معاناة القدس من المخططات الاستيطانية ومواصلة سرقة الأراضي وإقامة الثكنات الاستيطانية عليها لا تنتهي، حيث يواصل العدو الصهيوني اعتماد المئات من المخططات الاستيطانية، ويواصل تكثيف بناء الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة المحتلة.
ويعتبر الكيان أن البناء الاستيطاني في القدس من أولويات عمل الحكومة الصهيونية دون النظر إلى المطالبات بوقف الاستيطان أو بيانات الاستنكار والشجب الأممية، حيث توفر حكومة (نتنياهو) العنصرية الدعم والمساندة بهدف مواصلة بناء المستوطنات وتنفيذ مشاريع شرعنة البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مدن رئيسية في الكيان.
وقبل أيام كشفت المصادر الإعلامية في بلدية الاحتلال في القدس عن مخطط استيطاني تهويدي خطير يتضمن إقامة سلسلة من الأبنية والأبراج العالية على مداخل المدينة وعلى طول مسار القطار الخفيف في القدس، ومن شأنها أن تغير وجه المدينة المحتلة، فيما يستهدف المخطط وفقا للمصادر الإعلامية إقامة أبراج ذات الـ 36 طابقا على مداخل المدينة المختلفة، وبناء أبراج أخرى بارتفاع 30 طابقا على طول مسار القطار الخفيف، كما يستهدف البناء في الدفعة الأولى لهذه الأبراج لتغيير النمط العمراني لمدينة القدس المحتلة.
وأوضحت المصادر الإعلامية العبرية أن هناك ثلاثة مناطق أخرى سترتفع فيها الأبراج العالية إضافة لمناطق القطار الخفيف وهي مدخل القدس "الغربي" وستحمل هذه الأبراج اسم (بوابة المدينة) وهو مشروع تم وضع حجر أساسه قبل شهر ونصف تقريبا، فيما سيكون التجمع الثاني في قلب مدينة القدس على طول مسار القطار الخفيف الذي يمر وسط شارع يافا في القدس.
إن إعلان العدو الصهيوني بناء سلسلة من الأبراج العالية حول مدينة القدس يعد من أخطر المخططات التهويدية التي تستهدف تغير معالم القدس العمرانية وتغير المشهد التاريخي وآثار مدينة القدس، كما يؤثر ذلك على المخطط العمراني العام للقدس وذلك في إطار إصباغ الطابع الأوروبي اليهودي على مدينة القدس المحتلة.
إن الاستيطان يستشري في أرضنا المحتلة، ويتركز في القدس بهدف إحكام السيطرة (الإسرائيلية) الكاملة على المدينة، ومواصلة فرض الإجراءات التعسفية الصارمة على أهلنا في القدس، وهي ضمن إجراءات التهويد للمدينة المقدسة، حيث تواصل سلطات الاحتلال توزيع إخطارات هم لمنازل المقدسين بهدف تنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية.
لابد من العمل على تفعيل مواجهة المخططات الاستيطانية وتشكيل جبهة فلسطينية قوية لمواجهة هذه المخططات التي تأكل أرضنا الفلسطينية وتهدف إلى تحويلها إلى ثكنات استيطانية تقطع أوصال مدننا في الضفة والقدس.
إن الكيان الصهيوني يتفرد في بناء المستوطنات في القدس والضفة المحتلة، وما يشجعه على هذه المشاريع هو الضعف والهوان الذي تمر به أمتنا العربية وانشغالها بالحروب الداخلية عن مواجهة المخططات والجرائم الاستيطانية.
إن البيانات والتصريحات التي تصدر عن جامعة الدول العربية لم تعد ذات جدوى لمواجهة الغول الاستيطاني في القدس المحتلة، والمطلوب توفير كل الدعم والمساندة لأهلنا المرابطين في القدس من أجل تقوية صمودهم في وجه هذه الجرائم، ومن أجل مقاومة هذه المخططات التهويدية الهادفة لتهويد القدس والمسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل المزعوم.
من يزور القدس المحتلة والضفة اليوم يشاهد الواقع الأليم للاستيطان الصهيوني الذي يحيط بالقدس من كل جانب، ويشاهد التمدد الاستيطاني داخل المدن الفلسطينية ويدرك الخطورة الكبيرة لمواصلة بناء وتمويل البؤر الاستيطاني التي غيرت من معالم القدس ومدن الضفة المحتلة فضلا عن الحواجز (الإسرائيلية) المنتشرة في الكثير من المواقع الرئيسية في القدس والضفة.
إن مواصلة الكيان الصهيوني تنفيذ المخططات الاستيطانية يدق ناقوس الخطر خلال العام القادم 2017م في إحكام السيطرة الإسرائيلية الكاملة على القدس، وتنفيذ مخططات التقسيم المكاني والزماني للقدس، ونخشى أن تبدأ الجرافات الإسرائيلية بهدم أسوار القدس تحت حجج وذرائع واهية لتنفيذ المخططات التهويدية الماكرة.
إن حجم المخاطر الاستيطانية وتأثيرها على القدس كبير ويلقي علينا مسؤولية كبيرة في توحيد جهودنا الداخلية وتقوية صفوفنا وإنهاء خلافتنا من أجل الانطلاق بقوة في مواجهة المخططات الاستيطانية الصهيونية الماكرة ووقفها من التمدد أو التوسع وهي البداية لمشروع التحرير وإنهاء الاحتلال الصهيوني عن أرضنا.