​يحتاج لخطوات عملية

حكومة الوحدة في موسكو.. هل تختلف عن سابقاتها؟

كاركتير رسام الرسالة مجد الهسي
كاركتير رسام الرسالة مجد الهسي

الرسالة نت -محمد عطا الله

يبدو أن الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في العاصمة الروسية موسكو لبحث المصالحة وجدت في الإعلان عن اتفاقها على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مخرجاً لها، محاولة بذلك استرضاء الدب الروسي الذي سبقه الكثير من المحاولات الدولية في هذا الملف دون الوصول لشيء.

ولا يعد إعلان الفصائل اتفاقها وتوجهها لتشكيل حكومة وحدة جديداً، فالأهم هو القدرة على تجاوز عقبة التنفيذ وتطبيق ما يتم التوقيع عليه خلال تلك اللقاءات، التي بات ينظر لها الفلسطيني على أنها "فارغة المضمون".

وأعلنت الفصائل أول أمس أنها توصلت إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل التوجه لتنظيم الانتخابات، وذلك إثر اجتماعات استمرت ثلاثة أيام برعاية روسية.

وقال القيادي في حركة فتح عزام الأحمد في مؤتمر صحافي: "اتفقنا على أن نتوجه إلى الرئيس أبو مازن خلال الساعات الـ 48 القادمة حتى يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة وحدة وطنية".

ووفق الاتفاق، فإنه يفترض بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، أن يجري عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني وتنظيم انتخابات تشريعية، وأضاف الأحمد: "النوايا أصبحت أفضل بين كل الفلسطينيين من أي مرحلة مضت"، على حد زعمه.

ومن المهم ذكره أن هذا الاتفاق يأتي لتأكيد المؤكد على مدار العشر سنوات الماضية، لا سيما وأن جميع لقاءات المصالحة كانت تنص على ضرورة تشكيل حكومة و"إن اختلفت مسمياتها"، بحيث تعمل على إجراء الانتخابات وإعادة الوحدة، لكنها سرعان ما كانت تصطدم بالتفاصيل عند التطبيق.

ويؤكد ذلك حديث ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، الذي قال إن الفصائل توافقت على ضرورة تشكيل حكومة وطنية، "لكن هذا الأمر بحاجة لموافقة الرئيس محمود عباس، ثم يبدأ مشاوراته مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة"، على حد قوله.

وأضاف بركة في تصريح صحفي لوكالة شهاب المحلية، أن وفد منظمة التحرير المشارك في اجتماعات موسكو، سينقل اتفاق الفصائل لرئيس السلطة محمود عباس خلال 48 ساعة، بعد وصوله إلى رام الله.

وأمام ما سبق فإن قرار تشكيل الحكومة وإنهاء الانقسام يبقى رهن قرارات الرئيس عباس، الذي يُصر على إقصاء حركة حماس، ويستمر في إبقاء جميع السلطات تحت ذراعه.

ويتضح مما سبق أن الحالة الفلسطينية تمر بحالة استعصاء تحول دون إيجاد حلول جدية تنهي حالة الانقسام، وهنا يبرز عجز القيادة الفلسطينية والسياسي الفلسطيني للوصول لحلول حقيقية لهذه المعضلة، وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب.

ويؤكد حبيب في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الواقع السياسي الفلسطيني المُعقد يحتاج لإرادة حقيقية للخروج من الوضع الحالي، مستبعدًا أن يكون هذا الاتفاق الذي ترعاه روسيا مخرجًا لإنهاء الانقسام.

وأضاف "تفكير الفصائل لم يتجاوز بند تشكيل الحكومة الوطنية وكأّن المشكلة تتعلق في تشكيل الحكومة وليس وجود أسباب معقدة ومستعصية تحتاج لتوفير الحلول الحقيقية لها". وأوضح حبيب أن توقف التفكير عند فكرة -حكومة وحدة وطنية-باعتبارها أرضية الخلاص الوحيدة لإنهاء الانقسام يعتبر شكلًا من أشكال استمرار القيادة الفلسطينية في خداعها للشعب.

مجرد كلام

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون مع سابقه، متوقعًا أن يبقى هذا الاتفاق حبرًا على ورق، كونه يأتي محاولة لاسترضاء روسيا لأنها رعت هذا اللقاء. وقال المدهون في حديثه لـ"الرسالة": إن إصرار رئيس السلطة محمود عباس على شروطه في تطبيق المصالحة وعدم ذهابه إلى ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات يُبقي هذا الأمر مجرد كلام".

وأكد أن تعقيدات الواقع الفلسطيني تحول دون تشكيل حكومة وحدة نتيجة لاختلاف البرامج السياسية والفجوة الجغرافية وعدم توفر أي إرادة حقيقية لإنهاء هذا الملف، داعياً في الوقت ذاته الفصائل إلى عدم تكرار أخطاء الماضي؛ لأن الشعب الفلسطيني ملّ الحديث عن المصالحة.

وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن هذا الاتفاق سيبقى حبيس الأدراج كسابقيه، ما لا تتوفر إدارة حقيقية وضغوط دولية تُجبر رئيس السلطة على تطبيقه.

البث المباشر