قائمة الموقع

المحرر الهندي: اعتقل في الأردن وسلمته السلطة للاحتلال

2016-12-22T18:02:27+02:00
الأسير الهندي
خانيونس-نور الدين الغلبان

 

عرس فلسطيني جديد يدخل بيت عائلة الهندي بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، عقب الإعلان عن الإفراج عن ابنها الأسير المحرر محمود مصطفى الهندي (39 عاماً).

زخات من الرصاص .. وأصوات زغاريد.. وقبلات وأحضان، هكذا استقبلت محافظة خانيونس ابنها المحرر، والذي قضى مدة تزيد عن العقد والنصف في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

ما أن جاء موعد استقبال ابنها الأسير الذى اعتقل قبل 17 عاماً في سجون الاحتلال، تزينت الحاجة أم محمود الهندي باللباس الفلسطيني المطرز، وبتاج الورد الموضوع على رأسها، في شوق ولهفة منتظرة قدوم ابنها محمولاً على أكتاف الرجال.

وتقول الوالدة أن أمنيتها في الحياة أن ترى ابنها عريساُ، متمنية أن ترى أحفادها من ابنها قبل أن تفارق الحياة.

ولم تنس الوالدة الساعات التي كانت تنتظرها وتعانيها من أجل السماح لها بزيارة ابنها داخل السجون، موضحة أن هذا اليوم من أسعد أيام حياتها.

ووصفت الوالدة السنوات التي قضاها ابنها محمود داخل السجون، بأنها سنوات حزن وشقاء وكآبة وتفكير، بسبب بُعد فلذة كبدها عنها طيلة هذه السنين.

وفي رسالتها للمقاومة الفلسطينية، تمنّت أن يتم خطف المزيد من الأسرى الصهاينة من أجل تبييض كافة السجون من الأسرى الأبطال الذين ضحوا بزهرات شبابهم داخلها.

وبدأ محمود مشواره النضالي في بداية التسعينات، ليبدأ مشوار المطاردة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية طعن في إحدى المستوطنات بخانيونس.

واعتقل الهندي في مطار الملكة عالية بالأردن عام 1999، ليتم تسليمه بعد تسع شهور إلى السلطة الفلسطينية، التي بدورها سلمته إلى الاحتلال، بتهمة إصابة مستوطن على شاطئ بحر خانيونس، إلى جانب تهمة تدريبات عسكرية.

"مشاعر الحرية لا تستطيع الكلمات ان تصفها، خصوصاً بعد رؤية الأهل والأحباب والأصدقاء"، بهده الكلمات بدأ الأسير المحرر الهندي حديثه لمراسل "الرسالة نت".

وقال:" الحرية لا تقدر بثمن ولا توصف بكلمات، ودائماً لأن هناك أسرى موجودون في سجون الاحتلال تبقى الحرية منقوصة، ويبقى الأسرى في انتظار وعد المقاومة لهم بتحريرهم وفك أسرهم عما قريب".

وتابع بكل ألم:"ما زال جزء كبير من روحي معلقاً داخل السجون، خاصة أنى وجدت رجال لم أرى مثلهم في حبهم لوطنهم وتكاثفهم وحملهم لهموم فلسطين".

وحول رسالة الأسرى للمقاومة:" الأسرى بحاجة أن يتم الإفراج عنهم بعزة وكرامة، وهذا لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق خطف المزيد من الجنود وبالقوة"، موضحاً ان ممارسات مصلحة السجون بعد صفقة وفاء الأحرار اشتدت سوءاً على الأسرى.

ويتابع:" تركت خلفي أسري عظام كبار لا زالوا في سجون الاحتلال ، آمالهم ما زالت معلقة بالمقاومة التي عبرت بشكل واضح وصريح، أن ما لدي كتائب القسام من الأسرى الجنود يكفي لتبييض السجون".

وكشجر الزيتون المتجذر في أعماق الأرض، يصف المحرر الهندي حال الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكداً أنهم بكل طوائفهم واحزابهم وتنظيماتهم، أملهم كبير بوعد المقاومة، وأنهم جميعاً لديهم حالة عشق وحب للمقاومة.

ونقل الهندي رسالة الأخوة الأسرى المرضى، موضحاً أنهم يعيشون في ظروف صحية صعبة وقاسية جداً، ويتألمون كل دقيقة في ظروف معيشية صعبة ويمارس بحقهم ابشع انواع الإهمال.

وأكد على أن ملف الأسرى المرضى بحاجة إلى اهتمام واسع وكبير من قبل المؤسسات الطبية والدولية، مطالباً بإرسال أطباء داخل السجون من أجل رعايتهم ومتابعة ملفهم الصحي.

وعند سؤاله عن الاجواء التي كانت داخل السجون عقب الإعلان عن أسر جنود صهاينة خلال حرب عام 2014م قال الهندي:" كانت اجواء احتفالية كبيرة، والسعادة لا توصف، خصوصاً أنك تلمس في مجتمع الأسري انه لا فرق بين الأحزاب والجميع ملتف حول المقاومة".

ووجه الهندي رسالة للشعب الفلسطيني قائلاً:" الأسرى هم امانة والتخلي عنهم خيانة، فكونوا مع أسراكم دائماُ وأبداً".

وعن الأيام الأخيرة بالسجن، قال:" واجهت ممارسات غير مسبوقة وخصوصاً في اليومين الأخيرين من الإفراج. وضعت الكلابشات في يدي طيلة اليومين، وخضعت لأكثر من تنقل داخل السجون, إلى أن وصلت إلى معبر إيرز".

ويتابع:" واجهت تأخير متعمد من قبل الاحتلال داخل معبر إيرز لم أعرف سببه، ولكن بحمد الله وصلت في النهاية إلى الساحة الخارجية للمعبر".

واعتبر الأسير المحرر أن من أصعب اللحظات التي يواجهها الأسرى داخل السجون، فقدانهم لأحد والديهم أو أقاربهم"، مشيراً إلى أن الحزن يخيم على جميع السجناء بشكل عام وليس على الشخص نفسه فقط.

ولفت الهندي إلى أنه لم يستطع النوم في الليلة الأولى التي قضاها في منزل العائلة، مرجعاً ذلك إلى حالة القلق والتوتر، إضافة إلى بعده عن إخوانه الأسرى الذين قضى معهم عشرات السنين.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00