قائد الطوفان قائد الطوفان

عقب اغتيال المهندس الزواري

جنود حماس العرب.. نقطة تحول على طريق إنهاء الاستفراد بالفلسطينيين

الشهيد محمد الزواري
الشهيد محمد الزواري

الرسالة نت- شيماء مرزوق

بقدر الصدمة التي حملتها عملية اغتيال القائد القسامي المهندس التونسي محمد الزواري الذي قتل الخميس في ولاية صفاقس على يد الموساد الإسرائيلي؛ إلا أنها أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بقوة، وجددت التأكيد على أنها قضية عربية إسلامية بامتياز، وليست حكراً على الفلسطينيين كما حاول المجتمع الدولي ودول الإقليم إلى تحويلها خلال السنوات الماضية.

محاولات سلخ القضية الفلسطينية من بعدها العربي تصدى لها الشهيد الزواري الذي لم تمنعه تلك الحدود من العمل كجندي في المقاومة الفلسطينية، وتسخير خبراته لخدمة مشروع التحرير الفلسطيني.

بيان كتائب القسام الذي تبنت فيه الشهيد وأعلنت انه أحد قادتها يحمل في طياته الكثير من الجرأة والوفاء لدماء قادتها من غير الفلسطينيين، ويعكس القيمة المعنوية العالية التي يمنحها الانضمام للمقاومة الفلسطينية والقسام للعرب، خاصة في بلاد المغرب وتونس تحديداً التي شهدت عمليات اغتيال وتصفيات عديدة لقادة فلسطينيين بارزين أهمهم القيادي في حركة فتح خليل الوزير (أبو جهاد) الذي اغتالته قوة إسرائيلية في نيسان/ أبريل عام 1988، وكذلك صلاح خلف (أبو إياد) في شهر كانون الثاني/ يناير 1991.

وقد أكدت القسام أن الزواري "هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الابابيل القسامية والتي كان لها دورها في حرب العام 2014" التي شنتها (إسرائيل) على قطاع غزة، حيث التحق قبل عشر سنوات بصفوف المقاومة الفلسطينية، وانضم لكتائب القسام وعمل في صفوفها أسوة بالكثيرين الذين أبلوا في ساحات المقاومة والفعل ضد العدو الصهيوني.

ورغم أن الاحتلال يحاول استعراض قوته ويده الطولى في الوصول لقادة المقاومة في كل مكان وتصفيتهم، في محاولة لاسترجاع هيبته أمام شعبه إلا انه فعلياً يضع نفسه أمام معضلة كبيرة، فإن كان سابقاً يحاول أن يلاحق القادة الفلسطينيين، فهو الآن يواجه جنودا وقادة عربا مجهولين ينضوون تحت لواء المقاومة الفلسطينية.

كما أن عملية الاغتيال ستفتح الباب أمام أصحاب الخبرات العسكرية والفنية للانضمام للمقاومة الفلسطينية التي أثبتت أنها ليست حكراً على الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شماله أن تفاخر جهاز الموساد الإسرائيلي بتصفية المهندس الزواري لا يرجع إلى الاستخفاف بالدول العربية والقانون الدولي، وإنما يرجع إلى شعوره بالضعف والعجز أمام تطور منظومة المقاومة الأمنية، لذلك سارع جهاز الموساد إلى إثبات حضوره، والكشف أمام المجتمع الإسرائيلي عن قدراته الخارقة بشكل ممجوج، لا يقل وقاحة عن إعلان الموساد عن تصفية الشهيد أبي جهاد على الأراضي التونسية نفسها قبل ثلاثين عاماً.

وأوضح في مقال له أنه إذا كان اكتشاف أمر المهندس المخترع قد شكل مصدر فخر للموساد، فإنه مصدر فخر واعتزاز لكل العرب، وذلك لعدة أسباب منها أن كتائب القسام لم تعد تخص الفلسطينيين وحدهم، وإنما صارت تخص كل شرفاء الأمة العربية، وهذا بحد ذاته يشكل نقطة إثارة مضيئة في الذاكرة العربية، التي تحتضن المقاومة، وتضحي في سبيلها بشكل لا يقل عن تضحية الشعب الفلسطيني.

واعتبر أن قدرات كتائب القسام القتالية المتطورة، والتي ستحمل المفاجآت للعدو الإسرائيلي في الحرب القادمة، هي إنتاج كفاءات الأمة العربية والإسلامية التي نذرت نفسها للمقاومة.

وقال أبو شماله أن على المقاومة الانفتاح على قدرات وطاقات الشعوب العربية التي أضحت تجد بالمقاومة الفلسطينية حضناً لها، يستوعب قدراتها وإبداعها، مؤكداً أن استشهاد الزواري سيشكل حافزاً ومنطلقاً لآلاف المهندسين العرب المبدعين الذين سيحرصون على التواصل مع كتائب القسام، لتقديم خدماتهم في كافة المجالات.

البث المباشر