أكدّ ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران ناصر أبو شريف، أن الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية أعمق من الخلاف بين حركتي حماس وفتح، مضيفاً أنه "انقسام بين برنامجين سياسيين أحدهما يمثل برنامج المقاومة، والآخر التسوية التي أضاعت القضية الفلسطينية"، منتقداً في سياق آخر غياب الدعم والاحتضان الداخلي والإقليمي لانتفاضة القدس.
ووصف أبو شريف، المؤتمر السابع لحركة فتح بأنه "انجاز بسيط لرئيس السلطة محمود عباس"، مستدركاً بالقول: "بينما الخاسر الأكبر سوف تكون منه حركة فتح والقضية الفلسطينية"، واصفًا برنامج عباس السياسي بـ "المفلس".
وقال أبو شريف في حديث خاص بـ "الرسالة نت": "إن رئيس عباس كان بإمكانه بعد إفلاسه الشديد على صعيد برنامجه السياسي أن يطرح برنامجًا آخر، لكنه أصر الإبقاء على برنامج هزلي ينتقص من دور القضية، ويرفض أن يترك الشعب يحدد خياراته لإصلاح مسارها".
وأضاف " عباس أقر في خطابه يوم ذكرى وفاة عرفات، بإفلاس برنامجه السياسي، وانهيار المسيرة السلمية، وهو مناقض تماماً لخطابه في مؤتمر فتح السابع"، وزاد قائلاً: "إن برنامج عباس بعد 25 سنة من تنظيره وهندسته لمشروعه البائس والمناقض لمطالب الشعب الفلسطيني، أفلس ولم يحقق أي انجاز، وتمثل في هرولة السلطة اتجاه "إسرائيل"، دون صالح القضية الفلسطينية".
ونبه إلى أن فتح عندما انطلقت كان تهدف لتحرير أراضي الـ 48، وليس من أجل انجاز على مقاس عباس، معتبرًا أن حل الدولتين أصبح جزءا من الماضي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية ضد كل ما يتعلق بالفلسطينيين.
وفيما يتعلق برغبة عباس عقد المجلس الوطني نهاية العام، شدد أبو شريف على أن شرعية الأخير وبقية مؤسسات السلطة منتهية الصلاحية، معتبرا أن عباس أخذ شرعية من القمة العربية والرباعية العربية التي أصبحت لا تريده، و"أصبح فاقدًا لهذه الشرعية".
ورأى أبو شريف أن هدف دعوة عباس "محاولة البحث عن شرعيات وهمية لمواجهة خصومه سواء كانت الرباعية العربية أو شخصيات مدعومة من أطراف المنطقة"، مضيفًا " كل المؤسسات الفلسطينية بحاجة لإعادة بناء، ولا يجوز البحث عن مجلس وطني منتهي الصلاحية".
واعتبر أن زيارة عباس لتركيا وقطر قبل عدة أسابيع جاءت في سياق مجابهة الرباعية العربية، وليست في إطار اختراق في مجال المصالحة، مبيناً أن عباس " أخذ ملف الانتخابات من عملية المصالحة، وترك بقية القضايا الأخرى في ملف المصالحة التي توافقت عليها الفصائل عامي 2005 و2011م".
وتابع " عباس لا يريد إلا شرعية لنفسه فقط، ولا تعنيه بقية الملفات"، داعيا إياه للبدء في ترتيب البيت الفلسطيني بدل البحث عن شرعيات مزعومة، موضحاً أن إعادة تأسيس المجلس الوطني بما يضمن تمثيل كافة مكونات الشعب الفلسطيني يحتاج إلى عمل جبار وقوي خاصة مع القوى الأساسية الفاعلة على الأرض، وعدم الاكتفاء بأحزاب لم يعد لبعضها أثر سياسي.
وحذر من أن انعقاد المجلس الوطني بعيداً عن مشاركة حماس والجهاد وممثلين الشعب الفلسطيني في الخارج، وفي ظل الانقسام الفتحاوي الراهن، من شأنه أن يحقق مصلحة آنية لعباس لكن لا تخدم في أي حال القضية الفلسطينية.
العلاقة مع مصر
وعرّج ممثل الجهاد في طهران، على العلاقة مع مصر، مؤكدًا أن الدور التاريخي للقاهرة تجاه القضية الفلسطينية، يستدعي منها تدخلا لإنهاء أزمات غزة، خاصة وأنها تشكل عمقًا للأمن القومي لمصر، ومضى يقول: "مؤخرًا تغيرت رؤية القاهرة، وهي بصدد دعوة حماس لحل الأزمات السياسية والاقتصادية"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية أن يكون هناك دور استراتيجي مصري قائم على أساس إيجاد حلول للقضايا السياسية والاقتصادية وعدم حصر الأمور فقط بالقضايا الحياتية.
وأضاف أبو شريف " برنامج مصر والدول العربية من ثوابت القضية غير واضح، بل ان هناك أطراف تهرول لإقامة علاقة مع إسرائيل"، متابعًا " التنسيق الهائل مع الكيان العبري غير مبرر وغير مفهوم"، مشدداً على ضرورة أن تتبنى الدول العربية جميعا قرارا قائما على أساس دعم ثوابت القضية.
وأخيرًا فيما يتعلق بعلاقة فصائل المقاومة مع أطراف المنطقة، أوضح أبو شريف، أن معيار مواجهة الكيان الإسرائيلي هو ما يحدد مسافة القرب أو البعد عن القضية الفلسطينية. وأضاف "من يقف معنا في مواجهة إسرائيل هو أقرب لنا، ولسنا بصدد معاداة أحد".