قائمة الموقع

أنفاق حماس أرهقت (إسرائيل) عسكريا وأفقدت المجتمع الثقة بجيشه

2016-12-13T10:04:42+02:00
أنفاق حماس
الرسالة نت- مها شهوان

دأبت حركة حماس منذ انطلاقتها على تطوير أسلحتها القتالية المستخدمة في مقاومة الإسرائيليين، فبدأت بالحجر حتى وصلت إلى الصاروخ ومع كل مرحلة جديدة يكون شكل المواجهة مختلفا.

وفي السنوات الأخيرة، تميزت "حماس" بسلاح الأنفاق الذي شكل فارقة نوعية من عمر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فنقلت معسكرات المقاومين ومخازن الاسلحة تحت الأرض مما جعل ملاحقتهم أمرا صعبا على (إسرائيل)، الامر الذي فرض على الأخيرة البحث عن سبل للقضاء على السلاح الجديد إلا أنها فشلت رغم محاولاتها العديدة.

 حاولت (إسرائيل) السيطرة على الأنفاق التي تمكن من خلالها المقاومون من شن عمليات فدائية مميزة كخطف الجندي "هدار جولدن"، وعملية ناحل العوز وأبو مطيبق.

اعتماد حركة "حماس" على سلاح الأنفاق في المواجهة، أرهق "الإسرائيليين ماديا وعسكريا حيث أنشأت وحدة "يهلوم" المتخصصة في حروب الأنفاق، فهي تواصل استعداداتها لخوض أي مواجهة على حدود قطاع غزة، وقررت قيادة الجيش مضاعفة عدد أفراد الوحدة من أربعمئة مقاتل إلى تسعمئة متخصص في العمليات الهندسية القتالية.

مختصون عسكريون اكدوا "للرسالة" في أحاديث منفصلة أن سلاح الأنفاق فرض استراتيجية جديدة على الاحتلال الاسرائيلي "في التعامل مع عناصر المقاومة لما حققوه من عمليات نوعية في المعارك الأخيرة، عدا عن أن تلك الأنفاق أفقدت (الإسرائيليين) ثقتهم بجيشهم الذي يعتبرونه ذراعهم في الحماية من أي معركة مقبلة.

زعزعة العلاقة

وفرض سلاح الأنفاق على (إسرائيل) عناوين متعددة سواء في الجانب العسكري واعادة تنظيم القدرات العسكرية أو في العنوان المدني للمناعة الداخلية.

ويتحدث أمين حطيط الخبير العسكري من لبنان "للرسالة"، حول الدور الذي لعبته حركة حماس في سلاح المقاومة، وتأثيره على (الإسرائيليين)، فيقول: "استطاعت المقاومة في غزة امتلاك القدرات العسكرية الميدانية التي فرضت ايقاعها مع مواجهة العدو، وفرضت على (إسرائيل) إعادة النظر في استراتيجيتها في العدوان على غزة وأخذ أكثر من تدبير للحيطة والحذر، بما عرقل سلوكها".

اعتماد حركة "حماس" على سلاح الأنفاق في المواجهة، أرهق "الإسرائيليين ماديا وعسكريا حيث أنشأت وحدة "يهلوم" المتخصصة في حروب الأنفاق، فهي تواصل استعداداتها لخوض أي مواجهة على حدود قطاع غزة

وأضاف:" فيما يتعلق بالقدرات العسكرية والرسائل الدفاعية تبدو الأنفاق احدى الوسائل الرئيسية التي اعتمدتها المقاومة وأمنت لها مفاهيم هامة لتحصيل المنافسة الدفاعية"، موضحا أن الأنفاق حدت من ملاحقة الطيران الاسرائيلي لخلايا المقاومة وعناصرها، بعدما كانت تسيطر (إسرائيل) على أجواء القطاع سواء في المراقبة أو التصدي للمقاومين بإطلاق النار.

