قائد الطوفان قائد الطوفان

شعلة فتح تحرق أنصارها

صورة من ساحة الجندي المجهول اليوم
صورة من ساحة الجندي المجهول اليوم

الرسالة نت-محمد شاهين

كل محاولات القيادي في حركة فتح تيسير البرديني احتواء غضب الفتحاويين المنقسمين باءت بالفشل، بعد أن بُحّ صوته وهو يناشدهم من أعلى سيارة الإذاعة التي توسطت المحتشدين في حفل إيقاد الشعلة بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، بالكف عن الهتافات "الاستفزازية".

فمنذ وقت مبكر وصل أنصار دحلان واعتلوا النصب التذكاري، ورفعوا صوره، مرددين هتافات مؤيدة له، ومطالبة برحيل الرئيس محمود عباس؛ ما أثار غضب أنصار الأخير حول المنصة، بهتافات تؤكد شرعيته.

في الأثناء، استفز أحد أنصار عباس خصومه برفع "10 شواكل"، وكأنه يساومهم بالنزول عن المنصة مقابل هذا المبلغ، في إشارة إلى أن الدافع لديهم من تأييد دحلان، نقوده، ليردوا بإلقاء العصي، ولم تمض دقائق معدودة حتى تحول الجندي المجهول من ساحة احتفال إلى ساحة قتال !

المشهد الفتحاوي هناك عكس الحالة التنظيمية التي تمر بها الحركة بسبب الانقسام الداخلي، ومحاولة بسط النفوذ من قطبي الصراع. هذا الأمر لم تحتمله الحاجة أم رائد التي انفجرت بالبكاء مما رأت.

تقول: "هذا المشهد لا يشرف الفتحاويين، ولا يشرف كل فلسطيني حر يغار على وطنه، لا أدري ما الذي يجنيه الشباب المتصارعون لأجل عباس أو دحلان حتى يوصلونا إلى هذه المرحلة السوداء في تاريخ فتح".

وأضافت الحاجة أم رائد: "هذه الصورة تحرج فتح أمام الرأي العام، وأمام مؤيديها، وتجعلها تخسر التضامن معها، بدلا من أن يكون الفتحاويون موحدين في مواجهة الاحتلال (...) هم اليوم لا يستطيعون التوحد لإقامة مهرجان نحتفل به بانطلاقتنا".

وتتمنى الستينية أن يعود شباب فتح وأنصارها إلى رشدهم، ويتوحدوا خلف شرعية الرئيس عباس، "وأن يتركوا تأييد دحلان الذي فقد شرعيته"، وفق رأيها.

في المقابل، يتهم الكادر الفتحاوي محمود الأعور الرئيس عباس بأنه السبب في إنهاء الكفاح المسلح لحركة فتح، وحلّ كتائب شهداء الأقصى "التي كانت من أكبر الفصائل العسكرية المقاوِمة في فلسطين".

ويعتبر الأعور دحلان القادر على إعادة فتح من التنسيق الأمني إلى الكفاح المسلح، لذلك، قال إنه تواجد في ساحة الجندي المجهول من أجل المطالبة برحيل عباس، وليس من أجل الاحتفال فقط.

بدوره، قال أيمن البطنيجي المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية إن الاشتباكات أسفرت عن وقوع 5 إصابات وصفت بالمتوسطة، إلى جانب إصابات طفيفة.

وأكد البطنيجي لـ "الرسالة" أن الشرطة سيطرت على العناصر الفتحاوية المتنازعة؛ لمنع تطور الاشتباكات وتسببها في إراقة الدماء، مؤكدا عدم السماح لأي جهة بنشر الفوضى داخل قطاع غزة.

الجدير ذكره، أن الرئيس عباس كان قد سرّع الدعوة إلى عقد المؤتمر السابع لحركة فتح؛ من أجل قطع الطريق على القيادي المفصول محمد دحلان، ومنعه من العودة إلى الحركة، بضغط من الإقليم.

وأتبع ذلك برفع الحصانة البرلمانية عن 5 نواب في المجلس التشريعي محسوبين على دحلان؛ بعدة تهم من بينها "اختلاس أموال وتجارة أسلحة".

وردّ دحلان بإعلان أنصاره نيته عقد مؤتمر فلسطيني مشابه في القاهرة؛ لمواجهة قرارات الرئيس عباس.

وبين الفعل وردّ الفعل، يزداد الشقاق بين أنصار الرجلين في قطاع غزة، ويبرز ذلك مع كل فعالية تدعو إليها حركة فتح، وتحديدا مع احتفالية إيقاد الشعلة نهاية كل عام.

البث المباشر