لندن –الرسالة نت

’اعترف رجل بريطاني كان يقدم في وسائل الاعلام البريطانية على أنه خبير في شؤون الارهاب بأنه كان وراء تقرير ملفق قامت بنشره صحيفة ’الصن’ الشعبية واسعة الانتشار خلال شهر كانون الثاني (يناير(الماضي.

وتناول التقرير الذي أثار الفزع لدى عدد من الشخصيات اليهودية العامة في المجتمع البريطاني مزاعم باستهداف جماعات اسلامية لهم بالقتل على سبيل الانتقام من اسرائيل التي كانت تشن حربا شرسة آنذاك على غزة المحاصرة.

وأقر ’الخبير’ واسمه غلين جينفي بأنه رتب كل تفاصيل القصة الكاذبة بحيث تلقفتها ’الصن’ التي باتت تواجه دعوى قضائية قام برفعها ضدها أحد أبرز الضحايا وهو اللورد آلان شوغر رجل الاعمال المعروف وصاحب البرنامج التلفزيوني الشهير ’المتدرب’.

 واعتذر جينفي لصحيفة ’الصن’ ولضحايا قصته المزورة وقال انه قرر ان يعترف بخطئه لأن الاسلام الذي تحول اليه والأشخاص الذين يقومون على تعريفه بالاسلام يقولون له جميعا انه الآن مثل طفل صغير، وان آثامه أصبحت في عداد الماضي بعد دخوله الاسلام. ويطلق جينفي على نفسه حاليا اسم عمر حمزة جينفي.

ولم يفصح جينفي في حديثه للبرنامج التلفزيوني الذي كشف من خلال تحقيقاته الخاصة أمر التقرير المفبرك عن الاسباب التي دعته الى الدخول في الاسلام، ولكنه قال في تصريحاته التي نقلتها صحيفة الجالية اليهودية في بريطانيا ’الجويش كرونيكل’ انه يتحمل المسؤولية الكاملة عن القصة المفبركة التي طالت بخلاف اللورد شوغر وزير الخارجية البريطاني دافيد ميليباند ومغنية الجاز الشهيرة آمي واينهاوس واللورد ليفي وغيرهم.

وفي حيثيات ظهور القصة المفبركة، اعترف جينفي انه قام باستخدام أحد المنتديات الاسلامية على شبكة الانترنت من أجل اعداد اللائحة بأسماء الشخصيات اليهودية التي زعم استهدافها، حيث قام بطرح الفكرة من خلال باب التعليقات المتاح لزوار المنتدى الالكتروني متخفيا باسم ’أبو اسلام’ وشجع الزوار الآخرين على اقتراح أسماء وعناوين شخصيات يهودية لتكون في قائمة الاستهداف.

واعترف جينفي أيضا أنه قام بابلاغ وكالة أنباء محلية بأمر التعليقات المنشورة على الموقع ما استرعى انتباه صحيفة ’الصن’ التي بادرت الى تبني القصة المفبركة، خاصةً وأنها تضمنت شخصيات شهيرة مثل اللورد شوغر وغيره من المشاهير الذين من شأن ذكرهم في قصة صحافية كهذه أن يزيد من توزيع الصحيفة.

وعلق جينفي نفسه خلال تقرير صحيفة ’الصن’ المفبرك قائلاً: ’ان موقعا الكترونيا اسلاميا تم استخدامه من قبل متشددين من أجل اعداد قائمة مستهدفة’، محذرا من أن ’حملة من الكراهية والتخويف من المتوقع أن تحدث بحيث يتولاها نحو 20 الى 30 بلطجيا’.

وفيما امتنعت صحيفة ’الصن’ عن الادلاء بأي تعليقات في هذا الخصوص، صرح الناطق باسم اللورد شوغر ان ثمة شعورا بالارتياح قد ظهر بعد أن تبينت خيوط القصة المفبركة التي تسببت وقت تصدرها للصفحة الاولى للصحيفة في اثارة شعور بالرعب والقلق.

يشار الى أن المحكمة العليا تنظر في المسألة حالياً كما أن هيئة للشكاوى الاعلامية تحقق في الامر.