قائمة الموقع

مقال: الحرائق في (إسرائيل) وتأثيراتها على قرار الحرب

2016-11-28T06:44:45+02:00
أيمن الرفاتي
أيمن الرفاتي

عاشت دولة الاحتلال أياماً عصيبة في ظل تواصل اشتعال النيران مع عشرات المواقع في المناطق الشمالية والوسطى في ظل اتهامات بأن هذه الحرائق مفتعلة، الأمر الذي كشف عوار الجبهة الداخلية وأثار عشرات التساؤلات حول استعدادها لأي مواجهة عسكرية منفردة أو متعددة الأطراف.
باعتقادي الحرائق بدأت خلال الأيام الأولى بشكل طبيعي بفعل جفاف الأشجار وعدم هطول الأمطار والرياح القوية، إلا أن خطرها ونتائجها لفتت انتباه العديد من الفلسطينيين الذين عايشوا انتفاضة القدس خلال العام الماضي ولم يستطيعوا الانتقام بالشكل المناسب، ما دفعهم لإشعال مزيد من هذه الحرائق.
هذه الحرائق تكشف مدى ضعف الجبهة الداخلية الاسرائيلية، وهذا الأمر سيجعل المستوى السياسي مكشوف أمام الجمهور الصهيوني في حال فكر بدخول حرب جديدة سواء مع غزة أو غيرها، وهذا يصعب حسابات الحرب من الناحية السياسية لأي قائد إسرائيل. 
في الماضي كانت قيادة الجبهة الداخلية ومنظومة الانذار المبكر والملاجئ عامل مسيطر عليه أمام الإسرائيليين، لكن بعد هذه الحادثة في حال دخول حرب سيجد الساسة الاسرائيليون آلاف الأصوات التي تهاجمهم لأنهم دخلوا حرباً قبل أن يعالجوا الخلل في الجبهة الداخلية.
إن استطاعت المقاومة الفلسطينية تطوير قدراتها لضرب الجبهة الداخلية واستغلال الحرائق خلال المواجهة فإن معادلة جديدة سترتسم في ملامح الصراع.
لا شك أن قدرات اسرائيل الهجومية كبيرة جداً وعالية ويمكنها إشعال النيران في أي منطقة أو دولة بقوة واضحة، إلا أن هذه القوة لديها ما يكبحها في ظل انكشاف الجبهة الداخلية.
أي عمليات خلف الخطوط وبأعداد كبيرة ربما تفوق قدرات الاحتلال على تأمين جبهته الداخلية، وفي حال تزامن ذلك مع عمليات منظمة لإشعال الغابات والأحراش القريبة من المدن المحتلة فإننا نتحدث عن كارثة داخلية كبيرة سيعيشها العدو قد تضطره لإيقاف الحرب بعد دخولها.
ناهيك عن خطر الصواريخ الذي يمس الجبهة الداخلية للاحتلال بشكل أساسي، ربما تكون هذه الصواريخ مع العوامل الأخرى الكابحة للحرب بالإضافة للأنفاق الاستراتيجية للمقاومة التي تعتبر المانع الأساسي للحرب على غزة حالياً.
وبحسب آخر تقديرات للجبهة الداخلية الإسرائيلي فإن 95 % من مجمل الصواريخ التي ستوجه لإسرائيل يصل مداها إلى 45 كيلومترا، وقد تكون قادرة على حمل رأس حربي وزنه عشرة كيلوغرامات أو أكثر من المواد شديدة الانفجار.
وأشارت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى أن غالبيّة الأضرار ستتركز في منطقة عسقلان واسدود ومدينة تل أبيب حيفا، وهذا ما يمس بشريحة كبيرة تقدر بأكثر من 3 مليون إسرائيلي، ما يعني أن الخطر يتهدد أغلب الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
الحرائق الأخيرة أثارت تساؤلات جدية حول أسباب إخفاق العدو في مواجهة هذه الحرائق التي تعد بسيطة أمام المخاطر التي تواجه اسرائيل، ماذا لو حدثت كوارث كيميائية أو نووية أو انفجار مخازن السلاح؟ ماذا لو قُصفت أماكن تخزين الأمونيا في حيفا أو مخازن الغاز في تل أبيب، ماذا لو حدثت انفجارات في مخازن السلاح الأمريكية الضخمة في إسرائيل؟ هل لدى دولة الاحتلال القدرة على معالجة هذا الأمر.
إذا هناك عشرات التساؤلات على الطاولة السياسية الإسرائيلية قد يجد ساسة الاحتلال أنهم بحاجة للإجابة عنها قبل الدخول في مواجهة جديدة، وفي حال وضعت الحلول لتقوية الجبهة الداخلية فربما تكون بحاجة لسنوات للتعافي من هذا الأمر.

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00