قائمة الموقع

سوريا والعراق.. ماما روسيا حيال العم سام.. من يقف وراءك هو المنتصر

2016-12-17T10:23:27+02:00
اليكس فيشمان
بقلم: اليكس فيشمان

 

عشية سقوط حلب في الجيش السوري، قتل في اثناء القتال في المدينة ضابط روسي، العقيد روسلان غليسكوي. وظاهرا لا يوجد سبب خاص للاشارة الى ذلك، رغم كونه كبير الضباط الروس الذين قتلوا في القتال في سوريا، ولكن موت غليسكوي يمثل الفجوة الواسعة بين مدى التدخل الروسي في القتال في حلب وبين مدى التدخل الامريكي في القتال في الموصل في العراق.

المراوحة في المكان في الموصل من جانب التحالف بقيادة الولايات المتحدة تؤكد عجز الامريكيين في مساعدة اصدقائهم في الشرق الاوسط. بينما في حلب عزز الروس صورتهم في المنطقة كمن يقفون وراء حلفائهم، حتى لو كانوا مجرد أدوات لهم، في الموصل وقف الامريكيون – مثلما يفعلون دوما – في وقت متأخر جدا ليفعلوا القليل جدا.

في البيان الروسي الرسمي يوصف غليسكوي كمن كان مسؤولا عن التخطيط والتنسيق العملياتي. عمليا، فقد ادار القتال في حلب (بل ووقف ايضا خلف حملة تحرير تدمر، التي اعاد داعش احتلالها الاسبوع الماضي). قبل احتلال الاحياء الشرقية لحلب، استخدم وحدات القناصة التي صفت عشرات القادة الميدانيين بين الثوار، وادار عمليا نحو الف مرتزق روسي يسمون “مجموعة فاغنر” – عملوا الى جانب رجال حزب الله في القتال في ارض مبنية. وكانت الوحدات السورية ليس أكثر من ورقة تين لوسائل الاعلام.

هيأ الامريكيون، باستثمار بالمليارات، ألوية امريكية لمكافحة الارهاب. حجم نحو عشر الاف مقاتل. ومنذ اقتحام الموصل قبل ثمانية أسابيع فقدت هذه القوات نحو الفي رجل. وحاليا يسيطر التحالف على 20 من اصل 124 حي في المدينة. بهذه الوتيرة وبالقدرات المتدنية التي تبديها القوات العراقية لتي دربها الامريكيون، فان الحديث يدور عن اسابيع طويلة اخرى من القتال المضرج بالدماء. وبالمناسبة، عن جودة التدريب الامريكي تعرفنا في 2007 في غزة. فقد درب الامريكيون في حينه 35 الفا من رجال السلطة الفلسطينية ممن اسموا بـ “قوات دايتون”. واستغرق رجال حماس المسلحين الـ 8 الاف ثلاثة ايام كي يطيروهم من المنطقة، بلا قتال تقريبا.

ينبغي أن يكون لهيئة الاركان الاسرائيلية اهتمام خاص في الدروس من الحرب في الموصل. يتبين ان الجيش العراقي يحتل أرضا في اليوم، وفي الليل يبرز من الانفاق رجال داعش فيذبحون جنوده. تقنيات القتال في الموصل مشتركة بين داعش، حزب الله وحماس أيضا – كل واحد مع ملاءماته الاقليمية. ولكن العقيدة مشابهة جدا. من يتوق لغزة، فلينظر الى دروس الموصل ولعل شهيته تنطفيء.

بالمقابل، فان الروس الذين سلحوا الجيش السوري وأجبروه على الدخول في القتال في حلب، لا يعتمدون عليه حقا كقوة حسم (وزير الدفاع الروسي شوغوي زار دمشق قبل الهجوم في حلب واجبر الاسد، الذي حاول التملص، على حشد الجهد العسكري). معظم النشاط العسكري يديره الروس من خلال رجال حزب الله والحرس الثوري الذين يقاتلون الى جانب قادة روس، وحدات مختارة روسية وجيش المرتزقة من “مجموعة فاغنر”.

كما أن روسيا لم تترك للاسد إدارة المعركة السياسية. فقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن حالات وقف النار وعن الاروقة الانسانية. في نهاية تشرين الاول نسق بوتين مباشرة مع اردوغان وروحاني الخطوة النهائية في حلب. وفي موسكو أيضا لا يثقون بالسوريين بان يعرفوا كيف يفرضوا النظام في المدينة ويدافعوا عن السنة من الشيعة. وعليه فقد قرروا ان ينقلوا الى حلب كتيبة واحدة على الاقل من الشيشان ليعملوا كـ “شرطة عسكرية” ويمنعوا صور المذابح مثل تلك التي رأيناها في الايام الاخيرة.

بعد حلب، أكمل الاسد الاحتلال الاكبر الذي يسمح له بان يدير ما يسمى “سوريا الصغرى”. ويمكنه الان ان يتفرغ لجبهة هضبة الجولان، ويجلب الايرانيين وحزب الله ليصطدموا بالثوار. واسرائيل ستقف امام اختبار غير بسيط: من هنا فلاحقا لم تعد مشاركا سلبيا في ما يجري في سوريا. فهل توجد بين اسرائيل وروسيا تفاهمات بالنسبة لهضبة الجولان ايضا؟ يبدو أن لا.

 

 

اخبار ذات صلة