كلما حاولنا ان نشيح وجوهنا عن المجزرة، تطاردنا حلب بدمائها وأشلائها، تلاحقنا بأنقاضها وخرابها، وإذا حاولنا ان نغلق آذاننا أو ننشغل بمسابقة عرب ايدول، يتردد صدى صراخ الأطفال داخل رؤوسنا، وأنين الثكلى يؤرقنا، بينما تنتهك آهات المغتصبات رجولتنا، يكبلنا العجز... يستنزفنا القهر، وتحاصرنا السياسة، نبكي داخلنا ألم الأبرياء والعزل والمستضعفين، ثم نرتعد حين نتخيل صاعقة غضب تضربنا لصمتنا، او تصيبنا صيحة أرواح المعذبين في حلب، وقد يكتب التاريخ أننا انهزمنا في معركة الإنسانية.
مهما تكلمنا ومهما كتبنا فلن نصف حجم الوجع، فهل نرثي حلب أم نرثي حال العرب.