قائمة الموقع

"عيرني دفاك".. مبادرة شبابية تبعث الدفء للعائلات الفقيرة

2017-01-04T13:08:43+02:00
جانب من توزيع المساعدات التي يقدمها أعضاء المبادرة
الرسالة نت- نور الدين صالح

"ما قيمة حياتي إن لم أعد مفيداً للآخرين"، تلك عبارة قالها الأديب الألماني "جوهان غوته"، في إيحاء إلى مدى ارتباط حياة الإنسان بمساعدة الآخرين، وهذا ما أراد تطبيقه مجموعة من الشبان في قطاع غزة من خلال مبادرة لخدمة الفقراء.

"عيرني دفاك" هو اسم المبادرة التي أطلقها ثمانية شبان وهم من طلبة الجامعات، من خلال جمع بعض الملابس وتوزيعها على الفقراء طيلة فصل الشتاء على مدار ثلاثة شهور.

وفي تفاصيل المبادرة، أخذ الشبان على عاتقهم جمع الملابس خلال جولة على البيوت ميسورة الحال ولديها ملابس زائدة "غير مستخدمة"، من أجل توزيعها على الفقراء المحتاجين والأطفال، لإيصال رسالة مفادها "الناس لبعض".

وعند سؤالنا من أين جاءت الفكرة، أجاب فضل حسين أحد أفراد المجموعة وصاحب الفكرة": "في إحدى الأيام وأثناء عودتي إلى المنزل رأيت طفلين يرتديان ملابس ممزقة، في ظل الأجواء الباردة، ما أثار بي الألم والحسرة".

ويوضح حسين الذي يبلغ من العمر ( 19 عاماً) ويقطن بمخيم البريج في المحافظة الوسطى، خلال حديثه مع "الرسالة"، أنه أجرى اتصالاته مع أصدقائه بعد هذا المشهد، حيث لم يترددوا بالمشاركة في المبادرة.

ويُبرز هذا الموقف من الشاب حسين، مدى شعوره وأصدقائه بحال الفقراء الذين يتسترون خلف أزقة بيوت مهترئة، ويرتدون ملابس بالية لا تقيهم برد الشتاء، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية.

ويشير إلى أن المبادرة قائمة بجهودهم الشخصية، ونفقتهم الخاصة، دون أن تتبناهم أي مؤسسة أو جمعية خاصة، لافتاً إلى أن هدفهم الأسمى من ذلك، الإيثار ومساعدة الفقراء بأقل الامكانيات المتاحة لديهم.

وعن الصعوبات التي واجهتهم بيّن حسين أن قلة الأموال لديهم كانت أبرز العقبات على مدار عمله، معرباً عن أمله أن تتعاون معه العائلات الميسورة خلال الفترة المقبلة.

ونوه إلى أن المبادرة ستكون على ثلاث مراحل، حيث تم الانتهاء من الأولى، فيما ستبدأ المرحلة الثانية خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي ستتضمن توزيع مواد تموينية ووجبات غذائية.

وقد أثمرت المسافات والجولات التي نفذها أصحاب المبادرة، لا سيما أن مبادرتهم لاقت ترحيباً كبيراً من العائلات الفقيرة التي زاروها.

الحاجة "أم بلال" التي اكتفت بهذا الاسم، هي ربة بيت لإحدى العائلات التي زارها أصحاب المبادرة، وقدموا لها بعض الملابس لأطفالها، رحبت بالشبان وأبدت إعجابها بعملهم، خاصة أنه على حسابهم الخاص.

وشكرت أم بلال التي تقطن في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، الشبان على ما قدموه لأطفالها، معربةً عن أمنيتها أن يكون هناك العديد من المبادرات الشبابية التي تخدم العائلات الفقيرة والمحتاجة في القطاع.

ويعيش غالبية سكان قطاع غزة تحت خط الفقر نتيجة الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من عشرة أعوام، وكثرة البطالة، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على أوضاعهم المعيشية.

وتنتظر العائلات الفقيرة من يقدم لها المعونات والحاجات اللازمة خاصة في فصل الشتاء، لاسيما في ظل تقاعس المؤسسات الخيرية والخاصة المختصة بهم.

اخبار ذات صلة