قائمة الموقع

بالمؤتمر السابع.. عباس يشرعن نفوذه وحربه ضد المتجنحين

2016-12-01T17:04:06+02:00
رئيس السلطة محمود عباس
غزة-لميس الهمص

استخدم رئيس السلطة محمود عباس مؤتمر فتح السابع لتـأكيد شرعيته ونفوذه في الحركة، لذا كان المؤتمر انتخابيًا بامتياز، وتصفية حسابات شخصية بينه والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان وآخرين ممن اعتبرهم عباس قد تمردوا عليه وشكلوا "تجنحاً" داخل الحركة.

مجددا، وفي أولى خطوات المؤتمر السابع المنعقد في رام الله، انتخب أعضاء المؤتمر الرئيس محمود عباس رئيسا لحركة فتح بالإجماع.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، إن اللجنة المركزية أوصت بالإجماع ترشيح عباس رئيسا لحركة فتح، مضيفًا "الرئيس أُعطي الثقة المبدئية، بصفته الأمل والمؤسس، وهو الرجل الذي صدحت كثير من الأشياء الموبوءة ضده، قبل وبعد الإعداد للمؤتمر".

المؤتمر، وفق مراقبين، سيعزز من الخلافات داخل فتح، كونه وبانتخاب أبو مازن سيشرعن كل الإجراءات السابقة التي اتخذت ضد قيادات فتحاوية سابقة، كما أن فتح ستعيش بنفس المسار السياسي ونفس العقلية، ولن يتغير شيء في أوضاعها بعد المؤتمر.

ويعتبر الكاتب الدكتور غازي حمد، أن ابو مازن مصمم ان يقود فتح في الممر (الاجباري)، حتى لو كان صادما لكثير من أبناء فتح وقياداتها، لافتا -في مقال له- إلى أن رئيس السلطة يريد من خلال المؤتمر السابع تأكيد شرعيته ونفوذه، وانتاج (طبعة جديدة) للحركة، واغلاق الباب امام عودة دحلان، ثم اغلاقه (بالترباس) امام الرباعية العربية.

فيما يرى المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم أن عباس يدير معركته مع دحلان بـ "جنون"، لذا هو متخبط ومشتت الذهن.

وبيّن قاسم أن عباس أراد عقد المؤتمر السابع في هذا الوقت من أجل أن يظهر أمام الدول العربية مثل مصر والأردن التي تدفع باتجاه مصالحة بين عباس ودحلان، أن الحركة هي التي ترفض هذه المصالحة وليس هو شخصياً.

ورأى أن البرنامج السياسي لفتح سيستمر بنفس الطريقة الحالية، ولكن من الممكن أن تشتد حالة الصراع الداخلي الفتحاوي.

ويرى مراقبون أن المؤتمر جاء لرسم خطوط سياسية يريدها عباس شخصيا، وليس لمصلحة فتح، وهذا يصب في إطار العمل الفردي الذي ينتهجه أبو مازن في التحكم بكل مؤسسات الحركة وبمنظمة التحرير وبمؤسسة الرئاسة وغيرها.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن السيناريو الأقرب لما بعد المؤتمر هو بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، بمعنى أن أبو مازن سيبقى يناور في ملفات عدة دون أن يقدم أي تنازل لأي طرف داخلي على مستوى المصالحة مع حماس او دحلان أو خارجي على مستوى عملية السلام.

وقال الدجني في مقال له: "قد تبرز المقاومة الذكية التي تحدث عنها عضو مركزية فتح محمد شتية ضمن هذا السيناريو الذي يهدف لكسب مزيد من الوقت، يتم خلالها سد الثغرات وملء الشواغر في كل المناصب السيادية داخل السلطة ومنظمة التحرير وفتح".

ويعتقد أن حركة "فتح" تعاني من عدة أمراض، فإما أن يكون المؤتمر السابع هو البلسم الذي تتعافى بعده وتعود لريادتها ومكانتها في المعادلة السياسية، وهذا لن يتم طالما بقيت بعيدة عن تبني وتطبيق مبدأ الكفاح المسلح، أو أن يكون المؤتمر الذي يعقد مصادفةً في ذكرى قرار التقسيم، سببا في المزيد من تقسيم فتح، فتدخل الحركة في غيبوبة أو موت سريري نتيجة هذا الانقسام.

اخبار ذات صلة