وأكد حطيط أن اللجوء إلى سلاح الانفاق أدى إلى تغيير المعادلة في مواجهة الاحتلال، وذلك حينما تخفت الوحدات المقاومة داخل الانفاق وعطلت فاعلية الطيران الاسرائيلي، لافتا إلى أنها استخدمت من اجل المفاجأة مما أدى إلى إيقاع الخسائر الكبرى للعدو الاسرائيلي سواء ماديا او معنويا كعملية خطف الجندي "هدار جولدن".

المكاسب التي حققها عناصر المقاومة من سلاح الأنفاق كعمليات خطف الجنود أو مواجهة العدو من نقطة صفر، أربك الاحتلال وجعله يمتنع عن المجازفة في حرب برية خشية انفجار الأرض تحته.

وهنا يعقب الخبير العسكري حطيط، بالقول:" الجنود (الإسرائيليون) يعلمون أن غزة باتت شبه مأهولة تحت الارض من قبل المقاومين، لذا ألزمت القيادة العليا في (إسرائيل) بمعالجة الأمر بشكل تخصصي واستحدثت وحدة خاصة لمكافحة الأنفاق مما تطلب الكثير من الجهود والنفقات حتى يتم اعداد العناصر الذين يقومون بالعملية بما يتناسب مع مهامهم المطلوبة لتدمير الأنفاق".

وعن مدى تأثير الانفاق على الجبهة الاسرائيلية العسكرية، أكد أن الانفاق اقتحمت على الإسرائيليين عقيدتهم القتالية، واستعمال الانفاق والدخول إلى (إسرائيل) أحدث رعبا لدى المواطنين لديهم فباتوا يعيشون كابوس المقاوم الذي يخرج من تحت الأرض، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه زعزعة العلاقة ما بين الجيش الإسرائيلي وشعبه الذي ينظر إليه على أنه ذراعه القوي الذي يحميه.

عمليات نوعية

وبحسب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي آفي ديختر، فإن (إسرائيل) تبذل جهودا على كل المستويات حتى لا تصيبها مفاجأة من أنفاق حركة حماس، وذلك عبر التطوير التقني والموازنات المالية وطرق القتال وجمع المعلومات للنجاح في التعامل مع هذا التهديد الأمني.

وبعد انتهاء حرب 2014 وما شهدته من عمليات بطولية نفذت من خلال أنفاق المقاومة، قامت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتوظيف إمكانيات كبيرة في تطوير تكنولوجيات ضد الأنفاق، وتعهدت حينها الولايات المتحدة بتقديم مساعدة خاصة إلى (إسرائيل) بقيمة مئة وعشرين مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل التصدي للأنفاق التي تقيمها حركة حماس.

ويعقب رفيق أبو هاني الخبير العسكري، أن سلاح الأنفاق لعب دورا استراتيجيا في مواجهة الإسرائيليين الذين يعتمدون على سلاج الجو المتقدم وهو منظومة صاروخية الكترونية تستخدم جوا وأرضا، مما استدعي من المقاومة القيام بعمل تكتيكي عسكري بالميدان.

وأوضح أبو هاني أنه في الوقت الذي لا تمتلك فيه المقاومة مضادات الطيران الاستراتيجي والدبابات النوعية لمواجهة حرب العصابات التي تشنها (إسرائيل)، لجأت إلى سلاح الأنفاق بحيث لا يكون للطيران الحربي الاسرائيلي أي تأثير في اصطياد رجال المقاومة ليلا او نهارا عبر منظومتها الالكترونية.

وعن مدى تأثير سلاح الأنفاق في تحديد المواجهة المقبلة مع الاحتلال الاسرائيلي، يجيب:" المعارك الأخيرة أثبتت فاعلية سلاح الأنفاق فوقعت أكثر العمليات نوعية مثل، ناحل العوز وأبو مطيبق"، مضيفا: في حال وقوع أي معركة جديدة سيضطر الجنود الاسرائيليون للانسحاب إلى 4 كيلو مترات من غلاف غزة الذي يعد أحد مكونات صد الجبهة الداخلية وذلك ليتحاشوا تسلل رجال المقاومة عبر الانفاق".

