بدأت (إسرائيل) منذ شن الحرب على غزة في أكتوبر 2023 خطة التهجير لسكان شمال غزة، والتي حاربها السكان عبر البقاء في مدينة غزة وشمالها.
حاولت (إسرائيل) بطرق عدة كسر إرادة سكان الشمال عبر الاقتحامات المتكررة للمناطق وسياسة التجويع ومنع إدخال البضائع والمساعدات لهم.
وبعد عام من الحرب، بدأ الجيش (الإسرائيلي) حربا شعواء على سكان شمال غزة وتحديدا مخيم جباليا ومحيطه بهدف كسر إرادة الصامدين هناك، ومحاولة للنيل من عزيمتهم.
صمود وسط الإبادة
المواطنة سمر خضر من مخيم جباليا، ذكرت أن (إسرائيل) تشن منذ أكثر من 18 يوما حرب إبادة ضد جميع السكان دون تمييز.
وترفض سمر وعائلتها مغادرة مخيم جباليا، وانتقلت في ظل القصف المدفعي الكثيف الذي أدى لإصابة شقيقها من منطقة بركة أبو راشد إلى مشروع بيت لاهيا.
وأوضحت أنه في الوقت الذي تدعو فيه (إسرائيل) سكان مخيم جباليا للتوجه إلى جنوب القطاع، نحن نعزز تواجدنا هنا ونتجه للمناطق الشمالية في بيت لاهيا وتل الزعتر والمناطق المحيطة.
وأشارت إلى أن (إسرائيل) تنتقم من صمود السكان في شمال غزة، وترتكب المجازر في كل الأماكن.
وبيّنت أن جيش الاحتلال يعمل حاليا على تجميع المواطنين من مآوي النزوح ويعتقل الشباب وينكل بهم ولا يُعرف مصير أغلبهم.
ولفتت إلى أن ذلك يحدث وسط صمت عربي وإسلامي مخزي، وكأن ما يحدث في غزة وشمالها لا علاقة لهم به.
في حين شدد المواطن بسام المصري والذي نزح سابقا من بيت حانون إلى مخيم جباليا، أن إجراءات جيش الاحتلال تهدف لتأليب السكان على المقاومة، ولكنها لن تنجح بذلك.
وقال المصري الذي يرفض مغادرة مخيم جباليا: "باقون هنا ولن نحقق ما تتطلع إسرائيل له من تطبيق خطة الجنرالات وإخلاء الأرض من سكانها".
وأضاف: "شقيقي استشهد قبل أسبوع وهو يقول البقاء في شمال غزة أو الاستشهاد".
وتواصل قوات الاحتلال حرب الإبادة والحصار الخانق على شمالي قطاع غزة لليوم الـ18 على التوالي لدفع الأهالي نحو إخلاء المنطقة قسرًا.
ولم يتوقف القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، بل تصاعدت وتيرته بشكل غير مسبوق، إذ شهدت الليلة الماضية أكثر من 400 انفجار بين نسف وقصف جوي ومدفعي.
وتركزت عمليات القصف تركزت في محيط مراكز الإيواء التي تضم آلاف النازحين، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من طائرات مسيرة "كواد كوبتر" نحو هذه المراكز.
وبينما ما زالت الاتصالات مقطوعة مع آلاف العائلات المحاصرة، لا يُعرف مصيرهم مع تصاعد القصف بشكل غير مسبوق، فيما طواقم الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة على التحرك في معظم المناطق بفعل الاستهداف الإسرائيلي المباشر.
واستشهد أكثر من 700 مواطن منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمالي القطاع، وأصيب الآلاف، العشرات منهم بجراح خطيرة.
وباتت مستشفيات شمالي القطاع غير قادرة على استيعاب أعداد الجرحى بفعل نقص الأدوية والمستهلكات الطبية والكوادر البشرية، عدا عن استمرار قوات الاحتلال في حصارها وقصف محيطها.
وذكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الصمت الدولي المريب عن تنفيذ الاحتلال لـ (خطة الجنرالات)؛ هو مشاركة فعلية في الجريمة.
ودعت حماس المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقف المذابح المستمرة بحق شعبنا في شمال القطاع.
وقال الحركة في بيان إن خطة الجنرالات التي تحاول حكومة الاحتلال وجيشها الإرهابي تنفيذها في شمال القطاع؛ هي وصفة إبادة مكتملة الأركان، وعملية تهجير قسري إجرامية تحت وطأة التطهير العرقي والمذابح والتجويع، وإنَّ صمت المجتمع الدولي عنها، في ظل مُضِيّ الاحتلال في تنفيذها يضع علامات استفهام كبيرة أمامَ سلوكٍ يصلُ حد التواطؤ مع جريمة العصر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.
وأضافت: "لقد منعت قوات الاحتلال الصهيوني منذ واحدٍ وعشرين يوماً، دخول أي مواد إغاثية من طعام ودواء ووقود، إلى مخيّم جباليا وعموم شمال القطاع، واستهدفت بالقصف والتدمير محطات وآبار المياه، وقطعت عنهم الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي، بالتوازي مع عمليات قصف مستمرة للأحياء والمنازل المكتظة بالسكان".
وطالبت المجتمع الدولي بضرورة الخروج من دائرة الصمت والتخاذل، وأن يُعلِن موقفاً واضحاً من هذه الجريمة النكراء، ويتّخذ الإجراءات الكفيلة بوقفها، ومحاسبة مرتكبيها على جرائمهم ضد الإنسانية، وأن يفعِّل أدوات الحماية التي كفلها القانون الدولي لشعبنا الفلسطيني، الذي يواجه وحشية وفاشية هذا الاحتلال المجرم.