قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد ظهور

حماس تفاجئ "الاحتلال" وتؤلب مستوطنيه: "القرار بيد حكومتكم"

شاؤول آرون في الفيديو الأخير الذي أصدرته كتائب القسام بغزة
شاؤول آرون في الفيديو الأخير الذي أصدرته كتائب القسام بغزة

الرسالة نت – مها شهوان

دوما تتحفظ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بما لديها من معلومات تتعلق بعملها العسكري، لاسيما الحديث عن الجنود (الإسرائيليين) باعتباره ملفا سريا، لكن في اليوم الأخير من العام المنصرم نشرت مقطعي فيديو في ذكرى ميلاد الجندي "شاؤول أرون" الثالث والعشرين، حيث حمل المقطعان رسائل عدة من خلال المشاهد التمثيلية التي التقطتها عدسة الكاميرا بحرفية لفرض خيار التفاوض للوصول إلى صفقة تبادل جديدة.

في المقطع الأول ظهر قالب من الكيكة يلتف حوله ستة من الجنود الأسرى يحتفلون بزميلهم لكن دون الكشف عن ملامح وجوههم، لكن ما كان واضحا هو وسم "سجين 102"، و"سجين 107" على ملابس الجنود التي أثارت المتابعين للحدث خاصة الجمهور الإسرائيلي.

 وفي الفيديو الآخر ظهر الجندي الإسرائيلي "شاؤول أرون" مكبلا على كرسيه، وبعد لحظات يدخل رئيس حكومته بنيامين نتنياهو في زي "مهرج" واختتم بعبارة "القرار بيد الحكومة"، تلك المشاهد طرحت جملة من التساؤلات حول اختيار "القسام" لتلك اللقطات التمثيلية والهدف من ورائها.

تحريك الملف

والمتابع للشأن الاسرائيلي، يعلم أن المقاطع التمثيلية ظهرت قبل يوم واحد من اجتماع الكابينت الاسرائيلي الذي عقد أمس الأحد لأول مرة بعد عامين، وذلك لبحث سبل استعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين "هدار غولدن، وأرون شاؤول" اللذين فقدا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، صيف العام 2014، وفق ما بثته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، الأسبوع الماضي.

وذكرت أن الاجتماع جاء على خلفية أزمة الثقة بين عائلات الجنود المفقودين ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن الأزمة اشتدت بعد توقيع المصالحة بين (إسرائيل) وتركيا دون إدراج ملف استعادة الجنود المفقودين ضمن الاتفاق.

وتعليقا على ما بثه الفيديو قال علاء الريماوي المحلل في الشأن الاسرائيلي أنه يتضمن عدة رسائل منها، أن رسالة القسام هي الأقوى في إشارتها التي تتجاوز الحرب النفسية إلى إشارات لها مضامين في عدد الأسرى لدى المقاومة وصحة آرون.

وأكد خلال تحليله، أن القسام في العام 2017 سيرفع من وتيرة تحريك الملف وكذلك الاحتلال، لافتا إلى أن التسجيل التمثيلي بدأ تفاعله على الإعلام الإسرائيلي منذ لحظة عرضه.

وفي السياق ذاته، يقول تيسير محيسن المحلل السياسي: "ما بثه القسام يدل على أنهم يريدون القول للإسرائيليين بأن عام 2016 مضى دون احداث حراك في ملف جنودهم الأسرى رغم اثارة قضيتهم طيلة العام الماضي من قبل عوائلهم، لكن حكومتهم لم تتخذ أي خطوة جديدة، وحان الوقت ليتحرك الشارع الاسرائيلي".

وتابع:" المقاطع التي انتشرت سيكون لها دور كبير في إثارة الشارع الاسرائيلي، خاصة بعد ظهور رئيس حكومتهم "نتنياهو" كالمهرج.

وأوضح أن القسام أرسل رسائل للإسرائيليين بأن رئيس حكومتهم يتلاعب بمشاعرهم ويكذب ويلفق كما المهرجين وذلك فيما كان يردده عليهم: "الجنود موتى".

خطوة جوهرية

وعن الأرقام التي ظهرت مرتين على القمصان التي يرتديها الأسرى "102، 107"، يرى محيسن أنها تحمل لغزا معينا، بالإضافة إلى أنها تعطي مؤشرا بأن عدد الجنود يتراوح بينهما، وذلك نوع من احداث حالة ارباك داخلي في (إسرائيل)، الى جانب تضليل اضافي عن حقيقة المعلومات التي بحوزة القسام.

وكانت القناة الإسرائيلية الثانية توقعت الأسبوع الماضي، أن يناقش المجلس الوزاري المصغر إجراءات جديدة للضغط على حركة "حماس"، من بينها تشديد ظروف اعتقال أسرى الحركة في السجون الإسرائيلية، والضغط على أسر أعضاء "كتائب القسام"، وإعادة اعتقال بعض محرري صفقة تبادل الأسرى، التي أبرمتها (إسرائيل) مع حماس مقابل استعادة الجندي، جلعاد شاليط، عام 2011.

ما توقعته القناة الإسرائيلية يأتي معاكسا لما حدث عند عرض مقاطع الفيديو، التي أثبتت أن القسام لا يمكن لي ذراعها، وهنا يعقب محيسن بالقول:" المقاومة تمتلك سبل المبادرة بكل أنواعها الاعلامية والأمنية".

واضاف :"الاحتلال منذ أشهر قليلة حاول دفع بعض الأطراف الدولية للمشاركة في تفكيك لغز الجنود الأسرى، إلا أن ذلك لاقى موقفا صلبا من قبل حركة حماس، لذا فهي حريصة بعدم الحديث عن أي معلومة تتعلق بواقع جنودها الأسرى، إلا بعد قيام (إسرائيل) باتخاذ خطوة جوهرية بالإفراج عن أسرى صفقة الوفاء للأحرار.

وبحسب قوله، فإن حركة حماس لديها مساحة واسعة لتلعب وحدها وتمرر ما ترغب به وتمنع ما تريده، بينما الاسرائيلي يقف متفرجا وعليه أما الدخول في ملعبها أو الصمت وبالتالي وضع نفسه بموقف محرج أمام شعبه وعوائل الجنود.

المقاطع التي أعلن عنها القسام أعادت الأمل للعشرات من الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الاسرائيلية، خاصة محرري صفقة وفاء الأحرار الذين تم اعتقالهم بعد الافراج عنهم بشهور قليلة،

فقد غردت عبر تويتر أحلام التميمي وهي محررة في صفقة وفاء الأحرار، بأن القسام أبدع بعرض الفيديو في ذكرى ميلاد الجندي الصهيوني شاؤول آرون، خاتمة قولها بأن "يحمل المقطع دلالات عديدة ستؤثر في المجتمع الصهيوني وتحركه، وسيكون هذا العام الأقوى".

 

البث المباشر