رجح معلق إسرائيلي بارز أن يكون الموساد قد أقدم على اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، خوفا من تمكنه من تطوير "سلاح كاسر للتوازن الاستراتيجي"، ومنحه لحركة حماس.
وقال المعلق العسكري بن كاسبيت، إن الزواري عكف على تصميم غواصة يمكن تشغيلها عن بعد، وهو ما يمثل "تهديدا استراتيجيا" لإسرائيل ويمنح الحركة القدرة على إيذاء إسرائيل بشكل كبير.
وفي مقال نشره اليوم الخميس موقع "يسرائيل بالس"، نوه كاسبيت إلى أن الجناح العسكري لحركة حماس بإمكانه توظيف الغواصات التي يتم التحكم بها عن بعد، في مهاجمة حقول الغاز الإسرائيلية في عمق البحر الأبيض المتوسط، والتي تمثل ذخرا استراتيجيا وحسنت من مكانة إسرائيل الجيوستراتيجية.
وتوقع كاسبيت أن يكون الموساد قد حرص مسبقا على تعطيل كاميرات التصوير في ساحة الاغتيال، معتبرا أن هذه الخطوة تعد استخلاصا للعبر من عملية اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي عام ، عندما تم الكشف عن وجوه عناصر وحدة الاغتيال بمجرد أن وصلوا إلى مطار دبي وحتى وصولهم إلى داخل الفندق، إلى جانب رصد كل تحركاتهم هناك.
لم يستبعد كاسبيت أن تكون وحدة تقنية من الموساد قامت بتعطيل الكاميرات في ساحة الاغتيال أو على الأقل قامت بتضمينها أفلاما قديمة.
من ناحية ثانية، كان الصحافي جدعون ليفي، الوحيد الذي وجه انتقادات لاذعة لقيام إسرائيل باغتيال الزواري.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الخميس، تساءل ليفي: "ماذا كان سيحدث لو أن أحدا ما قام بتصفية مهندس من الصناعات العسكرية أو الجوية الإسرائيلية، كيف كانت إسرائيل سترد، كانت ستقول: أية دولة تلك التي تغتال أشخاصا يبعدون عن حدودها".
وأضاف: "لقد تعامل الجميع في إسرائيل مع اغتيال الزواري من منطلق الإعجاب والمباهاة".
ونوه ليفي إلى أن "الانشراح" بدا على وجوه الصحافيين والمعلقين الإسرائيليين الذين كانوا يعملون وفق الحدود التي تسمح بها الرقابة العسكرية، منوها إلى أنه على الرغم من قول المعلقين بأن أحدا لا يعرف من هو المسؤول عن الاغتيال، فإنهم في الوقت ذاته أعطوا كل المؤشرات على أن الموساد هو من يقف وراء العملية.