قائمة الموقع

رزق بسطاء الصيادين على عرض 100 متر في شاطئ البحر

2017-01-03T16:23:18+02:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت-محمد شاهين

"خيط الشفق" وقبل بزوغ الشمس موعد استيقاظ الستيني أبو هاني، الذي ورث مهنة الصيد من أجداده، وفيه يخرج من منزله متوجهاً إلى البحر حيث المكان الذي يرتاده منذ قرابة النصف قرن.

100 متر من عرض البحر يجد أبو هاني نفسه ملزماً بالاصطياد داخلها وعدم تجاوزها، حتى لا يدخل على منطقة جاره الصياد ويزاحم رزقه، حالة من المحبة والغبطة تسود بينهما فكلاهما يتمنى الرزق للآخر.

لا يتذكر صاحب الظهر المنحني بزوغ شمس غاب فيه عن مكانه المحبب دون ظرفٍ قاهر، فالعلاقة التي تربطه في البحر لا تقتصر على الصيد والزرق، إنما تجاوزت ذلك ليكون ملاذه للهرب من واقع الحياة المتعب.

برغم من أن مهنة الصيد متعبة وشاقة، إلا أنها لم تعجز صاحب ال 65 عاماً، فبعد ان ينظم شباكه ويجعلها جاهزة لتمتد في الماء، يسحب برفقة حفيده قاربه الصغير، ويتجه إلى البحر محملاً شباك الصيد والمراسي التي تثبتها، ويبدأ بالتجديف للوصول إلى مكان الذي يقصده.

قرابة ال 90 دقيقة استغرقها الجد وحفيده لنصب شباك الصيد، والعودة إلى الشاطئ حيث المكان الذي كنا ننتظره فيه ليحدث "الرسالة نت" عن حياته والبحر داخل ال 100 متر التي اقتطعت له من شاطئ السودانية شمال قطاع غزة.

داخل خيمة صغيرة تكتظ بمعدات الصيد البسيطة، جلسنا رفقة الستيني ليبدأ يقص علينا جزءاً من حياته، يقول "امتهنت الصيد وأنا في العاشرة من عمري حين كنت أساعد والدي وجدي في تسليك وحباكة الشباك، ثم بدأت اتقنها سريعاً وبعد مرور أعوام قليلة أصبحت خبيراً في البحر رغم صغر سني".

ويضيف الحاج:" استطعت على مدار السنوات الماضية تعليم أبنائي وأحفادي مهارة الصيد، لتصبح المهنة الأساسية التي تعيل معظم أفراد عائلتنا القاطنين في شمال قطاع غزة.

وينهي  الصياد حديثه بدروس تعلمها من الصيد، أبرزها الصبر، وتحمل مشقة العمل، وعدم الاستعجال في الرزق والتوكل على الله في طلبه، ثم يختم بالاستشهاد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً".

ومع استمرار جولة "الرسالة نت" على شاطئ شمال قطاع غزة، التقينا بالصياد أسعد الذي يجاور ابو هاني، بعد أن خصصت له 100 متر بجواره.

يوضح الثلاثيني أنه يمتلك أدوات صيد بسيطة وقارب صغير، لتساعده في العيش وجلب احتياجات ابنائه، إلا أن ندرة الصيد أجبرته على البحث عن عمل آخر بجانب مهنته الأساسية.

ويبين المعيل لستة أبناء، أنه يعمل في مهنة البناء وبعد الانتهاء يذهب إلى البحر وينصب شباكه ويعود لجلبها بعد الفجر، غير مكترث للأعباء الجسدية التي تعود عليه من صعوبة المهنتين.

ويفتخر الصياد بأنه لم يترك الصيد رغم المتاعب الملقاة عليه، متسلحاً بحبه للبحر والمهنة التي يعتبرها جزءاً أساسياً من حياته لا يمكنه الاستغناء عنها خصوصاً أنه ورثها عن أجداده.

بدوره قال نزار عياش رئيس نقابة الصيادين لـ"الرسالة نت"، إن النقابة تتابع وتشرف على الصيادين البسطاء، وتحاول تقديم المساعدات لهم من خلال المشاريع الممولة من الخارج.

وبين عياش ان النقابة تعمل على حمايتهم، ومنع تعارض صيدهم مع كبار الصيادين أصحاب القوارب الكبيرة، حتى لا يجرفوا أدواتهم ويتلفوها بغير قصد.

وعن المئة متر أوضح عياش أنها تتم تجزئتها للصيادين من الشاطئ بالاتفاق مع الشرطة البحرية، كي يتم تنظيم عملهم على الشاطئ ومنع حدوث مشاكل وتجاوزات بينهم، مثنياً على الجهود التي تبذلها الشرطة في الإشراف على الصيادين.

وبحسب بيانات إحصائية صادرة عن نقابة الصيادين خلال العام 2015، فإن قرابة 3500 شخص في قطاع غزة يعتمدون على مهنة الصيد بشكل أساسي يُعيلون أكثر من 45000 فرد ولا يعرفون سبيلًا للعمل غيرها.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00