تفاؤل إسرائيلي متزايد على وقع وعود الرئيس ترامب

الرسالة نت-رشا فرحات

خاطب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، "إسرائيل" وحثها على التماسك أمام ما أسماه "الموقف الدولي تجاه المستوطنات حتى يصبح رئيساً للولايات المتحدة رسمياً "في العشرين من الشهر الجاري"، قائلاً "لا يمكننا السماح لمعاملة إسرائيل بهذا الازدراء وعدم الاحترام"، مشيراً إلى عدم التجاوب مع موقفها بخصوص الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك الحال في الموقف الأمريكي من الاستيطان في الأمم المتحدة، وتابع موجهاً الخطاب لـ"إسرائيل": "ظلوا أقوياء..20يناير قادم".

هذه المواقف تضاف إلى وعود سابقة أطلقها ترامب في حملته الانتخابية، متعهداً بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي لا يتعامل البعض معه بشكل جدي. وتأتي هذه التصريحات والتغريدات للرئيس المنتخب على وقع نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "بروكينجز" الأمريكي، بينت أن 46% من الأمريكيين يعتقدون أنه يجب فرض عقوبات على "إسرائيل"، بسبب استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وتعتبر هذه النسبة أعلى من سابقتها عام 2015 بـ 9%، هذا بالإضافة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول رؤيته للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد امتناع الولايات المتحدة عن عرقلة صدور القرار الأممي بوضع حد لعمليات الاستيطان، حيث أكد كيري أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط".

بينما كان التفاؤل الإسرائيلي مسيطرًا على التصريحات، حيث قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنه "سوف يتم حذف فلسطين من الأجندة" عندما يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب منصبه في 20 كانون أول/يناير، وسوف يتم فرض القانون الإسرائيلي في (المناطق اليهودية في يهودا والسامرة)، على حد تعبيره!.

المدى البعيد

الدكتور خالد العمايرة المختص بالشأن الإسرائيلي يرى أنه "حتى لو أوفى ترامب بوعوده، فهذا لا يصب في مصلحة إسرائيل على المدى البعيد"، مضيفاً أن "إسرائيل ربما معها الحق أن تتفاءل على المدى القريب، ولكن على المدى البعيد لا أعتقد أن هذا التفاؤل سيستمر بنفس الدرجة".

وتابع قائلاً للرسالة: "إن الاستيطان اليهودي في القدس والضفة يضع إسرائيل أمام خيارين، إما دولة فلسطينية كاملة، وإزالة كل العقبات، وهذا غير متوقع، أو دولة يهودية واحدة يعيش فيها اليهود من النهر إلى البحر، وهذا بمثابة نهاية الدولة اليهودية"، على حد تعبيره.

وأوضح العمايرة أن هناك 6 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل، متسائلاً: "ماذا ستفعل إسرائيل أو ترامب بهم، ليس هناك حلول واضحة، وليست الحلول بيد أمريكا على أي حال".

بدوره، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي سامر عنبتاوي، أن تصريحات كيري "تحيط المرحلة القادمة بنوع من الثوابت الأمريكية التي يمكن أن تؤثر على حكم ترامب، وتابع " إدارة أوباما تعلم أن ترامب سيذهب بعيداً في موضوع الاستيطان وموضوع نقل السفارة إلى القدس، وهنا نقرأ من رسائل ترامب رسالة يوجهها لكيري مفادها: أن "العهد القادم مختلف". ويتساءل عنبتاوي قائلاً: "هل يستطيع ترامب مواجهة كل العالم؟!، وهناك قرار مجلس أمن.. وصحيح غير ملزم لكنه موقف دولي في كل الأحوال"، وفق قوله.

وعن مدى قدرة ترامب على تجاوز سقف الثوابت الأمريكية، أضاف أن توجه أمريكا في التعامل مع القضايا الفلسطينية ثابت، وهناك قواعد أساسية لن تتغير حتى لو تغير الرئيس، وهناك أيضًا اعتبارات دولية، ولن يتجاوزها ترامب، ومهما كانت تصريحات ترامب، نحن نبني توقعاتنا على قرارات دولية، وهناك موقف دولي لا أعتقد أن الرئيس الجديد سيتحداه ببساطة دون تفكير.

البث المباشر