القتل قد يريح الضحية وأهلها وسيتجاوزن الالم ويختزنوه في مكانين أنفسهم، ولكن أن تقتل الضحية كل يوم في نفسها وأمام أهلها وفي كل غدوة وروحة دون أن يتمكنوا من فعل شيء فهذه جريمة مركبة مطلوب أن يكون العقاب على الجاني مركبا ومغلظا لأنه يقتل كل يوم نفس الضحية بل قد يصل القتل أهلها دون أن يدري من هم حولهم بهذا القتل اليومي.
حديثي اليوم وبألم وحزن شديدين على طفلة في التاسعة من عمرها اعتدى عليها وحش آدمي قاتل للروح والحياة ويبقى المقتول حيا، لعمري إنها جريمة لا تغتفر والعقاب يجب أن يساوي حجم الجريمة ولا يكفي قتل المجرم بالطرق المعتادة الشنق أو الرمي بالرصاص ولكن بطريقة تجعله يموت كل يوم ألف مرة على جريمته قبل أن يموت الموت الحقيقي والذي هو أقل الجزاء.
ما الذنب الذي ارتكبته طفلة ذات السنوات التسع؟ وما الجريمة التي اقترفتها؟ هل جريمتها أنها تحب الحياة وتريد أن تعيش طفولتها ببراءة الاطفال؟، ركضت خلف سارق حقيبتها المدرسية وهي لا تدري خلف من تركض براءة لم تجعلها تفكر فيما بعد سوى أنها حريصة على علمها ومواصلتها لتحقيق حلم لها في أن تكون طبيبة أو مدرسة، ركضت خلف السارق وهي لا تدري أنه تركض خلف وحش بصورة إنسان، ولا تدري أن ركضها سيكون نحو الموت اليومي الناتج عن عملية اغتصاب وحشية لتعيش في يقظتها ونومها واقعا مؤلما ومريرا لن يكون لوحدها بل هو شامل لكل من حولها.
هذه الجريمة المركبة بحاجة إلى عقاب يساوي حجم الجريمة، أما قوانين ومحاكم تستمر لسنوات طوال تبقي الضحية أهلها يعيشون في ألم وحزن شديدين فهذا يضاعف من الجريمة، جريمة بهذا الشكل والحجم يجب ألا تتنظر طويلا، وأن تنتهي إجراءات التقاضي في أسرع وقت ممكن، لأن قضية كهذه هي قضية رأي عام أشد من جرائم القتل كلها.
المجرم حاضر ومقر بجريمته، والضحية والجريمة المرتكبة أكبر شاهد وهي ليست بحاجة إلى إجراءات التقاضي والأهل والمجتمع لن يقبل بأقل من عقاب يكافئ حجم الألم الذي أحدثته هذه الجريمة البشعة من مجرم لن يشفع له شيء حتى لو قيل إنه مريض نفسي وغير ذلك، لأن مثل هذه الجرائم لا تقبل الشفقة أو التعاطف مع الجاني.
على جهات تطبيق العدالة ولا أقول القانون أن يسارعوا في إراحة المجتمع بأسره من وحش آدمي ليخففوا شيئا مما أصاب هذه الطفلة من ألم وما أصاب أهلها من قهر وحزن لا تمحوه العدالة التي يجب أن تنفذ في المجرم بأقصى سرعة ممكنة.
لا اعتقد أن أحدا يمكن أن يتعاطف مع هكذا جرائم ويعمل على التدخل لصالح الجاني ولا أبالغ إن قلت إن هناك إجماعا شعبيا على تطبيق العدالة على المجرم دون شفقة وبالسرعة القصوى.