متجاهلة التوافق على إصلاح منظمة التحرير

فتح تدفع باتجاه عقد المجلس الوطني بدون توافق!

الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ
الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ

الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ

تحاول حركة فتح –من جديد-الدفع بالكرة في ملعب حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من خلال دعوة فصائل العمل الوطني لبحث ترتيبات عقد المجلس الوطني الفلسطيني، متجاهلة بذلك التوافق الذي جرى على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية قبل انضواء الحركتين تحت لوائها.

يأتي ذلك من خلال ما كشفه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، عن اتصالات أجرتها حركته مع الفصائل عقب المؤتمر العام السابع، لبحث ترتيبات عقد المجلس الوطني، حيث وضع الأحمد في لقاء متلفز، خيارين كان الأول هو أن تشارك حماس والجهاد الإسلامي في المجلس الوطني الجديد، ولكن ذلك يلزمه تنفيذ الاتفاقيات الموقعة والوصول لحكومة واحدة، أما الخيار الثاني فيتمثل بعقد المجلس الوطني القائم حاليا، ولدى حماس حرية المشاركة، إذا ما فشلت جهود تشكيل حكومة واحدة في الضفة وقطاع غزة.

وكانت حركتا حماس والجهاد اعتبرتا أن محاولات عقد المجلس الوطني الفلسطيني الحالي دون تطبيق ما تم الاتفاق عليه "تحللًا من الاتفاقيات، وانقلاباً عليها، ويضرب المصالحة بالضربة القاضية النهائية".

عقده "قريب جداً"

ويؤكد القيادي في حركة فتح يحيى رباح في الإطار، أن حركته أجرت اتصالات مع جميع فصائل العمل الوطني بما فيها حركتي الجهاد الإسلامي وحماس من أجل عقد المجلس الوطني، لافتاً إلى أن أعضاء المجلس التشريعي التابعين لحركة حماس أعضاء طبيعيون في المجلس الوطني بصفتهم البرلمانية.

وأوضح رباح لـ "الرسالة" أن حركته مُصرة على انعقاد المجلس الوطني وخاصة بعد نجاحها في عقد مؤتمرها السابع وتحقيقه نجاحاً كبيراً، زاعماً أن فتح تطرح فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، و"هذه الحكومة تذهب بسرعة إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني".

ويرى رباح أن ما أسماه القرار الكبير والتاريخي في مجلس الأمن 2334 نقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة، لافتاً إلى أن صدور مثل هذا القرار يحتم على الجميع المسارعة في عقد المجلس الوطني من أجل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتقويتها في المحافل الدولية.

وعبر رباح عن أمله بموافقة كل من وجهت لهم الدعوات للمشاركة في المجلس الوطني القادم و"القريب جداً"، معرباً عن اعتقاده بأن الطريق ليست مقفلة بل مفتوحة للتفاهم مع الجميع حول معظم القضايا الخلافية.

يذكر أن المؤتمر العام السابع لحركة فتح الذي عقد قبل شهر دعا في ختام أعماله لعقد المجلس الوطني الفلسطيني خلال مهلة ثلاثة أشهر.

وكشف القيادي بحركة فتح أن "القيادة الفلسطينية" ستسعى عبر اتصالات مع أطراف عديدة ومؤثرة في العالم لتأمين حضور كل أعضاء المجلس الوطني للمشاركة في المؤتمر، لافتا إلى أن الحالة الفلسطينية الراهنة سوف تُمكن –القيادة الفلسطينية-من عقد المجلس الوطني في فلسطين، ولكن إذا تعذر ذلك وكان خارج التوقعات سوف يتم التصرف حينها.

وحول إمكانية عدم مشاركة حركتي حماس والجهاد في المجلس الوطني حال عقده دون توافق، اعتبر رباح أن موقف الحركتين سيكون صعب جداً، وخاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير بشأن إدانة الاستيطان، زاعماً أن –حركتي حماس والجهاد- في وضع لا يسمح لهما بالرفض أمام الانتصار الكبير والتاريخي الذي تحقق في مجلس الأمن، حيث ستظهران وكأنهما تخلقان أجواء سلبية لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني !، وفق قوله.

دعوات منقوصة

من ناحيته، استخف القيادي في حركة حماس يحيى موسى، بما أسماها "الدعوات المنقوصة" التي تطلقها فتح لخصومها السياسيين وهي تعلم تماماً أنه لن يكون هناك استجابة لها ومرفوضة وطنياً"، وتابع مردفاً "وكأنهم يقولوا نحن وحدنا في الساحة الفلسطينية ونختطف القرار على أعينكم ما لم تستجيبوا".

واعتبر موسى في حديثه لـ "الرسالة" أن حركة فتح مستمرة في اختطاف القضية الفلسطينية ومؤسسات الشعب والتفرد فيها بعدم مسئولية، مؤكداً أن "فتح تحولت من حركة تحرر إلى حركة متشبثة بالسلطة للحفاظ على مصالحها المرتبطة بالاحتلال".

وجدد القيادي في حماس التزام حركته بما وقعت عليه في اتفاق المصالحة، داعياً حركة فتح ورئيسها للالتزام بالمصالحة والكف عن المراوغة والخداع والتهرب من استحقاقات الوفاق والوحدة الوطنية.

ورد موسى على من سبقه حول صعوبة موقف حماس والجهاد في حال رفضهما المشاركة في المجلس الوطني بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير، قائلاً: "لتعلم حركة فتح أن الزمان الذي كانت تقامر فيه لوحدها قد انتهى، فلم تعد فتح واحدة وإنما هي فتوحات(..) على فتح أن تعرف حجمها ومكانتها لأن الذي يصنع الواقع هو من يحمل البندقية، والذي كسر البندقية والتحق بالتنسيق الأمني بالضرورة قد التحق بالاحتلال".

وأضاف " نحن لا نغرد في سرب الاحتلال، ولكننا نغرد في سرب تحرير فلسطين، أما هم يغردون في سرب التنسيق الأمني الذي لا يمكن أن نلتقي معهم فيه".

وفيما ما يتعلق بقرار مجلس الأمن الذي رحبت به حماس، فقد اعتبر موسى أن الأهم من ذلك "كيف تتحول هذه القرارات إلى واقع ؟، وكيف يوقف الاستيطان؟!، وكيف لا نصدر لشعبنا أوهام وانتصارات وكأنها معارك حقيقية"، وتابع "معركتنا الحقيقية هي على الأرض، وأين نسير وماذا حققنا في تحريرها؟".

ولفت القيادي في حماس إلى أن استغلال حركة فتح وسلطتها لقرار مجلس الأمن للمزايدة على خصومها "يأتي لتسويق أوهام جديدة ومنها العودة للتفاوض واللقاء بقادة الاحتلال"، مؤكدا أنهم بذلك يحاولون أن يذهبوا بعيداً في خرق الإجماع الوطني والانحراف في القضية الفلسطينية.

 

البث المباشر