فتح على مفترق طرق خطير وهام، وأعتقد أن نجاح المؤتمر السابع سيعتبر إقصاء لتيار دحلان وتفرد الرئيس عباس بالسلطة والحركة، وأن قيادات جديدة تسيطر على تفاصيل المشهد في الضفة الغربية، وربما تدشن مرحلة فتحاوية يعزز فيها الأمن على حساب الثورة، وفيه تتآكل القيادات التاريخية للحركة، والبدء بسيطرة رؤوس المال وأجهزة الأمن على القرار، وسنشهد شكلا جديدا من أشكال إدارة حركة فتح والسلطة في الضفة.
أخذت حماس بحضورها المؤتمر السابع أكثر مما سلب منها، والوطن المستفيد الأول والأخير، وحضور قيادات في الحركة ليس انحيازا لطرف ضد آخر، ففي حال نجح دحلان بعقد مؤتمر فتحاوي وطني وتم دعوة حماس فلن تتردد باعتقادي في الحضور، فالعلاقات الوطنية دوما تضيف للحالة الوطنية العامة والخاصة أيضا.
طالما الرئيس محمود عباس رئيس السلطة وفتح والمنظمة فحماس ستلتزم بالتعامل معه والتحاور والاجتهاد للوصول لمصالحة حقيقية، باعتقادي يمكن التقاط بعض الإشارات الايجابية من خطابه الطويل والذي كان خطاب انتصار واضح المعالم، وظهرت نشوة الظفر بطريقة عباس وحركات جسده ومبالغاته في المزاح والهزار.
بإقرار الرئيس عباس ما حدث في 14-6-2007 ليس انقلابا وهذا اقرار ايجابي، وخطوة جيدة للبناء عليها وهذا يعني ان كل الاجراء الذي أنتج ذلك شرعيا وبناء، ويمكن تعزيز المصالحة على هذا المفهوم.
ما زال في يد النائب دحلان أوراق قوة، لكنها تتقلص يوما بعد يوم، خصوصا ان الاستقرار في الضفة يتعزز وان صحة الرئيس جيدة وامساكه بزمام الامور محكم وترتيبه للبيت الفتحاوي يمشي على قدم وساق.
سيخطئ دحلان كثيرا لو لمز وهاجم حماس عبر تصريحاته الشخصية او المواقع الاعلامية والمقربين منه، ولن يفيده ذلك بل سيعود عليه بنتائج عكسية، وأنصحه اليوم بالإبقاء على محاولات تلطيف الاجواء مع الحركة، خصوصا أن ساحة غزة هي كلمة السر في المعادلة الفتحاوية بشكل خاص والفلسطينية بشكل عام.
لن يكون سهلا على النائب محمد دحلان عقد أي مؤتمر مواز للمؤتمر السابع، ويبدو أن الرئيس عباس نجح وبجدارة في تسجيل نقاط كثيرة لصالحه على حساب معارضيه وخصومه، وأي مؤتمر سيعقده دحلان لن يمثل بديلا او منافسا أمام ما خطه ابو مازن في مؤتمر فتح السابع، ويبدو أن هناك إفرازات ونتائج ستترسخ لمرحلة قادمة.
أعتقد أن دحلان لن يكون أمامه إلا ثلاثة خيارات الأول الانتظار حتى إبعاد عباس بأي طريقة ليحاول العودة للحركة، أو عقد مؤتمرا موازيا والخروج بلجنة مركزية مدعومة عربيا للمشاكسة.
او الذهاب لتأسيس حزب وحركة جديدة وهذا الاحتمال الأضعف، فدحلان أذكى من أن يتخلى عن تاريخ واسم وشرعية فتح خصوصا أنه يفتقد لقاعدة صلبة إن كان في غزة أو الضفة.