قائمة الموقع

المؤتمر السابع سينتج "فتح جديدة"

2016-12-01T07:27:39+02:00
صورة من ندوة الرسالة
غزة- محمد عطا الله

أجمع محللون سياسيون على أن عقد مؤتمر السابع لحركة فتح في ظل ضعف الحالة الفلسطينية الداخلية، وتصاعد الخلافات الفتحاوية، ساهم في تعزيز الانقسام على الصعيدين التنظيمي والوطني.

واتفق المحللون، خلال ندوة عقدتها مؤسسة الرسالة للإعلام، الثلاثاء الماضي، بعنوان "تداعيات انعقاد مؤتمر فتح السابع"، ضمن برنامجها السياسي "في قاعة التحرير"، على ضرورة حل السلطة، والعودة إلى الكفاح الوطني كخيار أساسي للخروج من "النفق المعتم" التي أُدخلت فيه القضية الفلسطينية.

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أكد أن الحالة الفلسطينية تعيش مشهدا من الكراهية الشديدة في ظل الانقسام التنظيمي الذي تعيشه حركة فتح، والذي انعكس سلبا على الواقع الفلسطيني، محذرا من استغلال "إسرائيل" للوضع الفتحاوي المحتقن، "وفعل شيء ما لإشعال الخلافات".

وقال عطا الله في كلمته، إن فشل جميع الوساطات في رأب الصدع بين حركتي فتح وحماس وحتى بين فتح نفسها، استنزف القضية الفلسطينية، وأتاح الفرصة للمشروع الصهيوني في السيطرة على الأرض.

عطا الله : الحالة الفلسطينية تعيش مشهدًا من الكراهية بسبب الانقسام

وأضاف أن فتح مرت في كثير من الخلافات الداخلية على مدار السنوات المنصرمة، لكنها سرعان ما كانت تذوب وتتلاشى، على عكس الخلاف القائم بين تيار النائب المفصول محمد دحلان والرئيس محمود عباس، الذي بقي قائما حتى يومنا هذا، منوها بأن فشل الوساطات العربية لإنهاء الخلافات الفتحاوية أنشأ قطيعة بينهما.

وأوضح عطا الله أن المؤتمر السابع جاء للتخلص من تيار دحلان، متوقعا أن يزيد الخلاف والانشقاق داخل الحركة بعد الانتهاء من المؤتمر.

وأشار إلى أن الحديث في المؤتمر سيتركز على المواقع والخلافات الشخصية أكثر من الحديث عن البرنامج السياسي، وأن برنامج حركة فتح لن يخرج عن مساره الذي يسير عليه منذ 25 عاما، وسيبقى في إطار المفاوضات دون معرفة النتائج.

ولفت عطا الله إلى أن "إسرائيل" أنهت حل الدولتين، ودمرت المفاوضات التي لم تحقق شيئا، مبينا أن العمل المسلح لم يحقق أي نتيجة رغم إنجازاته، وأن الضفة وغزة تخسر الأرض والدم بسبب عدم إدارة المعركة بصورة ذكية.

وبيّن أن استقبال مصر للوفود الأخيرة يأتي نتيجة غضبها من حركتي فتح وحماس، مما دعا الأولى إلى التفكير بعلاقة قد تكون أكثر توازنا مع قطاع غزة، لها عدة أشكال في المرحلة المقبلة "بما يبقي الجفاف مع حماس"، وفق قوله.

وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال الشريف إن الخلافات داخل فتح منذ زمن بعيد، لكن الخلاف الحالي تجاوز حدود الانشقاق، الأمر الذي سيأخذ فتح والقضية الفلسطينية إلى "مخاطر جمّة"، على حد وصفه.

الشريف: المؤتمر السابع إقصائي ويهدف للتخلص من تيار دحلان

وذكر الشريف أن هناك عديدا من العناصر التي ركزت السلطات في يد الرئيس عباس، ودفعته إلى أن يمارس الدكتاتورية، أولها اتفاقية أوسلو وتغيير ميثاق حركة فتح.

وأضاف أن "انتفاضات الاقصى، والانتخابات التشريعية، والهزيمة أمام حماس، وتراجع العمل العسكري، وفشل أي انجاز للمفاوضات، جميعها عناصر قصمت ظهر فتح أمُّ البندقية التي غيبت البندقية أصلا".

وأكد الشريف أن مخرجات المؤتمر السابع لن تكون جيدة، واصفا إياه بالإقصائي الذي يهدف إلى التخلص من مجموعة داخل فتح تتصارع على السلطة، موضحا أن خلافات فتح أساسها مصالح شخصية وليس البرنامج السياسي.

وتابع: "ما سينتج عن المؤتمر هو اشتباك فتحاوي-فتحاوي، وعدم وحدة القرار، وإشكاليات قد تصل حد العنف، وستضعف إمكانيات فتح وفعلها على الساحة الفلسطينية".

وشدد على أن عقد المؤتمر جاء لإعادة انتخاب الرئيس عباس قائدا لفتح، ليرسل رسالة للدول العربية أنه هو القائد الوحيد، ويدفع تيار دحلان والمختلفين معه إلى الانشقاق عن الحركة.

وتوقع الشريف أن ينتج اقصاء وتفرد عباس حالة انقسام على الساحة تأسس لعمل كتلة واحدة من النواب والفصائل يكون مركز عملها قطاع غزة، بشكل يعيد بناء منظمة التحرير والنظام الفلسطيني بمشاركة الخارج.

واعتبر أن مصطلح المقاومة الذكية الذي قررت فتح الاعتماد عليها في برنامجها الوطني، تغيير للمصطلحات، وتحايل؛ للهروب من المقاومة الحقيقية للاحتلال "الإسرائيلي".

وعلى خلاف سابقيه، فإن سمير رشيد عضو الهيئة الإقليمية في حركة فتح، رأى أن مخرجات المؤتمر السابع ستقود إلى مزيد من الوحدة الفتحاوية ولملمة الصف، معتبرا صراع الترشح داخل المؤتمر طبيعي وتنافس شريف، منوها في الوقت نفسه بأنه لا يوجد أي قيود على أي شخص للترشح لعضوية اللجنة المركزية أو المجلس الثوري.

رشيد: مخرجات المؤتمر السابع ستكون مزيدًا من الوحدة الفتحاوية ولملمة الصف

وأوضح رشيد أن المؤتمر سيناقش حل الانقسام الفلسطيني وتداعيات السلطة بعد 22 عاما، إضافة إلي بحث موضوع تيار دحلان في فتح، وإنهاء الخلاف بينهما.

وبين أن وجود التيارات داخل أي حركة هو شيء طبيعي، مشددا على "ديمقراطية حركته التامة، التي لم تفصل أي عنصر بسبب أي خلاف".

وتابع " المؤتمر يميزه الوجود الشبابي، وضخ دماء جديدة، ونحن لا نستطيع أن نستغني عن الاخوة في حركة فتح واللجنة المركزية والمجلس الثوري، ولدينا فكر تكاملي للقيادة".

وأكد أن المؤتمر سيفرز رؤية جديدة لحل الانقسام الفلسطيني، مشيرا إلى أنهم غير معنيين بوجود تيارات في حركته "التي أسست لتحرير فلسطين".

وردا على سؤال حول إقصاء فتح عددا من القيادات ومنعهم من المشاركة في المؤتمر، قال رشيد إن "هناك معايير فتحاوية خاصة لمن سمح له بالمشاركة، والباب مفتوح للجميع في الترشيح والطعونات".

اخبار ذات صلة