بقلم: الكاتب محمد أيوب
في قاعة المطار يحمل أحمد حقيبته على ظهره ، يجلس على أريكة بعيدا عن المسافرين، ينتظر دوره لختم جواز سفره للدخول إلى مدينة النجوم و الأضواء، من حين لآخر يتصفح الوجوه المبحلقة.
نها تنظر إليه نظرة استغراب واستهجان، حاول تفادي هذه النظرات الغريبة و عدم الاكتراث بها، يدير رأسه يمنة ويسرة ، ينظر إلى ساعته الصينية السوداء.
وبعد انتظار، جاء دوره، سلم جواز السفر لحارس الحدود، نظر إليه الحارس مليا تأمل لون سحنته القمحية الممزوجة بلون البن العربي الأصيل ، حرك عينيه الغائرتين القابعتين تحت نظارته البصرية الصغيرة ، حدق جيدا في الاسم و الصورة ، وفجأة أطلق صيحة مدوية وكأن صاعقة كهربائية نزلت على رأسه أو لسعة أفعى الكوبرا أفرغت سمها في عروقه، قال : انبطحوا جميعا على الأرض إن القنبلة التي يحملها هذا الرجل العربي ستنفجر بعد حين .
وفي غمرة الازدحام والضجيج وقف أحمد منبهرا مندهشا تفاجأ بغرابة المشهد واعتقد أنه مشهد من مشاهد الكاميرا الخفية التي اعتاد مشاهدتها على شاشات التلفزيون الأوربية، وبعدها تأكد أن المشهد كان حقيقياً.
التفت يمينا وشمالا رأى الناس يرتعشون من شدة الخوف و الرهبة، وكانت صفارات الإنذار عالية في المكان ، وفجأة طوقته فلول كبيرة من الجيش و الشرطة و الكلاب المدربة، سمع لأول مرة صوت زخات من الرصاص الطائش في الهواء، وأخبره القائد برمي المحفظة على الأرض وأن يسلم نفسه للشرطة دون مقاومة وإلا سيفرغ هذه الرصاصات المتبقية في صدره.
فك أحمد الحقيبة و أنزلها من فوق ظهره ووضعها على الأرض بيسر و تأن ، ثم تقدمت فرقة من المهندسين الأخصائيين في تفكيك المتفجرات ، جلس المهندس القرفصاء يلبس درعا واقيا ضد المتفجرات ، ثم فتح المحفظة وأخرج منها كتاب الأربعين النووية ومصحفا صغيرا ، وفي المساء سمع الناس في نشرة الأخبار خبرا عاجلا : لقد تم إحباط عملية تفجير طائرة على مدرج المطار و الجاني يحمل في محفظته كتابا لتعليم صناعة المتفجرات و القنابل النووية .