وخلال المعارك الأخيرة أيقنت (إسرائيل) أن سلاحها الجوي الذي كانت تحقق عبره الانتصارات، أصبح لا يحقق لها شيئا، خاصة وأن الانفاق حيدت المواجهة، وعن ذلك يقول أبو هاني:" دوما تتباهي (إسرائيل) بسلاحها الجوي، الذي بات لا يحقق لها شيئا في اصطياد المقاومين وتحديد أماكنهم، مما اضطرها في المعركة الأخيرة للضغط عليهم عبر عقيدتها العسكرية التي تتمثل بمزيد من الدم وقتل المدنيين للضغط على المقاومين.

أول عملية فدائية نفذتها المقاومة في قطاع غزة باستخدام الأنفاق كانت حين فجّرت ما يعرف باسم موقع "ترميد" العسكري في رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر 2001؛ حيث قامت عناصر "القسام" آنذاك بحفر نفق طويل يصل إلى أسفل الموقع وتفجيره، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وجرح 30 آخرين، باعتراف جيش الاحتلال.

وعن دور سلاح الأنفاق في تحديد شكل المواجهة المقبلة، يرى الخبير العسكري أبو هاني، أن المقاومة وفق العلم العسكري ستطور من أدائها تجاه هذا السلاح كونه البوابة الوحيدة لمواجهة الآلة العسكرية، بالإضافة إلى أنها ستعمل على تعزيز استثمار النجاح الذي حققه هذا السلاح.

الانسحاب من قطاع غزة

ولا تعتبر تجربة الأنفاق خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي نفذت "كتائب القسام" منها عدة عمليات "إنزال خلف خطوط العدو"؛ هي التجربة الأولى فقد سبقتها تجربة الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية وهي حدود تجارية، وكذلك تجارب العمليات التي نفذتها "كتائب القسام" عامي 2004 و2006 في المواقع العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

كما أن أول عملية فدائية نفذتها المقاومة في قطاع غزة باستخدام الأنفاق كانت حين فجّرت ما يعرف باسم موقع "ترميد" العسكري في رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر 2001؛ حيث قامت عناصر "القسام" آنذاك بحفر نفق طويل يصل إلى أسفل الموقع وتفجيره، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وجرح 30 آخرين، باعتراف جيش الاحتلال.

وتلت هذه العملية سلسلة عمليات باستخدام الأنفاق قتل فيها عشرات الجنود الإسرائيليين، ما أجبر الاحتلال على التسريع في الانسحاب من قلب قطاع غزة.

وتعتبر "الوهم المتبدد" في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو من عام 2006 العملية الأكبر التي استخدمت المقاومة الفلسطينية فيها نفقا للوصول إلى الموقع العسكري في معبر "كرم أبو سالم" والتي تم خلالها خطف الجندي جلعاد شاليط الذي بقي في قبضة المقاومة لمدة خمس سنوات، قبل الإفراج عنه بموجب صفقة تبادل حرّرت أكثر من ألف أسير فلسطيني؛ شملت عددا من قادة الأسرى والقدامى وأصحاب الأحكام العالية.

ومن أبرز العمليات التي نفذتها "كتائب القسام" خلال الحرب الأخيرة على غزة ما عرف بعمليات "الإنزال خلف خطوط العدو"، والتي تمخّضت إحداها عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون وقتل 13 آخرين من زملائه شرق "حي التفاح" إلى الشرق من مدينة غزة، بالإضافة إلى أخرى أسفرت عن أسر الجندي هدار جولدن شرق رفح.

ومن ضمن عمليات "الإنزال خلف خطوط العدو عمليات: "موقع صوفا"، و"موقع أبو مطيبق"، و"موقع ناح العوز"، و"موقع 16"، إضافة إلى الكثير من عمليات الاستطلاع، وكذلك التصدي لقوات الاحتلال من هذه الأنفاق وإطلاق آلاف الصواريخ.

واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 74 جنديًا في صفوفه وإصابة المئات بجراح، نتيجة عمليات "الإنزال" والقصف الصاروخي.

 

اخبار ذات صلة