أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، أن الاحتلال (الإسرائيلي) يضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية والجهود الدبلوماسية، من خلال محاولته فرض وقائع جديدة على الأرض الفلسطينية.
وقال دغلس في حوار مع "الرسالة نت": "(إسرائيل) تستغل حالة الضعف العربي والدولي من اجل الانقضاض على الأرض الفلسطينية والسيطرة عليها، لاسيما ان الذي يحكمها هو اليمين المتطرف المؤيد لطرد الفلسطينيين من أراضيهم".
وبيّن أن خطورة مشروع معاليه أدوميم تكمن بفصل مدينة القدس عن كل محيطها ومدن الضفة الأخرى، وتؤدي إلى زيادة التعداد السكاني لليهود، ونقص السكان العرب، مما يجعل الاحتلال يحكم السيطرة على القدس بشكل كامل.
وقال "لا يقرر الاحتلال مصير الشعب الفلسطيني في أرضه"، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول كل يوم اصدار قرارات استيطانية جديدة او عمل مشاريع وكأن المستوطنات أصبحت "شرعية"، وفق تعبيره، مؤكداً أن هذه القضية ستبقى حية ولن يتنازل عنها الفلسطينيون. وفي السياق ذاته، أكد أن كافة القوى والفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني أجمع، ثابتين على مبدأ رفض الاستيطان والأرض مقابل السلام.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تولى مهام منصبه يوم الجمعة الماضي، حيث يعتبر من أشد المعادين للفلسطينيين، والمؤيدين لزيادة الاستيطان في مدن الضفة الغربية المحتلة.
ويقول دغلس في هذا السياق: "(إسرائيل) تعّول على ترامب بتغيير الواقع الموجود في الضفة وزيادة الاستيطان، خاصة أنه دعم ذلك خلال حملته الدعائية لتولي الرئاسة"، وتابع قائلاً: ""تولي ترامب منصبه لن يغير شيئاً من الواقع، ولن تختلف سياسته عن سابقيه، خاصة أن شعارنا واضح ولا يمكن تغيير بوصلتنا عن القدس ووقف الاستيطان"، مستدركاً "في حال أقدم ترامب على أي تصرف أحمق بنقل السفارة أو ما شابه ذلك، فلن نبقى ساكتين على ذلك"، موضحاً أن القيادة الفلسطينية سيكون لها ردها وجهودها الدبلوماسية، إضافة إلى تصعيد الحراك.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني والفصائل "لن تقف مكتوفة الأيدي في حال زيادة أي نشاط استيطاني وخاصة ضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، وزاد قائلاً: "ستكون هناك تحركات على الصعيدين المحلي والدولي والجهود الدبلوماسية".
وفيما يتعلق بالصعيد المحلي، أوضح مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، أنه سيكون هناك تصعيد للحراك ومزيد من التظاهرات الشعبية الرافضة للاستيطان، إضافة إلى تعزيز صمود المواطنين والتمسك بالوحدة على الأرض.
أما على الصعيد الدولي، فسيكون هناك توجه للمجتمع الدولي والمحاكم الدولية لرفض الاستيطان ومنع الاحتلال من الاستمرار به، والإصرار على عدم إقامة مستوطنة "معاليه أدوميم"، كون الاستيطان مرفوض وفق القوانين الدولية.
وذكّر دغلس أن ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى سيطرة الاحتلال يدمر حل الدولتين بشكل كامل منوها إلى أن "القيادة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي وستكون لها خياراتها، ضمن الاجماع الفلسطيني، دون الإفصاح عن طبيعة هذه القرارات"، وفق قوله.
واستنكر دغلس محاولة الاحتلال تهجير سكان بلدة أم الحيران في النقب المحتل، وهدم المنازل فيها، بحجة عدم الترخيص، مؤكداً أن الاحتلال يشدد من إجراءاته بحق السكان في البلدة، والتصعيد ضدهم بتهمة عدم ملكيتهم للأرض، في محاولة لطردهم وإحلال اليهود بدلاً منهم.
وشدد على أن ما يجري في أم الحيران يؤكد فاشية الاحتلال ويظهر وجهه الحقيقي في التغول على الأرض الفلسطينية، مشيراً إلى أن ما يجري فيها لم يحصل في أي من البلدات المجاورة.
يذكر أن الآليات العسكرية الإسرائيلية، هدمت 10 مساكن في قرية أم الحيران بالنقب، تخللتها مواجهات بين المواطنين وعناصر من جنود الاحتلال والشرطة الإسرائيلية، أسفرت عن استشهاد شاب، وإصابة آخرين بجروح، بينهم رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، ومقتل شرطي دهسا.