قائمة الموقع

انتخابات فتح.. ولاء لعباس وتغييب للشباب والمرأة وغزة

2016-12-06T06:40:46+02:00
انتخابات حركة فتح
غزة – محمود هنية

كشفت النتائج الأولية لانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح، عن احتفاظ 13 عضوا في مركزية فتح السابقة بمقاعدهم، فيما فقد أربعة آخرون مقاعدهم، وحلت مكانهم شخصيات أخرى أثار وجودها جدلا حول طبيعة الدور المناط بها في المرحلة المقبلة، تحديدا أبو ماهر حلس.

واظهرت النتائج شبه غياب لدور المرأة، إذ يحدد النظام الداخلي لحركة فتح كوتة 20% للمرأة، بينما كانت المرأة الوحيدة الفائزة في انتخابات اللجنة المركزية دلال سلامة، لتضاف الى تهميش دور الشباب في المركزية، فأصغر الأعضاء سنًا لا يقل عن ستين عامًا.

وتشير النتائج إلى تصدر جبريل الرجوب الخصم السياسي الأبرز لمحمد دحلان والمقرب من محمود عباس، في انتخابات المركزية، يليه حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في حكومة رامي الحمد الله، ثم توفيق الطيراوي الذي شهد خلافًا حادا مع الرجوب على وقع اتهام الأخير بالإيعاز لزياد هب الريح رئيس جهاز الامن الوقائي لإرسال رسائل تنادي بانتخاب قائمة الرجوب والتحذير من انتخاب الطيراوي وقائمته.

وتصاعدت وتيرة الخلاف بين المتنافسين على مركزية فتح، اثناء جولة الانتخابات، وصلت حد دعوة أبو مازن ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات، للعمل على وقف هذه المهزلة.

المفاجأة كانت في عزوف ماجد فرج عن الترشح لمركزية فتح مرة أخرى، وخروجه من سباق الانتخابات، وهو ما شكل مفاجأة للمراقبين، خاصة أن اسمه تردد كخليفة محتمل لرئيس السلطة.

واطاحت الانتخابات بـآمال حمد وأحمد قريع وصخر بسيسو وسلطان أبو العنين.

 يذكر أن قريع كان الحليف السياسي الأقرب لعباس، قبل الخلاف معه على قضايا متعلقة بفصل دحلان، وأخرى ارتبطت بالخلاف على البرنامج السياسي، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لـ"الرسالة نت".

وتبيّن النتائج تراجعا كبيرا في شعبية أعضاء من المركزية في مقدمتهم نبيل شعث وعزام الأحمد الذي حصل على 12 صوتا فقط في صندوق غزة، بينما تصدر الحاج إسماعيل جبر نتائج انتخابات غزة.

الشخصية الأكثر جدلا في مركزية فتح، كان احمد حلس، الذي يعتبر من اهم قادة فتح في غزة، وشهدت علاقته بعباس فتورًا خلال الفترة الماضية، قبل أن يتواصل معه مجددا في محاولة للاستعانة به ضد غريمه السياسي في غزة محمد دحلان.

الدكتورة عبير ثابت القيادية في حركة فتح، أكدّت أن القائمة التي فازت هي قائمة الرئيس أبو مازن، وغالبية معارضيه الذين سمح لهم بالمشاركة لم يحالفهم الحظ، من أمثال سلطان أبو العنين وصخر بسيسو.

وأوضحت أن 70% من الفائزين بعضوية المركزية هم أعضاء في المركزية السابقة، لافتة الى غياب أعضاء من غزة، حيث أن الخمسة الفائزين المحسوبين على غزة أربعة سيمكثون في الضفة يديرون أوضاع القطاع عبر الهاتف، أما القيادي الفعلي الذي سيصل غزة فهو أبو ماهر حلس.

وقالت "إن النتائج اضعفت فتح غزة أكثر مما هي ضعيفة، وواضح ان هناك عملية اقصاء متعمدة للقطاع".

وتستبعد ثابت أن تحدث نتائج الانتخابات أي تغيير في ضوء غياب البرنامج السياسي، ومحاولة البعض استبعاد مصطلح العاصفة، من البرنامج السياسي وتحويل التنظيم الى حزب سياسي.

ورأت أن ما حدث هو عملية تدوير فقط للشخصيات المنسجمة مع رؤية وقرار الرئيس، مشيرة الى ان اختيار فاروق القدومي وأبو ماهر غنيم وسليم الزعنون أعضاء شرف في المركزية هي عملية اقصاء "بطريقة تحفظ ماء الوجه"، وذلك لأن عضو الشرف لا يملك التصويت او الاعتراض.

أمّا النائب عن فتح محمد حجازي، فقال إن أعضاء مركزية فتح الذين احتفظوا بمواقعهم "اجروا تنسيقات مع المؤتمرين، فأعيد انتخابهم"، في إشارة الى مصطلح "الكولسة"، الذي يحدث خلف كواليس المؤتمر.

وقال حجازي لـ"الرسالة" إن عملية التغيير لا تأتي من خلال الوجوه الجديدة، وانما من خلال مبادئ أساسية وبرامج سياسة!

من جهته، قال الكاتب الفتحاوي هشام ساق الله، إن الخاسر الأكبر من هذه الانتخابات هو قطاع غزه فلا يوجد الا مقيم واحد من الفائزين هو احمد حلس وهو من سيشكل القيادة العامة في غزة.

وقال إن الفائزين في عضوية فتح من غزة باستثناء حلس، لا يأتون اليها الا زيارة، ويتعاملون معها بشكل رسمي، ولا يجرؤ احد منهم على المطالبة بتصحيح الأوضاع الظالمة في غزة!.

وأوضح ساق الله أن محمد دحلان هو ايضًا فائز من وراء هذه الانتخابات، لأنه راهن على استمرار أدوات اللجنة المركزية السابقة، وعدم وجود قيادات جديدة، مشيرا الى ان " الفائزين من نفس الخط والتيار والتوجه".

واعتبر أن اختيار حلس في عضوية المركزية، يعني أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صدام مع دحلان وجماعته في غزة، والاستمرار في محاربتهم واقصائهم، وبناء تنظيم فتح مستقبليا على هذا النهج.

اخبار ذات صلة