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن الحصار المفروض على القطاع من قبل العدو الصهيوني وبمباركة أمريكية وعربية وفلسطينية "هدفه إضعاف حماس وإزاحتها من المشهد الفلسطيني وإنهاء حكمها بغزة مستندين بذلك على رهاناتهم السابقة أن سكان القطاع سوف ينقلبون على حكم حركة حماس.. الأمر الذي لم يتحقق" .

ولكنه اعتبر أن بروز من اسماهم "اللاعبون الجدد" في المعادلة من متضامنو سفن كسر الحصار "شكل موقفاً رسمياً وشعبياً داعماً لتقويض الأهداف الخبيثة من وراء الحصار وخاصة بعد أن دخلت تركيا على الخط" .

وأشار خريشة إلى أن سلطة فتح تحاول الدخول على الخط حتى تجد لنفسها مكاناً وتمثيلاً للشعب الفلسطيني، محذراً مما قال عنها "الخطة القادمة لتجميل الحصار مرة أخرى لكي يقولوا للعالم أنه ليس هناك حصار على قطاع غزة".

واعتبر النائب بالتشريعي، زيارة عباس الأخيرة لتركيا "جاءت ليست للعزاء فقط وإنما للبحث له عن دور في الهبة العالمية لكسر الحصار عن غزة وحتى يبقى الممثل الدولي للفلسطينيين وخاصة أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان صرح بأن حماس ليست حركة إرهابية وأنها تمثل شعبها من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة خاضتها وأوصلتها إلى الحكومة".

وأكد أن ما حدث مع  "أسطول الحرية" خفض من سقف عباس السياسي بدرجة كبيرة ولم تشفع له ادعاءاته بأن هناك ضغوط تركية وعربية عليه من أجل انجاز المصالحة، وقال :"الحصار حتماً سينكسر عن قطاع غزة (..) ويحاول عباس إيهام العالم بأنه يقدم بعض التنازلات الشكلية أنه مع الحوار والمصالحة".

وأضاف: مازال عباس يراهن على أن التسوية ممكنة في حال تحقيق الأمن والحدود"،  مفنداً مبرراته المستحيلة بأن الأمن للاسرائليين فقط  بمعنى أن يصبح الشعب الفلسطيني خادماً عند الاحتلال، وعن الحدود فإن "إسرائيل" حتى اللحظة ليس في دستورها وقانونها حدود لدولتها المزعومة، حيث يعتبر قادتها أن حدود "إسرائيل" هي أي مكان تصل إليها دباباتهم.

 

اخبار ذات صلة