دائما ما يشهد دوريا الدرجة الممتازة والمحترفين الفلسطيني، ظهور لاعبين مميزين تسطع أسماؤهم في سماء البطولة، بل ويخطفون الأضواء من نجوم كبار لهم باع كبير في المسابقة ودوليين مع المنتخبات الوطنية.
ولكن هذا الموسم، تمر المسابقتان بمشاكل جمة، أبرزها التراجع الكبير في المستوى الفني، مما وضع علامات استفهام عديدة لدى الشارع الرياضي.
وإذا تطرقنا للأسباب الرئيسية وراء هذا الهبوط الحاد في المستوى الفني، فإنها كثيرة ولا حصر لها ومن شأنها أن تضر بمصلحة المنتخب الذي يعوّل كثيرا على اللاعبين المحليين في الاستحقاقات التي يشارك فيها.
غياب الرقابة
إن من أهم أسباب ومشكلات التراجع الفني لدى اللاعبين وخاصة من هم محط أنظار الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية، غياب الرقابة على النجوم, خاصة فيما يتعلق بالتهميش الذي تعيشه غزة من مسألة انضمام النجوم لـ"الفدائي".
ولعل ذلك أثّر سلبا على المميزين, إذ باتوا يفكرون في إشباع رغباتهم بعيدا عن مصلحتهم كلاعبي كرة قدم، وذلك من خلال بعض التصرفات كالسهر والتدخين، والسلوكيات غير الصحية نظير عدم الاهتمام بالتغذية.
عدم الانضباط
من أهم ما يميز اللاعبين المحترفين والهواة، سلوكياتهم داخل وخارج الملعب، فهناك كم كبير منهم لديه تصرفات لا تؤهله لأن يكون محترفا، وهذا يؤثر كثيرا على شخصيته, لاسيما إذا كان يملك موهبة تبشر بمستقبل واعد.
كذلك بات غياب الانضباط سمة أغلبهم, إذ يوجد نوعية لاعبين لا يلتزمون بالتدريبات بشكل يسمح لهم خوض المباريات بكامل لياقتهم البدنية، وهذه مشكلة لا يوجد لها حل، لتعدد اللاعبين الذين لا يعوّلون على التدريبات الجماعية بقدر ما يكون تركيزهم في المباريات فقط، وهذه من أهم وأخطر الأسباب التي أدت للهبوط الحاد في المستوى.
مرضى النجومية
هي من المشكلات الأخرى التي تضاف للأسباب الرئيسية، فاللاعب يرى نفسه أصبح نجما، فتتغير تصرفاته وسلوكياته من جميع النواحي، سواء التعامل مع زملائه على أرض الملعب أو خارجه وكذلك خلال التمارين الجماعية، لشعوره أنه أصبح لامعا ولا يمكن المساس به، لهذا يطلق على هذه الفئة "مرضى النجومية"، فلا يفكر اللاعب في نفسه وكيفية تطوير مستواه للأفضل، أكثر من انشغاله المحدود بأنه أصبح حديث الشارع والإعلام.
المنتخب المتضرر الوحيد
وإذا أجملنا كل هذه المشكلات، فإن المتضرر الوحيد ليس اللاعب ولا النادي فحسب، بل المنتخب، فما نلاحظه هذا الموسم أن أبرز اللاعبين الذين ينضمون لـ"الفدائي" يقدمون مستوى دون المتوسط وهذا يعود للظهور غير المقنع الذي يقدمه مع ناديه، فالنجم المميز والدولي أمامه مسؤولية وطنية يجب أن يكون "أمينا" عليها، حتى لا يضع المنتخب "الوطني" في حرج شديد, وهذا ما رأيناه في تراجع ترتيبه للمركز 133 عالميا.