شارك مئات الآلاف من الأميركيين -معظمهم نساء- في مظاهرات مناهضة للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب ومواقفه التي عبّر عنها أثناء حملته الانتخابية، وذلك بعد يوم من تنصيبه، كما شهدت مدن أوروبية وآسيوية مظاهرات مماثلة.
وبدأت المظاهرات في الولايات المتحدة بمبادرة نسائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى مسيرات نسائية وحقوقية وبيئية حاشدة، جمعت كل الأعمار والأجناس والأعراق؛ دعماً لحماية الحريات والمساواة، وتأكيدا للحقوق الأساسية والقيم الإنسانية التي يعدّها المنظمون مهدَّدة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة.
ففي واشنطن، شارك مئات الآلاف من النساء اللاتي ارتدى كثيرات منهن قبعات بألوان وردية وحملن لافتات كُتبت عليها عبارات تنتقد نظرة ترمب للمرأة، في إشارة إلى عبارات جنسية تلفظ بها في شريط مسجل يعود لعام 2005، واضطر المنظمون إلى تعديل خط سير المظاهرة بسبب المشاركة التي فاقت التوقعات.
وظهرت وسط الحشد شخصيات معروفة، مثل مادونا ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، الذي لوّح لأنصاره بينما كان يسير مع كلبه.
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور، إن حشودا كبيرة تملأ شوارع العاصمة الأميركية في مظاهرات المليون امرأة، بينما تقدر السلطات المحلية مشاركة أربعمئة ألف متظاهر تحت شعارات تتعلق بالدفاع عن حقوق المرأة، ولكنها جاءت رد فعل جماهيريا على تنصيب ترمب.
وأضاف المراسل، أن مسيرات واشنطن لا تقتصر على النساء والفتيات، ولكن مجموعات كبيرة تمثل الأقليات والمهاجرين والمسلمين ومنظمات يسارية تقاطرت على العاصمة لإسماع صوتها لساكن البيت الأبيض الجديد، وتظاهرت أيضا نساء في عدد من المدن الأميركية الأخرى.
كما شارك أكثر من نصف مليون شخص بحسب الشرطة، و750 ألفا وفقا للمنظمين، السبت في تظاهرة بلوس أنجلوس من أجل الحقوق المدنية وضد ترمب.
وقال المتحدث باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا هو التجمع الأكبر الذي يشهده في المدينة منذ ثلاثين عاما.
أما في نيويورك، فقال المنظمون إن التظاهرة التي خرجت في المدينة شارك فيها أكثر من خمسمئة ألف شخص، بينما خرج 250 ألفا في شيكاغو.
وأعلن شعراء وكتاب في نحو ثلاثين ولاية أميركية ومدينة في العالم عن قراءة نصوص أمام الحشود لإدانة ترمب.
مدن العالم
وامتدت الاحتجاجات إلى مدن كثيرة في أوروبا وآسيا وأستراليا وأفريقيا، إذ شهدت أوروبا العديد من المسيرات المناهضة لترمب في لندن وبرلين وباريس وروما وفيينا وجنيف وأمستردام وبروكسل. وتوجهت هذه المسيرات نحو السفارات والقنصليات الأميركية والساحات الشهيرة في تلك العواصم.
وشارك عدد كبير من المتظاهرين من كافة الفئات العمرية في مسيرة بالعاصمة البريطانية لندن نظمتها حركات مجتمع مدني مراكزها الولايات المتحدة، وبدعم من منظمات مدنية بريطانية.
وقدم عمدة لندن صادق خان والبرلمانيتان في حزب العمال إيفيت كوبر وستيلا كريسي الدعم للمسيرة من خلال مشاركتهم فيها.
كما شهدت مدن أخرى في المملكة المتحدة احتجاجات مماثلة، أبرزها بلفاست وليفربول ومانشستر.
وفي سيدني أكبر مدن أستراليا، شارك نحو ثلاثة آلاف شخص من الرجال والنساء في مظاهرة في هايد بارك، وقال منظمون إن خمسة آلاف شخص شاركوا في مسيرة بملبورن.
وفي وقت سابق، قام نحو ألفي شخص بمسيرة سلمية في أربع مدن في نيوزيلندا، حسب ما قالته بيتي فلاغلر منظمة مسيرة في العاصمة ويلنغتون لوكالة رويترز.
وفي أفريقيا، شارك مئات المحتجين في مسيرة بالعاصمة الكينية نيروبي، ولوحوا بلافتات وغنوا أغنيات أميركية تعبر عن رفضهم خطاب ترمب.
الجزيرة نت