قائمة الموقع

طلبة الضفة.. بين فكي السلطة والاحتلال

2016-11-30T13:33:19+02:00
أجهزة أمن السلطة في الضفة (الأرشيف)
الرسالة- فايز أيوب الشيخ

لا تتورع أجهزتي السلطة برام الله والاحتلال (الإسرائيلي) عن تبادل الأدوار في الضفة الغربية، وذلك عبر الملاحقة المستمرة للمقاومين وناشطي الانتفاضة وحتى طلبة الجامعات، الذين يعانون الأمرين من عمق التنسيق الأمني وسياسة الباب الدوار المتبعة بين تلك الأجهزة.

وعادةً ما تشتد وتيرة الحملات المتبادلة بين الاحتلال والسلطة مع اقتراب موعد الانتخابات الطلابية في الجامعات، ووفق الإحصائية الصادرة عن حركة حماس، فان أمن السلطة في الضفة يعتقل في سجونه قرابة الـ 12 طالباً جامعياً ممن ينتمون للإطار الطلابي للحركة (الكتلة الإسلامية)، أغلبهم من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.

بدورها اكدت الكتلة الإسلامية أن حملة الاعتقالات المزدوجة التي تشنها قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية ضد قادتها ونشطائها لن توقف مسيرتها، بل ستزيدها قوةً وإصراراً على مواصلة نشاطاتها الطلابية والنقابية في الجامعة.

واعتبرت الكتلة الإسلامية أن الاحتلال وعبر أدواته، يحاول عبثاً ضرب الحركة الطلابية الفلسطينية، مشددة على أن حملة الاعتقالات الأخيرة ستفشل كما فشلت سابقاتها في وقف نشاطات الكتلة الإسلامية في الجامعات.

تجفيف لمنابع الانتفاضة

واتهم النائب فتحي قرعاوي في الإطار، أجهزتي الاحتلال الصهيوني والسلطة   بالعمل ضمن أجندة مشتركة ومستمرة في تبادل الأدوار والتناوب على ملاحقة واعتقال قيادات وأعضاء الكتل الطلابية التابعة لحركة حماس في الجامعات والمعاهد الفلسطينية في الضفة الغربية.

واعتبر قرعاوي في حديث لـ"الرسالة" أن الحملة التي يشنها الاحتلال والسلطة الآن ضد قيادات وطلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة "هي امتداد لحملات سابقة، وخاصة في ظل الانتفاضة الحالية، وفي ظل السعي الحثيث من قبل الطرفين لتجفيف منابع الانتفاضة".

وذكر قرعاوي أن الحملة القائمة سواء من قبل أجهزتي الاحتلال أو السلطة تقوم على أساس اعتقال القيادات التي لها ثقل في ساحات الضفة، ولعل الكتل الإسلامية في الجامعات بما تملكه من قدرات وطاقات هي المؤهلة لتكون وقود وقائدة لهذه الانتفاضة، على حد تعبيره.

وقال قرعاوي "من المعلوم للاحتلال قبل السلطة أن قيادات الكتل الطلابية التابعة لحماس هي من تقود الانتفاضة، وبالتالي يتجهون لإجهاض الانتفاضة من خلال اعتقال قياداتها، وذلك كما حصل في جامعة بيرزيت والنجاح وخضوري وغيرها من الجامعات التي تشكل نوعا من التلامس والقرب من نقاط الاحتكاك المباشر والمواجهات مع الجيش الصهيوني".

يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت القيادي في الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح الوطنية، عوني الشخشير، قبل عدة أيام، خلال مروره عبر حاجز "زعترة" العسكري جنوبي نابلس، حيث أفادت مصادر من الكتلة أن الشخشير كان مطلوباً لأجهزة أمن السلطة ودهمت مكان سكنه عدة مرات لاعتقاله ولكنها فشلت.

 *** فصل القيادة عن القاعدة

ومن ناحية تحليلية، فلم يستبعد المحلل السياسي معاوية المصري، أن تلجأ أجهزة السلطة برام الله إلى مزيد من المضايقات للكتل الطلابية في أية انتخابات قادمة في جامعات الضفة، مشيراً إلى أن نجاح التيار الإسلامي في الجامعات يعني استمرار الانتفاضة وهو ما لا تريده السلطة ومن وراءها الاحتلال الصهيوني.

ويرى المصري في حديثه لـ"الرسالة" أن الحملة الجديدة التي يشنها الاحتلال ضد قيادات حركة حماس تهدف إلى "فصل القيادة عن القاعدة"، لافتاً إلى ثقل حماس في الجامعات كبير ويشكل انطلاقة لاستمرار الانتفاضة وعنفوانها في مدن وقرى الضفة.

وذكر المصري – وهو نائب سابق في التشريعي- أن دور طلبة الجامعات الفلسطينية كان بارزاً في الانتفاضة الحالية، ولذلك لن تتردد الأطراف التي لا تريد لهذه الانتفاضة الاستمرار عن ملاحقة واعتقال الطلبة والناشطين الذين ينطلقون منها.

و أضاف المصري "من المؤكد أن عمليات الملاحقة والاعتقال للطلبة من شأنه أن يعطل سير الديمقراطية في الجامعات، حيث إن البيئة الديمقراطية ليست صحية وصحيحة (..) الأسئلة التي تُثار أكثر من الإجابات ومنها هل ستجري انتخابات حرة ونزيهة وهل ستتوفر لها البيئة الصحية وما الذي ستعنيه النتائج ؟".

وعبر المصري عن خشيته من الارتفاع هذا العام لحالات الاعتقال السياسي التي تشنها السلطة عن الأعوام السابقة، داعياً أجهزة السلطة إلى الكف عن ملاحقة واستدعاء الطلبة والإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجونها.

إدانة حقوقية( موثقة)

في السياق ذاته، اتهمت منظمات حقوقية (محلية ودولية) أجهزة أمن السلطة بممارسة الاعتقال السياسي بحق طلبة الجامعات، وإخضاع عدد منهم للتعذيب.

وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان (في بريطانيا)، إنها تلقت شكوى من أسرة الطالب بكلية التربية في جامعة النجاح الوطنية، ياسر بلال محمود أبو يامين (20 عاماً) والذي اعتقل في أكتوبر الماضي، حول تعرضه للتعذيب من قبل جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة .

واستعرضت المنظمة العربية في بيان لها قبل أيام، فحوى ما تعرض له الطالب يامين من تعذيب (تعليق من الأقدام لعدة ساعات متواصلة)، وضربه بما يسمى بـ "الفلقة"، بعصى خشبية وأنابيب بلاستيكية مقواه، بالإضافة إلى حرمانه من النوم.

ونقلت المنظمة الحقوقية على لسان الطالب المعتقل، وفق محاميه، أنه يتم التحقيق معه حول نشاطاته الطلابية، وعن بعض زملائه في الكلية.

وأكدت أن جهاز المخابرات الفلسطيني، مستمر في انتهاج سياسة الاعتقال والاستدعاء والتعذيب، حيث وثقت المنظمة عشرات الحالات تعرضت لـ "تعذيب وحشي".

وتدعو المنظمة الحقوقية الدولية، المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل للضغط على السلطة الفلسطينية لوقف الاعتقالات والاستدعاءات على أسس سياسية، والتحقيق في جرائم التعذيب التي يرتكبها ضباط وعناصر الأجهزة الأمنية بشكل منهجي.

اخبار ذات صلة