مشاركة الصور من الأشياء التي يفعلها الجميع بكل أريحية، وهنا الخطر الجديد الذي تنبه إليه إحدى الدراسات التي كشفت أن هذه الصور يمكن استخدامها لجمع معلومات مفشية للأسرار.
ومن ذلك التقاط صورة لشخص رافعا يده بعلامة السلام، حيث يمكن أن يشكل هذا الأمر تهديدا أمنيا يلج من خلاله المتسللون القادرون على إعادة تشكيل البصمات التي توصل إلى معرفة كلمات المرور إلى الهواتف الذكية والحواسيب بأنواعها.
"بخلاف كلمات المرور، المؤشرات الحيوية لا يمكن تغييرها بسهولة، مما يثير مخاوف بشأن سلامة البيانات الشخصية للناس"
فقد اكتشف الباحثون بالمعهد الوطني الياباني للمعلوماتية أن بصمات الأصابع يمكن إعادة تشكيلها بسهولة من الصور الملتقطة على مسافة تصل إلى ثلاثة أمتار دون الحاجة إلى تقنية متقدمة. وما دامت الصورة واضحة المعالم وإضاءتها جيدة يمكن محاكاة البصمات، حيث يقول أحد الباحثين بالمعهد إن مجرد رفع علامة السلام عرَضا أمام الكاميرا يمكن أن يجعل بصمات الأصابع متاحة على نطاق واسع.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها أمن المؤشرات الحيوية موضع تساؤل؛ ففي عام 2015 تمكن المتسلل جان كريسلر -المشهور بـ"Strarbug"- من إعادة تشكيل قزحية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من صورة، وتمكن من فتح ملف ما.
وبخلاف كلمات المرور، المؤشرات الحيوية لا يمكن تغييرها بسهولة، مما يثير مخاوف بشأن سلامة البيانات الشخصية للناس.
وبمجرد سرقة بيانات المؤشرات الحيوية وإعادة بيعها على ما يعرف "بالإنترنت المظلم" (Dark Web)، (وهي شبكة مشفرة محتواها قواعد بيانات وخدمات شبكية أخرى لا يمكن فهرستها بمحركات البحث التقليدية)، فإن خطر الولوج الضار لحسابات المستخدم وهويته يستمر مدى حياة هذا الشخص.
وفي محاولة للوقاية من هذا الأمر، صمم الباحثون بالمعهد غشاء شفافا يمكن وضعه على أطراف الأصابع لحماية البصمات من الأعين المتلصصة ومنع نسخها.
الجزيرة نت