ينتظر آلاف المحاصرين شرقي حلب -في الساحات وسط الصقيع-بدء تنفيذ اتفاق استكمال إجلائهم بالتزامن مع إجلاء آخرين من بلدات في ريفي إدلب ودمشق، في حين اتهمت المعارضة السورية المسلحة إيران والمليشيات بعرقلة الاتفاق الجديد.
ولا تزال قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له، تضع السواتر الترابية على معبر الراموسة جنوب غربي مدينة حلب، والذي يفترض أن تمر منه الدفعات الجديدة من المهجّرين باتجاه ريف حلب الغربي.
وأضافت مصادر إعلامية أنه لا توجد في معبر الراموسة أي من فرق الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر الدوليين، والتي يفترض أن تشرف على عمليات الإجلاء الجديدة المرتقبة.
وفي الوقت نفسه، وقالت الجزيرة إن كل المؤشرات تدل على أن الاتفاق الجديد لم يدخل حيز التنفيذ بعد، مشيرة إلى أنه لم يكشف أي طرف عن بنود الاتفاق الذي أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن التوصل إليه.
ويشمل الاتفاق استكمال إجلاء المحاصرين من شرقي حلب بالتزامن مع إجلاء مدنيين بينهم جرحى من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام السوري وتحاصرهما الفصائل المعارضة في ريف إدلب، وآخرين من بلدتي مضايا والزبداني اللتين يحاصرهما حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري في ريف دمشق الغربي.
وقد قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اللبناني إن نحو ثلاثين حافلة توجهت إلى الفوعة وكفريا لإجلاء عدد من المدنيين بينهم جرحى، بينما يريد حزب الله والمليشيات الموالية لإيران إجلاء نحو أربعة آلاف من البلدتين، وذكرت تقارير أن فصائل المعارضة وافقت على إجلاء أربعمئة فقط.
في الأثناء قال رئيس الجناح السياسي لحركة أحرار الشام منير السيال اليوم إن إيران ترهن استكمال عمليات الإجلاء من حلب بخروج أشخاص من الفوعة وكفريا بريف إدلب.
ونقلت رويترز عن السيال قوله إن "إيران وأدواتها الطائفية يستغلون الحالة الإنسانية للمحاصرين في حلب، ويمنعون خروجهم حتى يتم إجلاء مجموعاتهم من الفوعة وكفريا"، وأضاف أن روسيا "فشلت في ضبط المليشيات الطائفية في حلب لإتمام الاتفاق"، وحث موسكو على لالتزام بتعهداتها.
وفي وقت سابق اليوم أكد مسؤول التفاوض في المعارضة السورية المسلحة الفاروق أبو بكر في حلب، التوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا وإيران لاستكمال الإجلاء من حلب، مقابل إخراج دفعة من الموجودين في الفوعة وكفريا.
وأضاف أبو بكر -وهو قيادي في حركة أحرار الشام- في تصريح للجزيرة، أن المعارضة تطالب بوجود الأمم المتحدة كضمانة دولية أثناء تنفيذ الاتفاق.
وكانت المعارضة السورية اتهمت حزب الله ومليشيات أخرى موالية لإيران بتعطيل الدفعات التي كان مقررا أن تغادر شرقي حلب أمس، وبإطلاق النار على الحافلات مما أسفر عن مقتل خمسة على الأقل، ولاحقا وجهت الأمم المتحدة وواشنطن التهمة نفسها لحزب الله.
ولا يزال نحو أربعين ألفا -بينهم ثمانمئة جريح- في أحياء حلب المحاصرة، وهو الرقم نفسه الذي ذكرته الأمم المتحدة التي تقول إن من بين هؤلاء ما بين 1500 وخمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.
وقال الصليب الأحمر الدولي اليوم إن آلاف المحاصرين انتظروا الليلة الماضية وسط البرد القارس عند خطوط المواجهة شرقي حلب، أملا في إجلائهم.
ومنذ بدء تنفيذ الاتفاق الأصلي الخميس، تم اجلاء نحو 8500 شخص بينهم ثلاثة آلاف مقاتل من شرقي حلب. وقالت روسيا أمس إن عمليات الإجلاء "انتهت"، لكن مراسل الجزيرة قال إن الاتفاق الجديد باستكمال خروج المدنيين يدحض الادعاء الروسي.