قائمة الموقع

مكتوب: "اشتريلي من القدس" مبادرة شبابية تنعش الأسواق المقدسية

2018-06-04T11:31:01+03:00
صورة لأسواق القدس
الرسالة نت– مها شهوان 

"الكعك، الحلقوم، الفضة، زيت الزيتون، الزعتر"، تلك أبرز المطالب الشرائية التي يرغبها من تسنح له الفرصة من غزة ومدن الضفة المحتلة للذهاب إلى مدينة القدس، وربما تطول القائمة فكل شيء في تلك المدينة العتيقة مرغوب وله نكهته الخاصة.

لم يعد الحال كما السابق في الأسواق المقدسية، فقد باتت أشبه بالخالية من المشترين، وأصبح التجار يشتكون من قلة الإقبال على بضائعهم التي كان يأتيها السياح من كل حدب وصوب.

ولأن أبناء القدس يحافظون على رونق مدينتهم المقدسة، ويدعمون بعضهم كما اعتادوا، قررت الشابة "لنا حجازي" برفقة زملائها " شيرين نجيب وعبد دولة"، عمل مبادرة شبابية عبر الفيسبوك لتنفذ على أرض الواقع من أجل إنعاش الأسواق المقدسية كما السابق.

"بتعرف حدا بقدر يدخل القدس في رمضان وبعده؟ اعطيه يشتريلك شيء من هناك مهما كان هذا الشيء عشان تدعم التجار العرب الموجودين هناك، ونعزز صمودهم"، هذا ما كتبته "حجازي" على صفحة الفيسبوك "اشتريلي من القدس".

لم يتوان المتابعين للصفحة عن الرد، فكان أولهم "ماهر نمير" حيث رد:" إن كان الزيت يهدى للمسجد الأقصى لمن لا يستطيع أن يأتيه ليضيئه.. فشراؤه من أسواق القدس أولى وأجدر لتعزيز صمود فئة التجار وأهالي القدس الشريف".

تحكي حجازي "للرسالة" عن مبادرتها أن الفكرة جاءت بعد زيارتها لأسواق القدس والحديث مع التجار، حيث بات واضحاً أن الوضع الاقتصادي في القدس بحال يرثى له، لاسيما بعدما أخبرها أحد التجار" الأسواق في غرفة الإنعاش"، وقال آخر إن عديدًا من تجار القدس باتوا لا يحصلون مواصلات الطريق في يوم عملهم.

وعن حجم التفاعل مع مبادرة "اشتريلي من القدس"، تقول:" كان التفاعل جميلًا وبدأ الناس بالتجاوب، حيث إن الفكرة بسيطة وبإمكان أي شخص أن ينفذها وخاصة بالضفة المحتلة (..)هناك عديد من أهالي القدس الذين يأتون بشكل دائم وبإمكانهم أن يلعبوا دور الوسيط خلال شهر رمضان وبعده".

وخلال الحديث مع "لنا" كانت تجوب الأسواق المقدسية لتجلب لصديقة أوصتها من قطاع غزة أن تشتري لها الحلوى والفضة لتكون من رائحة "القدس"، وتذكر أن كل يوم يمضي يسوء وضع أسواق القدس، فالسياحة التي تسيرها "إسرائيل" يتعمد مرشدوها إبعاد السياح عن المحال العربية وأخذهم إلى محلات "إسرائيلية"، موضحة أن البيع المرتبط في السياح بات ضعيفًا.

ويشكو أهالي وتجار القدس القديمة من قلة الزوار في معظم أوقات السنة، حتى بات مجرد رؤية أشخاص يمرون في شوارع المدينة أمرًا ينعش أرواحهم.

كما ويخشى أبناء البلدة القديمة في القدس على مستقبلها، بسبب سوء الأوضاع السياسية التي تدخل الخوف إلى قلوب كثيرين وتمنعهم من المجيء إليها، بالإضافة إلى حواجز الاحتلال العسكرية والجدار الذي يطوّق المدينة.

وحينما سألت المقدسية "لنا" عن أبرز ما يميز الأسواق العتيقة في القدس، ردت بضحكة هادئة "

الأسواق المقدسية لها رونقها الخاص، فهي جزء من تاريخ جميل ووجود التجار وتعالي أصواتهم للبيع في أزقة البلدة القديمة هو دليل على قوة الوجود العربي وحضوره".

أما عن البضائع التي تشترى من القدس، تحكي "لنا" أنها مرتبطة بقدر كبير بالطعام خاصة الكعك المقدسي الذي يعرف على مستوى الوطن وله طعم مميز ومختلف والحلويات والهدايا الرمزية.

وعن مبادرة "اشتريلي من القدس" وفعاليتها تختم بالقول وهي تتمشى بين أزقة أسواق القدس، "الحملة بدأت برمضان لكنها يجب أن تستمر، فهي طريقة بسيطة وسهلة لدعم الصمود المقدسي بشكل يحفظ كرامة أهلها ويحافظ على استمرار دوران عجلة الحياة فيها".

اخبار ذات صلة